تحت عنوان "حماس تنتظر السيسي"، كتب "تسيفي برئيل" في مقاله بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الجنرال السيسي الذي سيكون رئيساً يعلم أنه إذا أراد أن يستعيد لمصر مكانتها باعتبارها مسئولة عن حل القضية الفلسطينية فإنه لا يستطيع أن يتنصل من حركة حماس التي تسيطر على غزة. ونقل "برئيل" عن المشير السيسي قوله في مقابلة مع محطة سكاي التليفزيونية العربية: "أنا أطالب حماس بترميم علاقتها مع مصر، قبل أن تفقد تعاطف الشعب المصري نهائياً"، مشيراً إلى أن تصريحات السيسي أدت على الفور لموجة من التعليقات فيما يتعلق بنوايا المرشح الرئاسي الواعد. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أنه في مقابل الموقف الصارم وغير المتساهل ضد تنظيم الإخوان المسلمين التي وصفها كتنظيم إرهابي، يعرض السيسي على حماس نافذة هروب سياسية، والتي تهدف على ما يبدو للدفع بالمصالحة بين حماس وفتح التي تؤيدها مصر. وأشار الكاتب إلى تزايد التقارير المصرية المتفائلة بشأن ثمة تقارب، أو على الأقل الانفراجة، فيما يتعلق بالعلاقات مع حماس. واستشهد بأحد التقارير التي نشرت هذا الأسبوع والتي أفادت بأن أحمد أبو راس، مدير المكتب الفني للجنة القطرية إعادة إعمار غزة أكد في نهاية الأسبوع بأن مصر ستفتح معبر رفح لنقل مستلزمات البناء للقطاع، وهي مواد تبرعت بها قطر كجزء من منحة قيمتها نحو 400 مليون دولار، والتي أعلن عنها حاكم قطر قبل قرابة عامين. وبحسب أبو راس، فإن مصر ستفتح المعبر لهذا الغرض على الأقل مرة كل أسبوع اعتباراً من شهر يونيو المقبل، مشيراً إلى أن اللجنة تنسق أنشطتها مع الجانب الإسرائيلي، وأن نقل مواد البناء عبر إسرائيل سيجري مع نقل البضائع من مصر. وأشار إلى أن قطر تمول أيضاً بناء ربع المساكن في غزة المخصصة للأسرى الأمنيين الذين تم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، والتي ستشمل ما بين 200-300 وحدة سكنية. وأضاف أن مصر في تلك الأثناء تنتظر الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والتي ستتشكل كحكومة تكنوقراط من شخصيات غير سياسية، وهو الإعلان الذي من المتوقع أن ينشر في الأيام القليلة القادمة وسيتيح لمصر فتح معبر رفح بشكل دائم. وبحسب الاتفاقات التي تبلورت بين السلطة الفلسطينية وحماس، فإن الرقابة على معبر رفح ستدار بواسطة لجان مشتركة من الجانبين، وهكذا فعلياً ستعترف مصر بشراكة حماس في الحكومة الفلسطينية. وأشار الكاتب إلى أن حماس استقبلت بترحاب تصريحات السيسي، حيث أعلن القيادي الحمساوي محمود الزهار أن "تصريحاته تتماشى مع السياسة التقليدية لحماس التي ترتكز على وجود علاقات طيبة مع كل الدول العربية، وبصفة خاصة مصر".