الناقد السينمائى الكبير سمير فريد رئيس دورة مهرجان القاهرة السينمائى القادمة رقم 36، أثار مفاجأتين لافتتين عن المهرجان الذى يتولى رئاسته، أول مفاجأة وردت فى حديث سمير فريد قوله: «واجهنا صعوبة كبيرة فى تلك الدورة خاصة أن مهرجان القاهرة غير معروف للعالم الغربى»!، والمفاجأة الثانية كشف فيها عن أنه «كنت حريصا من البداية على تقديم كشف حساب بالأرقام والمعلومات عن جميع الدورات السابقة، بعد أن فوجئت بأن حفل الافتتاح فى بعض الدورات تكلف مبالغ مالية قدرت بحوالى 3 ملايين جنيه وأكثر!، ولقد تحدثت مع مخرجين كبار لهم ثقلهم فى الوسط الفنى، وأكدوا لى أن حفل الافتتاح لا يكلف أكثر من 300 أو 400 ألف جنيه، ولا أعلم هل تم إنفاق باقى تلك الملايين كأجور للنجوم الذين يسيرون على السجادة الحمراء»!، وأشار سمير فريد إلى أنه لا يتهم أحد بشىء، ولكنه يقدم فقط المعلومات والأرقام بشفافية لم يهمه الأمر!. المفاجأة الأولى أن لدينا مهرجانًا سينمائيًا دوليًا باسم عاصمة مصر، له دورات انعقاد بلغت 30 دورة قبل انعقاد دورته القادمة رقم 36 فى نوفمبر المقبل!، فكيف ظل هذا المهرجان المصرى غير معروف فى العالم الغربى!، ومعنى ذلك أننا كنا نعقد دورات المهرجان، ونستضيف له من نستضيف ممن نشير إلى أنهم من النجوم العالميين!، وقد بلغ من فرط كرمنا أننا كنا نعرض أفلام الآخرين دون أن نعرض بعض أفلامنا السينمائية إلا خارج المسابقة الرسمية!، وشأننا هذا فى مهرجاننا الدولى هو ما نفعله عندما نذهب إلى مهرجان «كان» الأشهر فى العالم كله، فلا نعرض فيلما لمصر!، ونكتفى ببعض الصور لنجوم السينما المصرية يمشون على سجاد أحمر!، وكل من يذهب على حسابه الخاص!، فنحن لسنا دولة تدعى لعرض أى أفلام سينمائية لها فى المهرجان!، بل كنا نزغرد عندما يعرض فى «كان» أحد أفلام يوسف شاهين - رحمه الله - ونرى فى هذا الفتح السينمائى العظيم!، رغم أن مصر صاحبة التاريخ الطويل القديم فى صناعة السينما!، لكن العالم الغربى لا يعرف أن هناك مهرجانًا مصريًا دوليًا سينمائيًا باسم «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى»، مسئولية من لا أدرى! المفاجأة الثانية هذه التكلفة المهولة التى تكبدناها فى حفل افتتاح إحدى الدورات لهذا المهرجان، فقد قدرت تكاليف الحفل بثلاثة ملايين جنيه!، وقد تأكدت المبالغة فى تقديرات هذه التكلفة من خلال مخرجين كبار ثقات فى مجالهم الفنى عندما قدروها بما يتراوح بين 300 و400 ألف جنيه فقط!، وهل أنفق باقى مبلغ الملايين الثلاثة كأجور للنجوم الذين يسيرون على السجادة الحمراء، إن سمير فريد لم يتهم أحدا بشىء!، لكنه رأى أن يقدم المعلومات والأرقام بالشفافية لمن يهمه الأمر!، وظنى أن المبالغ المبالغ فى إنفاقها على حفل افتتاح واحدة من دورات المهرجان ليست أرقامها من «الأسرار الحربية» التى أمكن أن تظل «سرا» حتى اكتشفه زميلنا سمير فريد عندما تولى رئاسة المهرجان!، بل المهرجان - كما أعرف - له حساباته التى تدرج وتثبت فى دفاتر مرت على جهاز المحاسبات، والإدارة المالية فى وزارة الثقافة راعية المهرجان، ولكل ما ينفق فى حفل الافتتاح أو غيره مستندات الصرف التى تراجع!، ولأن هناك فى هذه النفقات ما تسهم فيه جهات عامة، ورجال أعمال وشركات خاصة، فإن ما يكشفه سمير فريد يحتاج إلى مراجعة وتحليل لأوجه الصرف وأسعارها، إذا كان هناك من يهمه الأمر!