أجمع السياسيون والخبراء على إعلان المملكة العربية السعودية، اليوم، جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وحزب الله تنظيمات إرهابية. قال السفير محمد العرابى رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية الأسبق, إن إعلان المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وحزب الله وغيرها من المنظمات التى تثير القلاقل فى الدول العربية أنها منظمات إرهابية, موقف متقدم يجب النظر إليه كموقف موحد من الدول العربية . وأضاف العرابى, فى تصريحات لبوابة "الوفد"، أن هذا القرار من المؤكد أنه جاء بناء على تنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجى ما عدا قطر؛ لأن مثل هذه الموضوعات لا تمر إلا بعد تنسيق بين دول المجلس, مشيرًا إلى أن بعض الدول الخليجية مثل الإمارات والبحرين من المتوقع أن تتخذ نفس الموقف فى الفترة المقبلة . وأوضح العرابى أن السعودية أصبحت تهتم فى الوقت الأخير بدعم الاستقرار ومناهضة الإرهاب والعنف بالمنطقة العربية لمحاصرة الجماعات الإرهابية بالوطن العربى، والاهتمام بأمن وأمان الوطن العربى. من جانبه قال حسين هريدى مساعد وزير الخارجية السابق، إن قرار السعودية بإدارج الجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان على قوائم المنظمات الإرهابية بالمملكة؛ هو من القرارات التى سيكون لها آثار كبيرة على امتداد العالم الإسلامى والعربى، ومن ثم العالم بأكمله. وأوضح هريدى, أن السعودية بهذا القرار وضعت الدول الأوروبية بموقف محرج وصعب للغاية، لأن أكبر دولتين بالعالم العربى والإسلامى أدرجا الإخوان على قوائم الارهاب. وأشار مساعد وزير الخارجية السابق إلى أن السعودية ومصر وضعتا الجماعات فى مواجهة الحقيقة المرة كما وضعت الكثير من الضغوط على الحكومة القطرية . فيما قال الدكتور وحيد عبدالمجيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية, إن إعلان المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وحزب الله وغيرها من المنظمات التى تثير القلاقل فى الدول العربية أنها منظمات إرهابية يعتبر "تحصيل حاصل" ومحصلة لموقف سابق اتخذته المملكة تجاه هذه التنظيمات. وأضاف عبدالمجيد, أن هذا القرار لا يخلق وضعا جديدا فهو قرار له طابع رمزى ليس له تأثير فعال على أرض الواقع, مشيرا إلى أنه من الممكن أن تحذو بعض الدول الخليجية نفس حذو المملكة، وتعلن جماعة الإخوان إرهابية أيضا. وصف المهندس معتز محمود، البرلمانى السابق ونائب رئيس حزب المؤتمر، اعتماد المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، قائمة للجماعات الإرهابية، تضم داعش والنصرة والإخوان وحزب الله السعودى والحوثيين، تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، تنظيم القاعدة فى اليمن، تنظيم القاعدة فى العراق "بالضربة القاضية على الإرهاب فى المنطقة العربية وسيمنع تفتيت الأمة العربية لصالح المخطط الأمريكى وبناء شرق أوسط جديد. وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر فى بيان له اليوم، أن تنظيم القاعدة أسسته المخابرات الأمريكية فى أفغانستان لضرب روسيا، ولكنه انقلب عليهم وقام بعمليات إرهابية فى أمريكا وأوروبا مما استدعى أمريكا لتغيير خططها تجاهه وخلق ما يسمى بالفوضى الخلاقة فى الوطن العربى لإعادة تصدير الإرهاب إلينا عن طريق تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين. وتابع نائب رئيس حزب المؤتمر، أنه يتعين على جميع الدول العربية إعلان تنظيم الإخوان المسلمين تنظيما "إرهابيا" ومطالبة العالم بذلك حتى يتم تحجيم "عنف الإخوان" فى المنطقة العربية، وعدم تنفيذ مخطط تفتيت المنطقة وبناء شرق أوسط جديد. أما محمد الأباصيرى, الداعية السلفى, فقال إن قرار المملكة العربية السعودية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية جاء متأخرًا للغاية وأخشى أن يكون بعد فوات الأوان، فلقد تغلغلت هذه الجماعة الإرهابية فى مفاصل الدولة السعودية بشدة بما يشابه انتشار السرطان فى الجسد وهو ما يصعب معه اقتلاعها. وأضاف الأباصيرى فى بيان له: "لقد انتشر أفراد هذا التنظيم داخل المجتمع والدولة السعودية بطريقة مخيفة واستغلوا اليد الرحيمة التى مدت لهم بالعون والأمان من الخليجيين عمومًا والسعوديين خصوصًا فعضوا اليد التى امتدت لهم بالإحسان والخير بل قطعوها وسيطروا على كل شىء، وحولوه لصالحهم وعملوا ضد مصالح الدول والشعوب التى أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف". وتابع:"لقد سيطر الإخوان هناك على كلِ شىء بدايةً من المدارس والمعاهد التعليمية والجامعات مرورًا بالهيئات العلمية الرسمية كهيئة الفتوى وكبار العلماء ليستغلوها لمصالحهم وللترويج لأعمالهم وأفكارهم . فى السياق ذاته قال الأباصيرى: "الإخوان استطاعوا بمكرهم اختراق الأسر والعائلات والقبائل الكبرى مثل أسرة محمد بن عبد الوهاب نفسه ويكفى الإشارة إلى أن وزير الشئون الإسلامية والأوقاف السعودى إخوانى وينتمى لأسرة ابن عبد الوهاب ويدعى صالح آل الشيخ".