بمناسبة التصريحات الصادرة في الأيام الاخيرة من المرشحين لرئاسة الجمهورية، والتي تركزت علي الأمن، باعتباره الاساس لحل كل المشاكل التي تعاني منها مصر في الوقت الراهن. في تقديري ان الامن وبالأحرى مكافحة الارهاب الذي ابتلينا به هذه الايام، له وسيلتان للحل لا ثالث لهما، اولهما المصالحة مع الارهاب والارهابيين، أما الثانية فهي المطارحة، أي طرح الارهاب والارهابيين أرضا والاجهاز عليهم تماما. تصريحات مرشحي الرئاسة المتعلقة بمشكلة الارهاب، تركزت جميعها حول فكرة واحدة هي عدم التصالح مع الارهاب والارهابيين، بسبب التدمير والتخريب وسفك الدماء الذي تشهده البلاد حاليا. ومع ذلك فإن أحد المرشحين افاد في تصريح له، ان الفترة القادمة لن يكون فيها إقصاء لاحد، بما يفهم منه أنه لن يتم استبعاد اي مصري، طالما انه لم يتورط في اي عمل ارهابي، وبالطبع لم تثبت في حقه أي جريمة مخلة بالشرف والأمانة. اما عن كيفية معالجة مشكلة الأمن وبالتالي مواجهة الارهاب فلم يتطرق كلا المرشحين الي وسيلة القضاء علي هذه المشكلة، التي قد تؤدي للانقسام الشعبي. صحيح ان الدول الغربية عامة وامريكا بصفة خاصة، تصر علي ضرورة التصالح مع الجماعات الاسلامية المتطرفة، بحجة اندماجهم في المجتمع لكي تكون هناك ديمقراطية حقيقية، هذا ما يدعيه الغرب ولكنهم في الحقيقة يريدون اعطاء الفرصة لتلك الجماعات المتطرفة للوثوب الي الحكم مرة اخري، حتي يتمكنوا من تحقيق مخططهم المسموم في منطقة الشرق الأوسط. فمن المعروف أن امريكا وحلفاءها يستخدمون تلك الجماعات كأداة لتخريب منطقة الشرق الاوسط. ومن هنا، كان اصرار مرشحي الرئاسة علي عدم المصالحة مع الارهاب والارهابيين، كرد طبيعي علي نية الدول الغربية من اعطاء فرصة اخري للجماعات المتطرفة. قد يري البعض، إن الاجهاز علي الجماعات المتطرفة في مصر ليس بالأمر اليسير، خاصة وأن امريكا وحلفاءها يستعينون بالعديد من الدول القريبة من منطقة الشرق الاوسط - كتركيا وايران وقطر - لنشر الارهاب في منطقتنا العربية، وكذا فإن هناك معسكرات تم انشاؤها في بعض هذه الدول لتدرب الارهابيين والزج بهم الي مصر وبعض دول الشرق الاوسط، كل ذلك من أجل تدمير وتفتيت وتقسيم منطقة الشرق الاوسط. اصحاب هذا الرأي يتساءلون، اذا كان هناك اصرار علي محاربة الارهاب في مصر فإلي متي ستستمر هذه الحرب، وامامنا ما حدث في العراق وفي سوريا والسودان وليبيا واليمن، كل هذه الدول تعاني منذ سنوات عديدة من محاربة الارهاب ومازالت حتي يومنا هذا غارقة في الدماء. اصحاب هذا الرأي من انصار المصالحة مع الجماعات الاسلامية خاصة اخوان الشياطين، يرون ان اقصر الطرق لوأد الفتنة والاستقرار في البلاد هي المصالحة مع الارهاب والارهابيين، لاسيما وأن مصر تعاني من مشاكل اقتصادية عديدة منذ سنوات طويلة، وبالتالي فلن تقوي علي الصمود طويلا في مواجهة هذا الارهاب الأسود. سبق أن قلنا.. هناك وسيلتان لا ثالث لهما لحل مشكلة الارهاب، الوسيلة الأولي هي المصالحة، اما الوسيلة الثانية فهي المطارحة. ومن هنا، فيجب علينا – إذا كنا نريد اختيار المصالحة - ان نسأل أنفسنا مع من يمكننا اجراء تلك المصالحة؟؟ وهل هذه المصالحة سوف توقف العمليات الارهابية نهائيا؟؟ وعلي الجانب الاخر – إذا كنا نريد القضاء علي الارهاب والارهابيين – إلي متي ستستمر حربنا ضد الارهاب؟؟ وهل ستظل تلك الحرب الي أمد طويل؟؟ أم انه من الممكن القضاء عليه في فترة وجيزة؟؟ وعلي ضوء الاجابة عن هذه الاسئلة يمكننا ان نختار إما المصالحة وأما المطارحة. أعود فأقول.. أن المهمة القادمة شاقة والحمل ثقيلة جدا علي الرئيس القادم، وبالتالي يجب ان يكون الرئيس القادم علي دراية تامة بما تحتاجه سفينة الوطن في مسيرتها، سواء في طريق المصالحة أم في طريق المطارحة، حتي يصل بنا إلي بر الأمان، وتهدأ البلاد ونبدأ في طريق التقدم والرخاء. حفظ الله مصر وجنبها شرور اعدائها من المتآمرين والكارهين.