أظن أن من يقرأ هذا العنوان سيسارع علي الفور باتهامي بالجنون فكيف لإنسان ان يمنح توكيلاً لمرشح ما في حين ان صوته سيذهب لمرشح آخر تماماً.. ولكن لو علمتم لأدركتم ان هذا الوضع الغريب هو «عين» العقل.. وليس ضرباً من ضروب الجنون. فالسيسي صاحب الشعبية الجارفة في مختلف ربوع مصر والذي يحمل له الغالبية الكاسحة من الشعب المصري كل حب ومودة ليس في حاجة لتوكيل مني فقد تخطت أرقام توكيلاته - حسب إعلان رجال حملته - عشرة أضعاف التوكيلات المطلوبة. إذن توكيلي لن يضيف للسيسي شيئاً.. ولكن هذا التوكيل قد يضيف لأرقام توكيلات صباحي الكثير وقد يساهم في دخوله السباق من عدمه ولا ننسي ان عمر سليمان بجلالة قدره وبشعبيته الجارفة خرج من السباق الرئاسي لنقص توكيلاته في محافظة أسيوط ب 30 توكيلا أي ان ثلاثين توكيلاً أخرجت الرجل من السباق الرئاسي، رغم انه سلم للجنة الانتخابات الرئاسية أكثر من تسعين ألف توكيل من كافة محافظات الجمهورية، ولكن لان قانون الانتخابات الرئاسية يفرض علي المرشح إحضار 25 ألف توكيل علي ألا يقل عدد توكيلات أي محافظة من المحافظات ال 15 عن ألف توكيل، لذلك استبعد الرجل لان توكيلاته في أسيوط لم تستوف هذا العدد المطلوب كشرط للترشح ومن هنا فأنا أشعر بأن صباحي قد يحتاج لتوكيلي أكثر من حاجة السيسي له. أما صوتي فهو كمعظم أصوات المصريين محسوم للسيسي.. ليس كنوع من الاعتراف بالجميل وما أسداه من خدمة للوطن في 30 يونية.. رغم انه يستحق الكثير علي هذا الموقف ولكن لأنني أشعر بأن مصر في هذه الأيام، وبعد أن تفككت أوصالها وانفرط عقدها في حاجة لقائد قوي أشبه بايزيس التي جمعت أشلاء أوزوريس من كل بقاع الدنيا لتعيد له الحياة، والسيسي في رأيي هو الأقدر علي ذلك بحكم خلفيته العسكرية السابقة وجديته في العمل ناهيك عن حبه لهذا البلد، وعطفه البادي في كلماته ونظرات عينيه علي فقراء هذا الوطن. كما ان هناك سببا آخر لمنح السيسي صوتي وهو يقيني من ان الدولة العميقة التي رفضت التعامل مع مرسي ورفضت الاعتراف به رئيساً، ستسارع للتعامل مع السيسي وتنفيذ أوامره.. ولن تعطله كما فعلت مع مرسي وإخوانه الأغبياء. والشىء الآخر ان مصر - شاءت أم أبت - ستلجأ لإجراءات صعبة بخصوص موضوع الدعم وقد يؤدي هذا لغضب الكثير من أبناء الشعب من أي حاكم قادم إلا عبدالفتاح السياسي ففي رأيي ان المقولة التي تقول «حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنيا لك الغلط» مقولة صحيحة تماماً فنحن بالتأكيد سنكون علي استعداد لبلع المزيد من الزلط إذا طلب السيسي منا ذلك. أما حكاية صوتي للسيسي وتوكيلي لصباحي فأنا بخلاف كل أنصار السيسي لا اعتبر حمدين صباحي عدواً ولكني أعتبره يلعب مع السيسي في فريق واحد «اسمه مصر» صحيح ان كل واحد منهم يتمني ويسعي ان يحمل لقب «كابتن» الفريق إلا ان الجميع يلعبون لمصلحة فريق وطني واحد، ولن يتأخر أي واحد منهما في إرسال الكرة للآخر إذا ما شعر بأنه الأنسب والأقرب لتسجيل الهدف لان الفائز الوحيد في هذه الحالة هو الفريق القومي المصري وأنا هنا أنبه أنصار السيسي لخطأ النظر لصباحي علي انه عدو أو منافس غريب.. لان هذا استتبعه إجراءات ومضايقات لصباحي وحملته مما قد يؤدي لزهق الرجل وتطفيشه وهنا ستخلو المباراة من روح المنافسة واللعبة الحلوة والتشويق وستصبح أشبه بالتقسيمة التي يجريها المدرب لتدريب الفريق وحتي لا تقتصر المنافسة علي طرفين أحدهما المشير والآخر ظاظا!!