جاء اعتقال الصادق المهدي، أحد زعيم حزب الأمة السوداني، من منزله، إثر خطاب له هاجم فيه جهاز الأمن في بلاده قيل أنه احتوى على ألفاظ قاسية، ليقلب النظام الحاكم في السودان الطاولة على أكبر حزب في المعارضة هناك. أسباب اعتقال الصادق المهدي يرى بعض الخبراء أن السبب الرئيس وراء إلقاء القبض على المهدي جملة واحدة ذكرها في خطاب له تتمثل في قوله"إن حزبه يشرع في ثورة هادئة ضد النظام". بينما يذكر مكتب زعيم المعارضة السودانية أن الصادق المهدي اعتقل في الخرطوم السبت الماضي بعد أيام من اتهام النائب العام له بإلقائه مسؤولية العنف في إقليم دارفور على السلطات السودانية. وقال محمد زكي المساعد الشخصي للمهدي ومدير مكتبه إن ضابطي أمن جاءا إلى مكتب المهدي في الساعة التاسعة إلا الربع مساء اليوم السبت الماضي. حزب المهدي وحكومة التحالف وقال سياسى كبير فى المعارضة لإحدى الوكالات الأجنبية إن حزب الأمة مكون رئيسى فى عملية الحوار التى يمكن أن تؤدى الى تشكيل حكومة تحالف. واضاف السياسى - الذى طلب عدم كشف هويته- أن البشير يدفع باتجاه تغيير حقيقى لانه يدرك أن البلد ينهار، لكن أجهزة الامن تقاوم أي حوار. المهدي أمام المخابرات والأمن الوطني. واستجوبت محكمة أمن الدولة الخميس الماضى الصادق المهدى إثر شكوى من جهاز الأمن والمخابرات الوطنى يأخذ عليه فيها اتهامه قوة الدعم السريع شبه العسكرية بارتكاب تجاوزات فى دارفور، الاقليم الذى يشهد تصاعدا فى العنف منذ بداية العام الحالي. حزب الأمة يعلن وقف الحوار مع الحكومة وأعلن حزب الأمة السودانى وقف الحوار مع حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الذى يقوده الرئيس عمر البشير، بعد اعتقال زعيمه الصادق المهدي بتهمة الخيانة إثر اتهامات وجهها إلى وحدة شبه عسكرية بارتكاب عمليات اغتصاب وعنف بحق مدنيين فى دارفور، بحسب الحزب. حزبه يطالب بإطلاق سراح زعيمه وأصدر حزب الأمة القومى المعارض بالسودان بيانا بشأن اعتقال زعيمه الصادق المهدى رئيس الحزب، قال فيه إن المجلس الأعلى للتنسيق بالحزب ورئاسة هيئة شئون الأنصار، عقدت اجتماعا طارئا وقررت رفض الطريقة الاستفزازية التى تمت بها عملية اعتقال المهدى، وطالبت بإطلاق سراح الصادق المهدى فورا. تراجع النظام السوداني عن وعوده وأكد بيان حزب الأمة القومى إن النظام الحاكم بالسودان تراجع بهذا الإجراء عن كل وعود الحوار التى دعا إليها وعاد بالبلاد نقطة الصفر. خطاب المهدي يثير غضب النظام وأوضح المهدي في خطاب له قبل اعتقاله أنه يوجد خياران أمام النظام حصرهما في الانتفاضة الشعبية والحوار الذي يفضي إلى تفكيك النظام، لافتا إلى أن المطالب الآنية تتجسد في الحريات والعدالة والسلام ودون ذلك فلا اتفاق على حد تعبيره، قائلا: "إن حزبي شرع فيما أسماه "الثورة الهادئة". وذكر المهدي في خطابه "إننا لن نخوض المرحلة القادمة دون ضمان توفير الاستحقاقات المطلوبة حتى لا نصبح أضحوكة". وكشف المهدي عن إلغاء حلقة كان من المقرر أن يتحدث خلالها في برنامج أكثر من زاوية بالفضائية السودانية دون إبداء الأسباب، داعيا الحكومة وأجهزتها برفع يدها عن المؤسسات الإعلامية وجعلها حرة من حيث الممارسة والعمل، مجددا إعلانه في فتح بلاغات بحق جهاز الأمن الذي قال انه تجاوز المواد التي تسببت في انهياره. والمهدي آخر رئيس للوزراء منتخب في السودان وزعيم حزب الأمة أبرز الأحزاب المعارضة للرئيس عمر حسن البشير الذي أطاح بحكومة المهدي في انقلاب عام 1989. وكان النائب العام فتح بالفعل خلال الأيام الأخيرة تحقيقا في اتهامات بإهانة المهدي لقوات الأمن الحكومية بسبب تصاعد في أعمال العنف في إقليم دارفور. وقالت مريم حفيدة المهدي لرويترز إنها تحدثت مع محامي جدها الذي قال إنه تم إضافة تهمتي تعطيل النظام الدستوري والتحريض على كراهية الدولة وإن عقوبتهما تتراوح بين السجن مدى الحياة والإعدام. وأكد مسؤول حكومي طلب عدم نشر إسمه القبض على المهدي وقال إن التحقيقات معه ستبدأ الأحد. ودعا حزب الأمة أنصاره إلى الاحتجاج على اعتقال المهدي. ويعمل البشير على تعزيز سلطته في مواجهة أزمة اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان في 2011 أخذا معه ثلاثة أرباع انتاج النفط للسودان عندما كن موحدا بالاضافة إلى الاحتجاجات ضده والعنف في دارفور. وظل البشير في السلطة رغم عمليات التمرد المتفرقة والعقوبات التجارية الأمريكية والأزمة الاقتصادية ومحاولة لقلب نظام الحكم ولائحة اتهام من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تدبير ابادة جماعية وجرائم حرب آخرى في دارفور.