أعلنت أوكرانيا إغلاق جميع المعابر الحدودية بشكل مؤقت، كما جدد الرئيس المؤقت أولكسندر تورتشينوف اتهامه لروسيا بالسعى لزعزعة الاستقرار فى جنوب البلاد وشرقها، وقال إن أوكرانيا فى حالة حرب معها، وذلك بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم قرب سلافيانسك شرق البلاد، وأكد وزير الداخلية أرسن أفاكاوف سقوط قتلى. وقال الوزير للصحفيين "إنهم يشنون حربا ضدنا, ضد أراضينا"، موضحا أن "مهمتى هى القضاء على الإرهابيين". وأعلن أن "التكتيك الوحيد هو التقدم رويدا رويدا نحو وسط سلافيانسك"، معترفا بأنه لا يوجد "حل عسكري. الحل يجب أن يكون سياسيا". وذكر رئيس الحرس الوطنى ستيبان بولتوراك القريب من موقع المعارك، أن الانفصاليين "مدربون ومجهزون بشكل جيد"، وأضاف أن القوات الأوكرانية حاصرتهم وسط سلافيانسك، وأن الطرقات لا تزال مغلقة ولا يسمح بمرور المدنيين. وقال "تورتشينوف" للتلفزيون إنه تم نصب حواجز على الطرقات فى محيط العاصمة بسبب مخاوف من أعمال "استفزازية" قد يقوم بها من وصفهم بعملاء روس فى التاسع من الشهر الجارى بمناسبة احتفال كييف بيوم النصر فى الحرب العالمية الثانية. وأضاف تورتشينوف "هناك حرب بالفعل تشن ضدنا، ويجب أن نكون مستعدين لصد هذا العدوان". وفى هذه الأثناء، أعلن من يُعرفون ب"أنصار وحدة أوكرانيا" فى مدينة أوديسا، بجنوب البلاد، سيطرتهم على وسط المدينة وطرد الموالين لروسيا منها. واتهمت كييف روسيا بالسعى إلى "تدميرها" بعد اتساع الاضطرابات الانفصالية شرقى البلاد، وانتشار أعمال عنف فى أوديسا. واقتحم متظاهرون موالون لروسيا الأحد مقرا للشرطة فى أوديسا، ونجحوا فى إطلاق سراح نحو سبعين متظاهرا اعتُقلوا خلال الاضطرابات الدامية التى وقعت الجمعة الماضية. وأسفرت معارك الشوارع بين خصوم الحكومة الأوكرانية وأنصارها عن اشتعال النار فى مبنى لنقابة مهنية، ولقى 46 شخصا حتفهم. وقالت مراسلة الجزيرة وجد وقفى إن الجيش الأوكرانى تقدم الأحد نحو مدينة سلافيانسك شرقى البلاد لطرد المسلحين الانفصاليين الموالين لروسيا منها، بعدما تمكن قبل ذلك من دخول مدينة كراماتسورك، فى وقت هددت فيه كييف بتوسيع العمليات العسكرية الجارية فى المناطق الشرقيةوالجنوبيةالشرقية. من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستستقبل الحكومة الأوكرانية التى يترأسها أرسينى ياتسينيوك فى 13 مايو الجارى فى بروكسل لبحث تدابير دعم كييف. وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية بيا أرنكيلدى هانسن لدى الإعلان عن الاجتماع أن المفوضية عازمة على مساعدة أوكرانيا وتقديم الدعم الضرورى لها. تزامن ذلك مع دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره السويسرى ديدييه بورخالتر، الرئيس الدورى لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، إلى أن يناقشا خلال لقائهما المقرر الأربعاء سبل بدء حوار حول موضوع أوكرانيا تحت إشراف المنظمة. وقالت "كريستيان فيتز "المتحدثة باسم ميركل فى بيان إن الهدف هو تسهيل "قيام حوار وطنى قبل الانتخابات الرئاسية" فى أوكرانيا، المقرر تنظيمها فى 25 من الشهر الجارى. وذكرت السلطات الروسية أن زيارة بورخالتر تندرج "ضمن إطار الجهود الدولية لخفض حدة التوتر فى أوكرانيا". وقال الكرملين من جانبه فى بيان أصدره عقب المكالمة بين ميركل وبوتين أمس، إن الرئيس الروسى "شدد على الحاجة إلى إقامة حوار مباشر بين سلطات كييف الحالية وممثلى مناطق جنوب شرق البلاد". جاء ذلك بتزامن مع دعوة وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير أمس فى مقابلة مع التلفزيون الألمانى الرسمى إلى عقد مؤتمر جنيف ثان لبحث الوضع فى أوكرانيا. وقال الوزير إنه دعا فى اتصالات مع منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ومع مسؤولة السياسات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الأميركى جون كيري، ونظيره الروسى سيرغى لافروف "إلى عقد مؤتمر جنيف ثان يكمل مؤتمر جنيف الأول" لحلّ الأزمة الأوكرانية. وأعلنت روسيا فى تقرير رسمى الاثنين أن الأزمة الأوكرانية تهدد الاستقرار والسلام فى أوروبا، إذا لم يرد المجتمع الدولى بطريقة مناسبة على الانتهاكات "الكثيفة" لحقوق الإنسان فى هذا البلد.