قدم منتدى "مصر إلى الأمام" من خلال جلسات متعددة لمناقشة فرص الاستثمار فى مصر ثلاثة رسائل جديدة لمجتمع المال والأعمال الأمريكى . تمثلت الرسالة الأولى فى التحسن الكبير الذى شهده مناخ الاستثمار المصرى بعد ثورة 25يناير بإعلانه المواجهة مع الفساد وترسيخ مبادئ الشفافية. وتركزت الرسالة الثانية فى طمأنة مؤسسات القطاع الخاص بأن حكومة ما بعد الثورة ليس لديها توجهات سلبية ضد رجال الأعمال وأنه لا حياد عن سياسات الاقتصاد الحر. أما الثالثة فكانت وجود فرص واعدة للاستثمار فى مختلف المجالات فى ظل إعادة اكتشاف البشر فى مصر . وكان المنتدى قد تم افتتاحه أمس بحضور وزير الاتصالات وعدد من مثلى وزارات الصناعة، النقل، الزراعة والبترول، فضلا عن وفد من رجال الأعمال من مختلف القطاعات يعد الأكبر منذ قيام ثورة 25 يناير . وقال د. ماجد عثمان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن كثيرا من المؤشرات شهدت تحسنا كبيرا بعد ثورة الشباب كان أبرزها ارتفاع عدد مستخدمى الانترنت الى 24 مليون مصرى، وزيادة عدد المشاركين فى صفحات التواصل الاجتماعى من 3 ملايين الى 7 ملايين ، بالإضافة إلى زيادة عدد شركات تكنولوجيا المعلومات بمعدلات عالية . كما أشار الوزير الى تحسن الاوضاع الامنية فى مصر ، مدللا على ذلك بتراجع معدلات الجريمة وعودة الاستقرار الى الشارع . وأوضح " عثمان " أن هناك تخوفا لدى بعض رجال الأعمال من توجهات الحكومة خلال المرحلة القادمة ، إلا أن حكومة الدكتور شرف أكدت أنها لن تحيد عن سياسات الاقتصاد الحر ولن تتخذ أى إجراءات سلبية تجاه القطاع الخاص، وأضاف قائلا : " إن هناك عددا قليلا من التفاح الفاسد داخل القفص، وانه سيتم استبعاده، مما يعنى أن معظم رجال الأعمال شرفاء ". واكد الوزير أن معدل نمو قطاع الاتصالات بلغ نحو 14،4 % بما يمثل 4% من الناتج المحلى الإجمالى ، مشيرا الى أن التوقعات تؤكد استمرار نفس المعدلات خلال العامين القادمين . وأعلن عن افتتاح مقر لهيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات " الايتيدا " فى الولاياتالمتحدة ليصبح حلقة وصل وتعاون بين الشركات المصرية والأمريكية فى ذلك المجال . وقال جوذ فرناندز مساعد وزير الاقتصاد والطاقة الأمريكى أن مصر أصبحت مفتوحة بالفعل للاستثمار العالمى بمناخ جاذب مضاد للفساد . وأشار إلى أن القطاع الخاص يمكنه أن يلعب دورا بارزا فى تهيئة المناخ الديمقراطى ، مؤكدا أن الموارد المالية تنمو بشكل جيد فى ظل الشفافية، مضيفا ان الاقتصاد المصرى قوى وواعد ويفتح مجالا للمستقبل . وأكد جيفرى جونسون المدير الاقليمى لشركة بونيج العالمية فى الشرق الاوسط أن مصر تستحق قيادة المنطقة اقتصاديا بما حققته فى أعظم ثورة شعبية . وقال إنه على يقين أن مصر لن تعود الى ما كانت عليه قبل 25 يناير، موضحا أنه عقد لقاءات عديدة مع مسئولين ووزراء فى مصر وخلص الى وجود فرص متميزة وجيدة للتعاون والاستثمار لا بد من استغلالها ، وقال إن التعاون والشراكة بين البلدين ستساهمان فى تحقيق معدلات نمو سريعة وتوفير المزيد من فرص العمل . وأوضح فيليب فيرفيير منسق سياسات الاتصالات بوزارة الخارجية الامريكية أن الإدارة الامريكية تشجع التحولات الديمقراطية والاستقرار فى الشرق الاوسط، وان افضل نموذجين يمكن دعمهما هما مصر وتونس، وقال إن تركيز الدعم خلال المرحلة القادمة سيكون على المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأنها الاقدر على توفير فرص عمل جديدة، واضاف أن هناك فرصا واعدة للاستثمار فى مصر خاصة فى قطاع الاتصالات الذى ينمو بمعدلات مرتفعة بعد نجاح الثورة التى اعتمدت بشكل كبير على الانترنت . وقالت ليوكاديا زاك المديرة المسئولة لوكالة التنمية والتجارة الامريكية المنظمة لهذا المنتدى . واوضحت ان هناك رسالة هامه يوجهها المنتدى لرجال الاعمال والشركات الامريكية الكبرى بضرورة التوجة لمصر ، ليس من منطلق مساعدة الثورة المصرية العظيمة التى ترسى مبادئ الديمقراطية فحسب بل ومن منطلق القناعة التامة بالمستقبل الواعد الذى ينتظر الاستثمارات طويلة الاجل فى أهم دول' فى منطقة الشرق الاوسط. واضافت انها لمست بالفعل رغبة شركات امريكية كبرى تعمل فى مجالات الاتصالات والزراعة للتوجه للاستثمار فى مصر ولم تكن تلك الشركات تفكر من قبل فى مجرد الذهاب الى منطقة الشرق الاوسط بصفه عامة ، مشيرة الى أن مصر اصبح لديها كافة عوامل الجذب التى تمكنها من بناء مستقبل اقتصادى مشرق خاصة بعد ارساء مبادئ الديقراطية والشفافيه والقضاء على الفساد. وقال اليكس شلبى العضو المنتدب لشركة "موبينيل " أن استطلاعا للرأى أجرته احدى المؤسسات على شبكة الانترنيت أشار الى أن 89 % من المصريين متفائلون بالمستقبل . واوضح أن هناك قطاعات عديدة قادرة على جذب استثمارات هائلة خاصة فى ظل سيادة القانون واطلاق الشفافية ومكافحة الفساد . وكرر " شلبى " مقولة " اوباما " الشهيرة ان المصريين تكلموا والعالم كله استمع اليهم ، وان مصر لن تعد كما كانت . من ناحية اخرى شارك عدد كبير من المصريين العاملين فى الولاياتالمتحدة فى اعمال هذا المنتدى بفاعلية حيث عرضوا تقديم كافة انواع الدعم المادى والعينى لمصر خلال المرحلة المقبلة واشارت الدكتورة سامية هاريس احدى الناشطات المصريات فى الولاياتالمتحدة الى ان المصريين فى الخارج لديهم رغبه كبيرة لاقامه مشروعات استثمارية فى مصر وارسال مساعدات ومعونات فورية. كما تم خلال المنتدى عرض فيلم وثائقى عن الثورة المصرية وميدان التحرير وتقرير مفصل باللغه الانجليزية لشباب مصر الذى تحدثوا عن رؤيتهم المستقبلية لمصر فى كافة المجالات خاصة قطاع الاتصالات وركز التقرير على الشباب المصرى الذى قام بالثورة وهم يرفعون لافتات سلمية سلمية وقيامهم بعد انتهاء الثورة بتنظيف الشوارع وتجميل الميادين مع عرض لقطات للقرية الذكية والشركات الكبرى العاملة ومناظر النيل والاهرام وهو ما أعقبه تصفيقا حادا من الحضور .