من المتوقع أن يوجه قادة الاتحاد الأوروبى تحذيرا لروسيا دون معاقبتها على التدخل العسكرى فى أوكرانيا، بعدما رفضت موسكو الجهود الدبلوماسية الغربية الرامية إلى إقناعها بسحب القوات من شبه جزيرة القرم إلى قواعدها. ورفض وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف مقابلة نظيره الأوكرانى الجديد أو إطلاق "مجموعة اتصال" تعمل على التوصل إلى حل للأزمة خلال محادثات جرت فى باريس يوم الأربعاء على الرغم من محاولة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اقناعه. وسيجتمع لافروف وكيرى مرة أخرى فى روما يوم الخميس. وتخيم حالة من التوتر الشديد على شبه جزيرة القرم فى جنوبأوكرانيا حيث حاصر حشد مؤيد لروسيا مبعوثا كبيرا للأمم المتحدة وأجبره على العودة إلى طائرته ومغادرة المنطقة. ومن غير المرجح أن تتبنى قمة طارئة للاتحاد الأوروبى فى بروكسل أكثر من إجراءات رمزية ضد روسيا أكبر مورد للغاز لأوروبا لأن ألمانيا وبريطانيا لا ترغبان فى هذا المسار. وقالت الولاياتالمتحدة انها مستعدة لفرض عقوبات مثل حظر التأشيرات وتجميد أصول مسؤولين روس وفرض قيود على العلاقات التجارية خلال ايام وليس أسابيع. وتراجعت العملة الروسية أكثر يوم الخميس على الرغم من تدخل البنك المركزى بسبب ما وصفه محللون فى (في.تي.بي. كابيتال) بزيادة المخاطر السياسية. وستركز قمة الاتحاد الأوروبى غير الرسمية على تقديم الدعم لحكومة أوكرانيا الجديدة الموالية للغرب ويمثلها فى محادثات بروكسل رئيس الوزراء أرسينى ياتسينيوك الذى سيحضر الغداء على الرغم من أن كييف ليست عضوا فى الاتحاد الأوروبى ولا مرشحة معترف بها للحصول على العضوية. وبعد اجتماعه مع رئيس البرلمان الأوروبى حث ياتسينيوك روسيا يوم الخميس على سحب قواتها من القرم والمشاركة فى الوساطة الدولية لحل الأزمة فى بلاده. وقال للصحفيين "نحث الرئيس الروسى والحكومة الروسية على سحب قواتها والالتزام بالاتفاقات الدولية." وأضاف أن على روسيا الا تتجاهل الجهود التى تبذلها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانياوفرنسا للتوصل إلى سبيل "لوقف تصعيد" الأزمة وحلها من خلال "مجموعة اتصال". ومضى يقول "نطلب من روسيا الرد بشأن ما اذا كانت مستعدة للحفاظ على السلام والاستقرار فى أوروبا او مستعدة للتحريض على استفزازات وتوترات أخرى فى علاقاتنا الثنائية والمتعددة الأطراف." وقالت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس إن نائب رئيس وزراء القرم رستم تميرجالييف قال إن الاستفتاء على مستقبل المنطقة سيجرى يوم 16 مارس. ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله ان الاستفتاء سيطرح سؤالا عما اذا كانت القرم يجب ان تبقى جزءا من اوكرانيا او تنضم الى روسيا الاتحادية. وفى وقت لاحق قالت الوكالة إن برلمان القرم صوت بالإجماع يوم الخميس لصالح انضمام المنطقة لروسيا. وجاء فى النص الذى نقلته الوكالة أنه تمت الموافقة "على الانضمام الى روسيا الاتحادية." وأعلنت المفوضية الأوروبية حزمة مساعدات بقيمة 11 مليار يورو لأوكرانيا خلال العامين المقبلين شريطة أن تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى يستلزم إجراء إصلاحات موجعة مثل إلغاء دعم الغاز. وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبى سيدين على أقصى تقدير سيطرة روسيا على المنطقة المطلة على البحر الأسود فى أوكرانيا وسيعلق المحادثات مع موسكو بشأن تحرير التأشيرات والتعاون الاقتصادى وسيهدد باتخاذ إجراءات أخرى. لكن قادة الاتحاد الأوروبى سيمتنعون عن إتخاذ خطوات أخرى على أمل حدوث انفراجة دبلوماسية لتخفيف حدة التوتر فى أوكرانيا وخوفا من نشوب حرب تجارية انتقامية مع روسيا الشريكة الاقتصادية الرئيسية لأوروبا. فقد أبرمت فرنسا اتفاقا لبيع سفن حربية لروسيا ولا تعتزم حتى الآن إلغاء الاتفاق كما استفادت البنوك فى لندن من تيسير الاستثمارات الروسية وتستثمر الشركات الألمانية 22 مليار دولار فى روسيا.