قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، يكثف المرشحان الرئاسيان حمدين صباحى وعبد الفتاح السيسى جهودهما لنيل ثقة المصريين، فى الوقت الذى يؤكد فيه البعض أنهم لن يوقعوا للرئيس القادم على بياض، بل سيدعمون من يتبنى قضاياهم المتمثلة فى تحقيق الأمن والاسقرار والعدالة الاجتماعية وخلق فرص عمل وتحقيق حد أدنى للعيش الكريم.. فمن يحقق مطالب المصريين صباحى أم السيسي؟. المرشحان الرئاسيان صباحى والسيسى، الأول رجل مدنى معارض له باع طويل فى العمل السياسى، والثانى قائد عسكرى استقال من وزارة الدفاع بناء على مطالب شعبية بالترشح للانتخابات الرئاسية. المرشحان يتشابهان فى كثير من الأمور مثل "شعبيتهما الكبيرة، والتردد قبل الترشح للانتخابات الرئاسية، وكان آخرها اتفاقهما على رفض وجود جماعة الإخوان على الساحة السياسية". صباحى أعلن ترشحه بناء على مطلب الشباب الثورى قائلا: "الشباب يطلب منى الترشح وأنا كأب اخترت إرضاء الشباب لأن الآباء لا يريدون أحدا أفضل منهم إلا الأبناء ولذلك قررت الترشح بناء على طلب الأبناء"، فى حين قال السيسى إنه استجاب لنداء الجماهير العريضة له بالترشح قائلا: "نداء جماهير واسعة من الشعب المصرى طلبت منى التقدم لنيل هذا الشرف". صباحى له تاريخ طويل من العمل السياسى والحزبى، وانتخب مرتين عضوا بالبرلمان واعتقل ثلاث مرات خلال عهدى "السادات ومبارك" واحتل المركز الثالث فى الانتخابات الرئاسية الماضية فى 2012 بنحو 5 ملايين صوت، ورغم ذلك فالسيسى هو المرشح الأوفر حظا بالفوز وفقا لمراقبى الانتخابات، الذين يرون فى السيسى بطلا قوميا يتمتع بالحسم والشجاعة، خاصة بعد ثورة 30 يونيو. السيسى يقدم نفسه فى صورة رجل الدولة القوى القادر على أداء المهمة، باعتباره ضامنا للاستقرار والأمن والحفاظ على كيان الدولة ومحاربة الإرهاب والعنف، أما صباحى فيقدم نفسه باعتباره ممثلا لثورة يناير ومعبرا عن أحلامها والانحياز للفقراء والطبقة العاملة كما يعلى من قيمة الديمقراطية وحرية التعبير ومحاربة الفساد. أما الأحزاب السياسية فقد انقسمت بتوجهاتها المختلفة فى موقفها من تأييد المرشحين، فحزب الوفد ذو التوجه الليبرالى وأحزاب التجمع اليسارى ومصر العربى الاشتراكى والنور السلفى وشباب مصر، إضافة إلى "المؤتمر" والحركة الوطنية.. أعلنت جميعها تأييد السيسى، بينما يحظى صباحى بدعم حزب الدستور الليبرالى وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والحزب الشيوعى المصرى، وحزب الكرامة ذى التوجه الناصري. أما حملة "تمرد" التى قادت جمع التوكيلات لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسى، كما قادت مظاهرات 30 يونيو، أعلنت رسميا تأييدها للسيسى، فى حين أعلن عدد من مؤسسيها دعمهم لصباحي. ويتوقع محللون سياسيون أن يشكل الأقباط كتلة تصويتية مؤثرة فى الانتخابات الرئاسية، عقب الدعم الواضح الذى قدموه لحركة تغيير 30 يونيو، والذى دفعت كنائس عدة ثمنه فى أنحاء الجمهورية بعدما تعرضت لاعتداءات، كما يعتبر مراقبون رد فعل الحضور بالكاتدرائية فى عيد القيامة المجيد، بعد ذكر اسمى صباحى والسيسى مؤشرا على ذلك. السيسى يرى أن الجيش كله أهل ثقة ولا يوجد به مكان للمحسوبيات من أول جندى إلى أعلى رتبة فيه، وقال: "الجيش فى قلبى وهيفضل فى قلبى، والمؤسسة العسكرية ليست منفصلة عن الشعب فنظام عملها وتطورها ونتائجها مطمئن على جميع المستويات، والجيش يستطيع التدخل فى أى وقت لحماية أى دولة عربية بموافقة الشعب". أما صباحى فيرى أن الجيش يحمى ولا يحكم، ولا يجب أن يتدخل فى السياسة. السيسى قال إن"الداخلية تعرضت لتدمير فى بنيتها التحتية وأجهزتها الأمنية خلال العامين الأخيرين، إلا أنها قامت بإنجار غير مسبوق وليس العكس كما يعتقد البعض، وفى حالة وصولى إلى سدة الحكم سأقوم بتدعيم الشرطة بشكل أكبر، والجيش سيساعدها لو تطلب الأمر، والمرحلة القادمة لابد أن تشهد إعادة الأمن والاستقرار الأمنى للشارع الذى يعتبر مفتاح تحقيق التقدم وإعادة السياحة". أما صباحى فيرى أن "الداخلية يجب أن تكون لأمن المواطن وليس للنظام، ويجب إعادة هيكلة الوزارة بهذا الشكل، واحترام حقوق الإنسان وكرامة المواطن ". السيسى طالب العمال بالصبر: "لو مكنتوش تصبروا لغاية مع الأمور تتحسن، ادوا فرصة للبلد عشان ننهض وأديك حقك، ومش هانهزر، ومينفعش ناكل مصر يعنى أو نموتها". وقال صباحى: "العمال لهم مكانة خاصة عندى، وإذا أصبحت رئيسا لن يكون هناك عامل مشرد فى مصر، كما لن يكون هناك عامل له حق مهدور، وتطهير القطاع العام من الفاسدين سيحل كل المشاكل".