كان المقال المعد للنشر هذا الأسبوع يتعلق بتاريخ العلمانية في مصر منذ عام 1923 وحتي اليوم وكيف تصدي لها علماء الأزهر الشريف وموقف الدولة الرسمي من الهجمة العلمانية طوال العقود الماضية.. ولكن.. يخرج علينا «الأهرام» وللمرة الثانية خلال اثني عشر يوما ينشر ل»رضوان السيد»، حواراً علي صفحة كاملة تحت عنوان «حوار حول المستقبل».. وعنوان آخر.. »الاسلام السياسي خطر علي الدين قبل الدولة».. نعم نحن في مصر نعرف ذلك.. ولكن إذا وقفت في صلب المقال فالغرض هو إسقاط الإسلام كشريعة في المقام الأول وهو حلم العلمانيين والمرجفين في البلاد!!. جاء ذلك في عدد 18 ابريل الجاري بعد أن كانت الأهرام قد نشرت في عدد 6 ابريل الجاري تحقيقا مع «الشاعر أدونيس» تحت عناوين مستفزة مثل!! «المؤسسة الدينية قاصداً الأزهر في طليعة معوقات الحداثة العربية».. ذلك.. ففي مقال الأهرام 6 ابريل: «المؤسسة الدينية الأزهر في طليعة معوقات الحداثة العربية»!! في مقال الأهرام 18 ابريل: «المؤسسة الدينية الأزهر فشل في إدارة الملف الديني»!! ذلك.. وقد نشرنا في «وفد» 15 ابريل الجاري رداً علي مقال الأهرام في 6 ابريل.. تحت عنوان «الأزهر ليس ضد الحداثة».. ذلك.. ونكتفي اليوم من حوار الأهرام مع «رضوان السيد» بالفقرة التالية: يقول رضوان السيد: «إن مصطلح الإسلام السياسي ولا حتي مقولة الإسلام دين ودولة يستحق النقاش المستفيض.. ويقول: «سيبقي الإسلامان الهادي والحزبي خطراً علي الدين وعلي الدولة، ولكن الخطر علي الدين أكبر من الخطر علي الدولة». توضيح: الجهاد ضد العدو مشروع في كل دول وشعوب العالم!! ولكن عندما يجاهد المسلمون في أفغانستان بمساعدة الولاياتالمتحدة لطرد «روسيا» من أفغانستان ثم تكون نتيجة ذلك إسقاط الإتحاد السوفيتي كله!! فهذا جهاد مشروع لأن أمريكا توافق عليه أما غير ذلك فهو «إرهاب»!! كذلك الحزبي فهو مشروع أيضاً في كل دول العالم!! ولكن ما يقصد منعه ومقاومته هو مقومة الحزب أيا كان الذي يدعو إلي تطبيق شرع الله وتطبيق أن الإسلام عقيدة وشريعة.. ثم تأتي الطامة الكبري فيما ينشره «الأهرام» ل «رضوان السيد»!! «حسب الأهرام.. الرجل درس في منحة من الأزهر الشريف.. يضع «رضوان السيد»، الخطوط العريضة التي يجب أن يتحرك خلالها الأزهر الشريف!! فيقول: «لذلك لا بد من القيام بعملية مزدوجة.. إقامة أنظمة للحكم الصالح بحيث ينصرف الجمهور عن أوهام الدولة الدينية، وإستعادة المؤسسة الدينية القوية والمستقلة للملف الديني وكأنه قد ضاع من يدها!! للقيام بأمرين: الوظائف، والمهمات. أما الوظائف: «المتمثلة في قيادة العبادات، والتعليم والفتوي، والإرشاد العام». وهل يا «رضوان السيد».. الأزهر ووزارة الأوقاف في مصر قصرت يوماً و فرطت في: العبادات والشعائر؟! هل فرطت في الفتوي!! هل فرطت في التعليم الأزهري الذي هو منارة العلم في العالم كله!!؟ ما هذا الافتراء علي «مصر» كلها، وليس أزهرها فقط!؟ ما علينا!!. أما المهمات: «فيقول»: «تكون بالتصدي لعمليات تحويل المفاهيم التي أنجزها الإسلاميون خلال العقود الماضية مثل: هو يدعو علانية إلي: 1 التصدي للحاكمية.. «حسبنا الله و نعم الوكيل». 