أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، هليميريام ديسالين الخاصة بدعوته مصر لاستئناف المفاوضات حول سد النهضة، آراء خبراء المياه. قال الدكتور مغاوري دياب الخبير الدولي بالمياه إن المفاوضات ظلت مستمرة سعيا وراء أي حل مقبول ولم تأخذ إثيوبيا بتقرير اللجنة الثلاثية الذي كشف عوارا كبيرا في تصميمات السد. أضاف ل«الوفد» أن دعوة إثيوبيا للحوار ما هي إلا محاولة منها لملاحقة مصر في تدويل قضية السد، خاصة أن هناك بعض دول الاتحاد الأوروبي والصين أعلنت عن وقف تمويل السد، وهو ما دفع إثيوبيا الي خسارة حوالي 3.7 مليار، موضحا ان تلك الدعوة ما هي إلا استهلاكا للوقت. و حذر «دياب» من مطالبة السودان بتغيير نظام التعامل بينها وبين مصر وتعديل معاهدة 1959 و التي توزع حصص المياه بمعدل 55 مليار متر مكعب لمصر و 19 مليار متر مكعب للسودان، مما سيشكل خطرا علي مصر لأنه سيتم سحب كميات من السد العالي ويجب احتواء السودان سياسيا خلال الفترة القادمة. وأوضح «دياب» أن إثيوبيا لن تستطيع بناء سد تخزين المياه هذا العام، كما كان مقررا في سبتمبر وأنها ستخزن المياه من العام القادم نظرا لتوقف بعض التمويلات. ويري الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه و الأراضي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن دعوة إثيوبيا للحوار مرفوضة تماما، لأن رئيس الوزراء الإثيوبي قال إن العودة إلى المباحثات مشروطة بعد توقف العمل في بناء السد، أو تغيير مواصفاته.. إذن على أي شئ نتفاوض، موضحا أنه كلما أيقنت إثيوبيا أن مصر في طريقها إلى تدويل القضية والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن عمدت إلى التسويف لتبعدنا عن التدويل بالدعوة إلى مباحثات جديدة. وأشار «نور الدين» الي أن مصر استكملت كل أسباب التدويل، فالمباحثات استمرت ثلاث سنوات دون جدوى وتقرير اللجنة الدولية رفضته إثيوبيا إذن سؤال الأممالمتحدة حول المباحثات الثنائية أولا مستوفي واستمر ثلاث سنوات بلا جدوى بسبب التعنت الإثيوبي. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي وجه خلال جلسة أمام البرلمان الإثيوبي، أمس الأول، دعوة لمصر بالعودة للمفاوضات الثلاثية، مؤكدا فى الوقت ذاته أن بلاده أكملت 32% من مشروع سد النهضة، وأنها مستعدة لأي مواجهات تختارها مصر، منتقداً ما وصفها بالمحاولات المصرية لإعاقة بناء السد. وأشار «ديسالين» إلى أن بلاده مستعدة لمواجهة كل الخيارات والاحتمالات، وقلل مما قال إنه «تأثير الحملات المصرية لتخويف الدول في شمال وشرق المنطقة بشأن سد النهضة».