حمدى سرحان انتهت الانتخابات الرئاسيه على خير مايكون ... بفضل من الله ، وجهود المخلصين من ابناء هذا الشعب من رجال القوات المسلحة والشرطة ، ولم يحدث اى وقائع تعكر صفو الامن او تهدد سلامة الناخبين ، وذلك على غير ماخططت وروجت له الجماعة الإرهابية .. بما يؤكد ان هذه الجماعه قد سقطت من حسابات الشعب المصرى .. بل من حساب التاريخ ... والى غير رجعه بإذن الله . إلا ان هناك دروساً مستفاده يجب ان نعيها وان نستخلص منها العبر ، وان نحرص على ان نتجنب ما وقعنا فيه من أخطاء ... سواء بقصد او بغير قصد ، بوعى ... او بلا وعى . وما اعنيه اساساً هو كيفية تناول كثير من الإعلاميين إن لم يكن غالبيتهم لبعض الأمور المتعلقه بالعمليه الإنتخابيه بدون إدراك او المام ببعض النواحى الفنيه او دراسة شامله لمجريات الإنتخابات الأمر الذى نتج عنه إعطاء إنطباعات خاطئه عن سير العمليه الإنتخابيه ، حيث شاهدنا وتابعنا على شاشات الفضائيات ما حاول الكثيرين تأكيده وترسيخه فى ذهن المشاهد بشأن عدم وجود طوابير امام بعض اللجان ، كما شاهدنا وتابعنا فى إنتخابات سابقه قريبه ، وانبرى الكثيرين لحث المواطنين على الإدلاء باصواتهم ، كما علا الصراخ والشكوى من حرمان المغتربين عن موطنهم الإنتخابى من التصويت ... وبدا الأمر وكأن هناك عزوفاً عن التصويت من جانب المواطنين من ناحيه ، ومن ناحيه اخرى ... بدا الأمر وكأن هناك محاولات لمنع شريحه كبيره من المواطنين من القيام بممارسة حقهم الدستورى فى انتخاب رئيس دولتهم . وحقيقة الأمر ..... ان هذين الفرضين كلاهما خطأ ... بل وخطأ جسيما . فمن ناحية خلو اللجان من الطوابير التى إعتدنا مشاهدتها فى الإنتخابات السابقه فقد كان لذلك اسبابه المنطقيه اهمها زيادة عدد المراكز الإنتخابيه وهى الأماكن التى توجد فيها اللجان الفرعيه التى يدلى فيها الناخبون باصواتهم بما يقترب من 2000 مركز إنتخابى ، وهو ما يعنى ان المركز الذى كان يوجد فيه 6 او8 لجان اصبح فيه لجنتين او ثلاثه ، فضلاً عن انه قد تم زيادة اعداد اللجان الفرعيه بما يقترب من اربعة الاف لجنه ... الأمر الذى ترتب عليه نقص فى اعداد الناخبين المقيدة اسمائهم داخل هذه اللجان ، وكان من الطبيعى والمنطقى ان يقوم الناخب بالتصويت فى وقت قياسى قد لا يتجاوز دقيقة واحده ومن ثم انعدمت الطوابير اللهم إلا فى بعض المراكز الإنتخابيه التى لم يطرأعليها تغيير فى عدد اللجان الفرعيه الموجوده بداخلها . وإذا اضفنا الى ذلك درجة الحراره العاليه التى عانينا منها يومى الإنتخابات ، سوف نجد ان الأمر يبدو منطقيا خاصة ان اليوم الأول من الإنتخابات صادف ذكرى الإسراء والمعراج وكانت هناك اعداد كبيره من الناخبين صائمين مما ترتب عليه قيامهم بارجاء تصويتهم الى مابعد تناول الإفطار ، وما يقطع بصحة هذا الأمر ...ذلك الزحام الشديد الذى شهدته غالبية اللجان عقب غروب الشمس مباشرة وميل درجات الحراره الى الإعتدال . ومن الناحيه الاخرى فيما يتعلق بالمغتربين عن موطنهم الإنتخابى ... وصل الأمر الى حد التظاهر للمطالبه بتمكين هؤلاء المغتربين من ممارسة حقهم الإنتخابى ، وساهمت العديد من الفضائيات فى زيادة الأمر إشتعالاً مما دفع اللجنه العليا للانتخابات الرئاسيه الى تمديد الإنتخابات يوماً ثالثا لتمكين المغتربين من السفر الى موطنهم الإنتخابى لممارسة حقهم فى التصويت ، والغريب ان بعض من كان يمارس ضغوطاً من خلال الشاشه لتمكين هؤلاء المغتربين من التصويت كان اول من هاجم قرار تمديد الإنتخابات يوما ثالثاً ، علماً بأن اللجنه سبق ان حددت بعض الخطوات الإجرائيه لتمكين الناخب المغترب اوالذى تفرض عليه الظروف التواجد وقت التصويت بعيداً عن موطنه الإنتخابى ، وتتلخص هذه الخطوات فى ان يقوم المغترب بتسجيل اسمه فى مكاتب محدده للشهر العقارى خلال فتره زمنيه امتدت حوالى عشرة ايام او يزيد وذلك حتى يتمكن هؤلاء المغتربين من التصويت فى لجان تم تحديدها على سبيل الحصر ، وكان يتعين عليهم ان يلتزموا بهذه الإجراءات لضمان سلامة سير العمليه الإنتخابيه ، حيث كان القصد من إتباع هذه الخطوات هو تأمين الإنتخابات من اى عمليات لتكرار التصويت فى اكثر من لجنه بما يفتح المجال واسعاً للطعن فى الإنتخابات بما يهددها بالبطلان فى حالة إثبات تكرار التصويت فى عدة لجان . والجدير بالذكر ان المؤشرات الأوليه لعمليات الفرز تشير الى ان نسبة من ادلوا باصواتهم الى جموع الناخبين تصل الى 48 فى المائه وقد ترتفع الى ما يزيد عن 50 فى المائه وهى نسبة كبيره ومحل رضاء من الجميع ،وهو الأمر الذى يقطع بخطأ تلك الفضائيات فى متابعتها لسير الانتخابات ، ولا يقدح فى ذلك ان هذه النسبه لم ترتقى الى مستوى طموحنا وامانينا حيث كنا نأمل ان يصل عدد من يدلون باصواتهم الى 40 مليون ناخب بنسبة تصويت تدور حول 75 فى المائه وهو رقم مغالى فيه ولاتحدث حتى فى اعرق الديمقراطيات واكثرها رسوخاً . واعتقد انه لو كانت الأمور واضحة كما اشرنا اليها بالنسبه للساده الإعلاميين لاختلفت طريقة تناولهم للموضوع وبالتالى لم تسرى حالة اليأس والإحباط الى نفوس قطاعات كبيره من المواطنين الى الحد الذى وصل الأمر ببعضهم الى البكاء اثناء مداخلاتهم مع تلك الفضائيات تأثراً وخوفاً مما يمكن ان تصل اليه الأمور من جراء عدم الإقبال على التصويت . ولكن يبقى السؤال ... هل كان تصرفهم على هذا النحو ... بقصد ... ام بغير فصد ؟؟؟ بوعى ..... ام بلا وعى ؟؟؟ ايها الإعلاميون ..... اتقوا الله فى بلدكم .....مصر . اللواء / حمدى سرحان مساعد وزير الداخليه الأسبق