2 التصدي لتطبيق الشريعة.. «إنكار الإسلام كعقيدة وشريعة». 3 التصدي لأن الإسلام دين ودولة.. الإسلام دين ودولة رغم أنفك». 4 التصدي للشريعة، والشرعية.. «إسقاط المادة الثانية».. يافضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. يا علماءنا الأجلاء!! وا.. أزهراه!! من علي منبر الأهرام يطالب الأزهر بالتصدي؟! لتطبيق الشريعة!!! ويضيف: «وتحتاج المؤسسة الدينية بالإضافة لإصلاح البني، إلي نهوض فكري وثقافي لصوغ خطاب جديد لمجتمعاتنا ولعلائقنا بالعالم» لفظ إعادة الخطاب الديني!!! لا يسعنا إلا تذكر حديث سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام.. «توشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها.. قال قائلهم: أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال: بل أنتم كثير كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن.. قالوا: وما الوهن!؟ قال: حب الدنيا ومخافة الموت» «صدق رسول الله».. تري: هل تعيش الأمة الإسلامية والعربية خاصة، تلك المحنة التي حكي عنها سيدنا محمد رسول الله في هذا الحديث!؟ يا الله.. يارب.. إن كان ما يحيط بمنطقتنا العربية كلها هو من قضائك.. فلا راد لقضائك.. وإن كان هو عقابا علي ما اقترفناه في حق ديننا.. فالطف بنا يارب.. بسم الله الرحمن الرحيم»!! «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب» «صدق الله العظيم» «25 الأنفال» تفسير الآية الكريمة كما ورد في «صفوة البيان لمعاني القرآن» لفضيلة الشيخ «حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية السابق وعضو جماعة كبار العلماء.. رضي الله عنه وأرضاه.. «واتقوا فتنة» احذروا ابتلاء من الله تعالي ومحنة تنزل بكم، تعم المسيء وغيره، كالقحط والغلاء، وتسلط الظلمة وغير ذلك... والمراد التحذير من الذنوب التي هي أسباب الابتلاء، كإقرار المنكرات والبدع والرضا بها، والمداهنة في الأمر بالمعروف، وافتراق الكلمة في الحق، وتعطيل الحدود، وإفشاء المعاصي ونحو ذلك.. وفي حديث عائشة مرفوعاً: «إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه» فقالت وفيهم أهل طاعة الله؟ قال: «نعم ثم يصيرون إلي رحمة الله» «رواه الطبراني».. ذلك.. وندعو إلي قراءة هذا الحديث بتدبر.. تري ماذا يحدث في مصر والعالم العربي اليوم!!؟ مثال واحد.. علي إقرار المنكرات والبدع والرضا بها!! وعندما تصدي السيد رئيس وزراء مصر المهندس «إبراهيم محلب» لإنكار منكر فيلم رأي الناس أنه لا يليق قامت الدنيا ولم تعقد!؟.. يريدون إقرار المنكرات؟! أنتركهم يعيثون فساداً في أرض المسلمين!! وقس علي ذلك؟! إذا لم تقم الدولة. نعم الدولة.. بكل ما جاء من أوامر بالقرآن الكريم بتطبيق شرع الله.. سياسيا بتطبيق المادة الثانية من الدستور المصري، والتصدي لتلك الهجمة العلمانية الشرسة.. فتربصوا.. إن شعب مصر يمر بفترة محن وامتحان، ونرجو خيراً إن شاء الله تعالي.. «الله.. أو الدمار». ولك سيكون عنوان مقالنا التالي إن شاء الله تعالي.. ألا هل بلغت.. اللهم فأشهد..