بدأت اليوم البحرية الروسية مناورات عسكرية مفاجئة تشمل أسطولها في بحر قزوين. وقالت وزارة الدفاع الروسية لوكالة انترفاكس إن المناورات تستمر أسبوعا وتشارك فيها نحو 10 سفن تابعة للبحرية و400 بحار. وتطل على بحر قزوين كل من إيرانوروسيا وقازاخستان وتركمانستان وأذربيجان كما يمر بالمنطقة العديد من أنابيب النفط والغاز. وزادت روسيا من مناوراتها العسكرية المفاجئة منذ تصاعد التوتر بينها وبين جارتها أوكرانيا. وقال حلف شمال الاطلنطي « الناتو» إن المناورات العسكرية الروسية في منطقتها العسكرية الغربية زادت حجم القوات إلى نحو 40 ألف جندي قرب الحدود مع أوكرانيا التي فر رئيسها المعزول الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش من البلاد في فبراير الماضى . وأكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي ان بلاده سترد اذا تعرضت مصالحها في أوكرانيا للخطر، كما حدث في جورجيا عام 2008 عندما دخلت دباباتها الى هذا البلد القوقازي. وقال لافروف: «إذا تعرضت مصالحنا المشروعة، مصالح روسيا للخطر بشكل مباشر كما حصل في اوسيتيا الجنوبية المنطقة الانفصالية في جورجيا لا أرى أي طريقة أخرى سوى الرد ضمن احترام القانون الدولي». وأضاف ان الهجوم على مواطنينا الروس هجوم على روسيا. وكانت حرب خاطفة قد اندلعت بين روسياوجورجيا عام 2008 عندما اعلنت موسكو في ختامها استقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا في هذا البلد الصغير في القوقاز هما اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وتأتي هذه التصريحات إثر إعلان سلطات كييف استنئاف عملية مكافحة الارهاب ضد الانفصاليين في شرق أوكرانيا بعد ساعات على رحيل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في ختام زيارة رسمية لكييف. وبهذه المناسبة رأى وزير الخارجية الروسي ان قرارات سلطات كييف «موجهة» من الولاياتالمتحدة. وقال: «من الواضح انهم اختاروا توقيت زيارة نائب الرئيس الأمريكي لإعلان استئناف العملية لأن ذلك تم فور مغادرة جون برينون (مدير سي آي ايه) لكييف». واضاف: «ليس لدي أي سبب يدفعني الى الاعتقاد بأن الاميركيين لا يحركون هذه العملية بشكل مباشر». وكان مسؤول أمريكي كبير أعلن أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي أن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على روسيا إذا لم يحدث تقدم ملموس نحو تخفيف التوترات في شرق اوكرانيا. واضاف المسؤول ان كيري تحدث إلي كل من لافروف ورئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك. وقال المسؤول في حديثه مع وزير الخارجية لافروف عبر الوزير (كيري) عن قلق عميق لغياب خطوات روسية إيجابية لتخفيف التوترات، مشيرا إلي أدلة متزايدة على ان الانفصاليين في شرق أوكرانيا يواصلون زيادة عدد المباني التي يحتلونها واحتجاز صحفيين ومدنيين آخرين». وأضاف قائلا ان كيري حث روسيا على تخفيف نبرة خطابها التصعيدي والتواصل دبلوماسيا مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومع الحكومة الاوكرانية وإصدار بيانات علنية تدعو اولئك الذين يحتلون مبان الي القاء السلاح والانسحاب في مقابل عفو». وقال المسئول إن كيري جدد ايضا القول بأن غياب تقدم ملموس في تنفيذ اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي سيترتب عليه زيادة العقوبات على روسيا. وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أبلغ كيري انه يجب على اوكرانيا ان تتخذ خطوات عاجلة لتنفيذ اتفاق جنيف الذي يهدف الي نزع فتيل الازمة الاوكرانية. وقال المسئول الأمريكي إن كير أبلغ ياتسينيوك انه يجب على كييف ايضا ان تتخذ خطوات مهمة لتخفيف التوتر «بما في ذلك تحقيق تقدم في قانون للعفو وخطوات نحو توسيع الحوار الوطني بشأن الإصلاح الدستوري ليشمل ممثلين لجميع المناطق والتنسيق بشكل وثيق مع بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.» وقالت واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستقرر خلال أيام عقوبات اضافية إذا لم تتخذ روسيا خطوات لتنفيذ اتفاق جنيف.