أكد المهندس عاطف حلمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية التعاون الدولي في مواجهة مخاطر الفضاء الإلكتروني ومكافحة الجرائم الالكترونية وحماية الخصوصية وحماية الهوية الرقمية فالطبيعة العالمية للتحدي تفرض مواجهته بأسلوب عالمي، وهو ما يوجب على الاتحاد الدولى للاتصالات أن يستمر في أداء دوره الرائد بما يملكه من آليات في التنسيق فى مجال تأمين الفضاء الالكتروني. جاء ذلك في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات في دورته السادسة، المنعقد في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة. واكد حلمي أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت حقاً أساسياً، ذلك بالإضافة إلى كونها أداة أساسية للتأثير والتغيير في المجتمعات ورفع درجات الوعي لدى جميع الفئات والتطلع لمستقبل أفضل على كافة الأصعدة وإن جمهورية مصر العربية تولى اهتماماً بالغاً بتوفير هذا الحق لجميع المواطنين دون تمييز، وإيمانا منا بضرورة تحقيق التنمية البشرية للمواطنين بكل فئاتهم وظروفهم وخاصة ذوي الإعاقة الذين يشكلون نسبة تزيد علي 10% من إجمالي عدد السكان، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإطلاق مبادرة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم فى المجتمع وتأهيلهم لممارسة بعض الأعمال المناسبة باستخدام تطبيقات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك بالتعاون مع مؤسسة «ويانا» الدولية للتوعية والدمج، ومؤسسة مصر الخير. كما تهدف المبادرة إلى رفع نسبة العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من ذوي الإعاقة. وأوضح حلمي أن مصر تعمل الآن بتنسيق وثيق مع المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو رغبتنا في استضافة مركز إقليمي لذوى الإعاقة يهدف إلى دراسة وتطوير أفضل السبل لتطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لخدمة الأشخاص ذوى الإعاقة. وأكد الوزير أن المحتوى الالكتروني المتاح للأفراد والمجتمعات على شبكة الإنترنت من الأهمية البالغة، حيث يعد إنتاج المحتوى الإلكتروني خطوة رئيسية نحو بناء مجتمع المعرفة. ولهذا، تولى مصر أهمية كبيرة لمسألة تطوير المحتوى الإلكتروني العربي وتوزيعه على الشبكات العالمية، حيث تبنت مصر عدداً من المشروعات ذات الصلة وعلى رأسها مشروع «توثيق التراث العربى» والذي نقوم بتنفيذ مرحلته الثانية الآن بالتعاون مع المكتب الإقليمي للاتحاد، بالإضافة إلى استضافتنا إلى المنتدى الإقليمي الأول للمحتوى الرقمي العربي. وفي ختام كلمته شدد حلمى على أهمية تضافر الجهود سعياً وراء إيجاد حلول مبتكرة ذات طابع عالمى لا تقتصر على ما سبق فقط، وخصوصاً أن التطور الهائل الذى يشهده قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح ممتداً إلى كافة المجالات، ومن واقع اهتمامنا البالغ بتلك القضايا وتدعيماً للجهود الناجحة التى يقوم بها الاتحاد، فقد كان لجمهورية مصر العربية دور فعال فى إلقاء الضوء على أهمية قضايا الإدارة الذكية للمياه، حيث نجحنا بالتعاون مع الاتحاد في استضافة ورشة العمل الأولى من نوعها بعنوان: «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة تمكينية لإدارة المياه بطريقة ذكية»، وذلك بمدينة الأقصر خلال الفترة من 14-15 إبريل 2013، والتى نتج عنها خطة عمل الأقصر التى أفضت إلى تشكيل فريق تركيز داخل الاتحاد حول هذا الموضوع تتشرف مصر برئاسته. والتقى حلمي بنظيره الأوغندي جون نساسيرا وبحثا سبل تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والالتزام بتبادل الدعم فيما يخص ترشح الدولتين لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات عن قارة أفريقيا خلال الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري ضمن فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات للمندوبين المفوضين بكوريا الجنوبية. وأكد وزير الاتصالات المصرى أن مصر تمضى بخطى ثابتة على درب الديمقراطية من خلال إتمام مراحل خارطة المستقبل السياسية واستيفاء الاستحقاقات الدستورية ذات الصلة، مؤكدا تقدير مصر الكامل حكومة وشعباً لدعم الأشقاء العرب والأفارقة لدعم العملية الديمقراطية في مصر، خاصة ونحن بصدد إتمام المرحلة الثانية من خارطة المستقبل بانتخابات رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذي يتوقع أن يتبعه مزيد من الاستقرار للأوضاع، وتوفير المناخ لجذب مزيد من الاستثمارات، ودفع عجلة الاقتصاد مشيدا بالتزام الشركات العالمية في مصر العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحرصهم على البقاء والاستثمار في السوق المصرية والتوسع في أنشطتها، وخدمة عملائها حول العالم انطلاقا من مصر. وفي نهاية الاجتماع، تم الاتفاق على تشكيل بعض لجان العمل من الطرفين لمتابعة موضوعات محددة ذات اهتمام مشترك لنقل الخبرة المصرية إلى الجانب الأوغندي في عدد من المجالات وفي مقدمتها التطبيقات والحلول الذكية للأفراد ذوى الإعاقة، والحكومة الالكترونية، وبناء القدرات البشرية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى السياسات والاستراتيجيات ذات الصلة بكيفية بناء مجتمع رقمي واقتصاد رقمي والمدن التكنولوجية، هذا ومن المقرر أن يقوم الوزير الأوغندي بزيارة القاهرة خلال الربع الثالث من هذا العام للوقوف على آخر التطورات والتقدم في هذا الشأن. كما التقى حلمى بالسفير دانيال سيبليوفيدا نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي ومنسق سياسات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدةالأمريكية. وأكد خلال اللقاء أهمية العلاقات المصرية الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالموضوعات ذات الاهتمام المشترك في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقضايا الإنترنت. وأشاد وزير الاتصالات بإعلان الإدارة الأمريكية مؤخرا بشأن نيتها نقل الدور الإشرافي على المكونات الأساسية للبنية التقنية للإنترنت لآلية جديدة تستبدل من خلالها الدور الذي قامت به في الماضي، ودعوة الإدارة القومية للاتصالات والمعلومات لمؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة - الآيكان ICANN للبدء في إجراء عملية تشاورية لصياغة رؤية مشتركة تضم أصحاب المصلحة حول العالم لاستحداث تلك الآلية الجديدة، مؤكدا دعم الإدارة المصرية لهذه الخطوة من خلال تقديم الآراء في هذا الشأن بمختلف المحافل الدولية. كما أكد كل من الوزير والسفير أهمية المؤتمر العالمي بالبرازيل نهاية شهر أبريل من هذا العام ودوره في وضع حجر الأساس لمؤتمرات الحوار المجتمعي الدولي القادمة، مشددين على أهمية التأكيد على تضمين مبدأ أصحاب المصلحة خلال الحوار بالبرازيل. كما تناول اللقاء أوجه التعاون الذي من الممكن أن توفره الحكومة الأمريكية لمصر فيما يتعلق بالإنترنت فائق السرعة، والتكنولوجيا الخضراء، والأمن السيبراني، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك رؤية البلدين تجاه الآليات الممكن اتباعها لتطوير أداء الاتحاد الدولي للاتصالات بشكل يتماشى مع التطور الديناميكي في قطاع الاتصالات مع بالتأكيد على تبادل التأييد فيما يتعلق بالانتخابات الخاصة بمجلس الاتحاد الدولي للاتصالات. والتقى حلمي كاثي براون رئيس والمدير التنفيذي لمنظمة مجتمع الإنترنت ISOC وهي إحدي أهم المنظمات العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبالأخص شئون الانترنت التنموية والتي تعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات احد أعضائها. وتناول اللقاء دور منظمة ISOC في تقديم المساعدة إلي مصر فيما يتعلق بقضايا إتاحة المحتوى من خلال نقاط تبادل الانترنت في القارة الأفريقية خاصة وأن مصر تستضيف إحدي هذه النقاط الإقليمية الخاصة بأفريقيا. واستعرض السيد الوزير الخطة الإستراتيجية الخاصة بالوزارة فيما يتعلق بتطوير الكوابل البحرية بصفة عامة والقارة الأفريقية بصفة خاصة انطلاقا من إيمان مصر بأهمية نفاذ القارة الأفريقية إلي شبكة المعلومات والتمتع بجميع خدماتها. فيما أعربت السيدة كاثي رئيسة المنظمة عن رغبتها في دعم المشروع الذي تتبناه وزارة الاتصالات – عموم أفريقيا – Pan Africa والمتعلق بتوصيل الجامعات الأفريقية واستعدادها لتقديم كافة الدعم لضمان تطوير هذا المشروع وإتاحة النفاذ إلي المعلومات بشكل أسرع لمستخدمي هذه الشبكة بالقارة الأفريقية. كما عقد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لقاء مع مالجورزدا اوليسويسكا نائب وزير الإدارة والرقمنة في بولندا، تم خلاله مناقشة استراتيجية مصر فيما يتعلق بقطاع الاتصالات وبحث السبل الممكنة لدعم التعاون مع الإدارة البولندية من خلال تبادل الخبرات والمعرفة حول دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجالات التعليم، وتمكين ذوي الإعاقة، وتعليم جميع أفراد المجتمع (كباراً وصغاراً) وكافة المستويات كيفية النفاذ إلي الإنترنت، وكذلك التعاون في مجالات إدارة الطيف الترددي وأفضل السبل والتطبيقات التي يمكن لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستفادة منها في كلا البلدين.