سيناريو خارج التوقعات تماماً ما حدث اليوم الأربعاء قبل ساعات من لقاء القمة بين الأهلي والزمالك في الأسبوع السابع والعشرين للدوري الممتاز فالمباراة التي ينتظرها عشاق القطبين الكبيرين من المحيط إلي الخليج العربي تاهت وسط زحام الأحداث الصعبة التي بدأت مساء الأمس من ميدان التحرير باشتباكات أهالي شهداء الثورة مع الشرطة عقب اقتحام مسرح البالون لحضور حفل تكريم أسر الشهداء ليضع الجميع مصير لقاء القمة في خبر كان فالأوضاع الأمنية لم تكن تتحمل أي مخاطرة بإقامة مواجهة جماهيرية كبري بحجم مباراة القمة 107 التي يترقبها مشجعو ومتابعو الكرة في مصر لكونها أول قمة بعد ثورة يناير المجيدة. في الوقت الذي كان يستعد التوءم حسام وإبراهيم حسن قائدا الجهاز الفني للزمالك والبرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي للاستيقاظ في العاشرة صباحاً بفندق المعسكر تمهيداً لتناول الإفطار والاستعداد للذهاب إلي ستاد القاهرة لخوض اللقاء في الثامنة والنصف مساءً إلا أن الأمر تغير تماماً باتصال تليفوني تلقاه مدير الكرة بالزمالك إبراهيم حسن ومدير الكرة بالأهلي سيد عبد الحفيظ بتأجيل المباراة لأجل غير مسمي بسبب الأحداث المؤسفة مساء أمس بميدان التحرير ، ولم يكن إعلان تأجيل اللقاء أمراً هيناً فالصورة العالمية لمصر اهتزت في ساعات قلائل بشكل كبير. السؤال الذي أثار الجدل .. من وراء قرار التأجيل ؟ .. البعض ألقي بالاتهامات إلي قيادات عليا في وزارة الداخلية والبعض الآخر تحدث عن نصائح من اتحاد الكرة بتأجيل المباراة إلا أن الأمر برمته ألقي بظلاله علي معسكري الفريقين ففي الزمالك سرعان ما حزم اللاعبون حقائبهم وغادروا الفندق وعادوا إلي المنزل ونفس الحال تكرر في الأهلي وراح مسئولو الناديين يؤكدون الترحيب بالتأجيل ولكن – ولأنها قمة غريبة – اتفق القطبان الكبيران في كل شئ علي عكس المعهود عنهما فرفضا تأجيل اللقاء إلي نهاية الموسم . ثم جاءت المفاجأة الكبري بإعلان التليفزيون المصري علي لسان مصدر أمني بإقامة اللقاء في موعده وانتظر مسئولو اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر في مكاتبهم لوصول إخطار رسمي بعدم تأجيل اللقاء وسريعاً جاء رد فعل الناديين الكبيرين فالأهلي ارتبك بشدة وعارض في البداية ثم استجاب في النهاية وأجري اتصالات بنجومه الذين رحلوا عن الفندق ليعودوا جميعاً بدون محمد بركات وأحمد فتحي وسيد معوض وأحمد عادل الذين انتظموا في النهاية وحضر حسن حمدي رئيس النادي إلي المعسكر وطالب اللاعبين بإلتزام الهدوء والخروج بالمباراة إلي بر الأمان . علي الجانب الآخر ، كان الوضع في الزمالك مضطرباً فالتوءم أبلغ المستشار جلال إبراهيم رئيس النادي بعدم خوض اللقاء مهما حدث وتحول الأمر سريعأً إلي تأييد بعد ضغوط ليطالب المستشار الجهاز الفني بإحضار اللاعبين وهو ماتم بعد عناء طويل . القمة 107 باتت الأغرب في تاريخ لقاءات القطبين الكبيرين في ظل حالة الارتباك الشديدة في القرارات والأوضاع الأمنية التي تنذر بكارثة محققة .