رأت وكالة أنباء نوفوستي الروسية في مقال أوردته اليوم الاثنين أن المعارك والاشتباكات الأخيرة بجنوب شرق أوكرانيا ومدينة أوديسا دفعت بالصراع فى أوكرانيا إلى نقطة يصعب الرجوع عنها في العلاقة ما بين حكومة كييف وشرق أوكرانيا.. مرجحة أن أوكرانيا لن تعود دولة موحدة كما كانت. وذكرت الوكالة الروسية أن ما تسميه كييف "عملية مكافحة الإرهاب"، وهي عملية عسكرية يجريها من وصفتهم بأنهم "استولوا على السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف" عن طريق ما وصفته ب"الانقلاب" في نهاية شهر فبراير، ضد مواطنين في شرق أوكرانيا يطالبون بنظام فيدرالي يزيد صلاحيات السلطات المحلية، قد تحولت في الثاني من مايو الجارى إلى حرب تشنها قوات تابعة لسلطات كييف الحالية على المدنيين. وأضافت أنه "من الواضح أن كييف تسعى إلى منع إجراء استفتاء على الفيدرالية في منطقة الدونابس - التي تضم مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك - في 11 مايو الجاري بأي ثمن، وتسعى جاهدة إلى استعادة السيطرة على الشرق الأوكراني الناطق باللغة الروسية في أسرع وقت لكي تحصل على مساعدات مالية وعدت بها واشنطن". وتابعت أنه "يخطيء من يظن أن اجتياح الجيش لهذه المناطق واجتياح قوات (القطاع الأيمن) التي تسيطر على العاصمة الأوكرانية في حقيقة الأمر، لمدينة أوديسا سيحقق هذا الهدف، فكييف لن تستعيد السيطرة على المناطق المناهضة لسلطات كييف الحالية إلا عندما تسد الهوة في شرق البلاد والتي وسّعها إطلاق النار على المدنيين في قرية أندرييفكا ومدينة كراماتورسك، ومقتل حوالي خمسين من مناهضي سلطات كييف في مدينة أوديسا إلى درجة يتعذر معها تسويتها. وأشارت إلى أنه حتى الوقت الراهن، أعلن نشطاء المقاومة الشعبية أمس أنهم تمكنوا من استعادة السيطرة على مدينتي كونستانتينوفكا وجورلوفكا في مقاطعة دونيتسك، وطرد قوات كييف من مواقع احتلتها في وقت سابق في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك. وقال نائب قائد المقاومة الشعبية بمنطقة الدونباس سيرجي تسيبلاكوف - فى تصريح للصحفيين - إنهم "الآن بصدد فرض سيطرتهم على مدينة دونيتسك كلها وجميع المباني الإدارية فيها". وزعمت نوفوستي أن كييف أقدمت على استعادة السيطرة على جنوب شرق أوكرانيا بمساعدة أجهزة المخابرات الأمريكية.. مشيرة إلى ما ذكرته صحيفة (بيلد) الألمانية أمس بأن عشرات من موظفي مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية يساعدون حكومة كييف على وضع خطة العمل لحل الأزمة في جنوب شرق البلاد. ويشارك حوالي 11 ألف مقاتل من أفراد القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني في "عملية مكافحة الإرهاب" حسب مصادر أوكرانية أو 15 ألف مقاتل حسب تقديرات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو. ويواجههم 2500 مقاتل حسب قائد المقاومة الشعبية بجنوب شرق أوكرانيا إيغور ستريلكوف.. ومن المتوقع أن ينضم إليهم في الأيام القليلة المقبلة 600 إلى 1000 متطوع قادمون من شبه جزيرة القرم. وفى السياق نفسه، اعتبر رئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن السلطات الجديدة في كييف هي من تدمر أوكرانيا كدولة موحدة، وذلك عبر تبرير العملية العسكرية في شرق البلاد وعمليات القتل الجماعي لمن لا يوافق على سياستها. وقال بوشكوف - في تصريحات أوردتها قناة روسيا اليوم الاثنين - إن "عمليات القتل بالإضافة إلى العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الأوكراني في شرق البلاد من شأنها تدمير أسس وجود الدولة الموحدة".