رحل عن عالمنا فارس الكلمة الدكتور "عزازي " صباح أمس بعد أن خضع لإجراء عملية زرع كبد، حيث رفض جسده تقبل الكبد الجديد لينتقل إلى عالم آخر بعيد عن ما تشهده مصر من جدال وتنازع بين الطوائف المختلفة. "نقسم بالله العظيم لن يرثنا جمال مبارك " مانشيت كتبه الراحل عام 2005 ، في الوقت الذي صمتت فيه الأفواه عن قول الحق وانتشر الجدل والنفاق والتدليس، خرج فارس الكلمة "الدكتور عزازي" ليقطع بسيف قلمه حاجز الخوف الذي توطن في عهد المخلوع مبارك. لم يتوقف نضاله بعد سقوط النظام الأسبق بل ظل يجاهد من أجل تحقيق مبادئ ثورة يناير، ولكن استمر في كشف أوجه الأقنعة التي ارتداها نظام مرسي وجماعة الإخوان، فاشترك في جبهة الإنقاذ وظل يعمل بكل طاقته من أجل تخليص مصر من فساد الفاشية الدينية، حيث عبر عن قلقه للحالة التي وصلت لها مصر بحكم المعزول قائلا "القوى الشعبية التي صنعت التغيير غير مرتاحة لنتائج الثورة، وقد يجرّها اليأس إلى الصمت التاريخي في مواجهة تيار الإسلام السياسي غير الجماهيري الذي يرغب في المكاسب الفردية وإقصاء الآخرين." كان " العزازي " دائمًا يعتبر أن الصناع الحقيقين للثورة لم يحصلوا على أي من مكتساباتها، لذلك تحدى الجميع عند توليه منصب محافظ الشرقية في وزارة عصام شرف، بتطبيق مبادئ الثورة على أهل الشرقية " سأطبق روح الثورة في الشرقية، والناس سيساعدونني، أنا متأكد جداً من ذلك " . رفض " سيف الكلمة " الاستمرار في منصب المحافظ في عهد الإخوان، واستقال تاركًا الكرسي والمناصب التي تهوى إليها أفئدة الناس، إيمانًا منه بالدولة المدنية التي لا يجد بديلًا عنها لتأسيس دولة قوية قادرة على مواجهة صعاب الحياة. لم يكتسب نضاله في فترة متأخرة كعادة الشباب التي تضطرهم مشاكل الحياة إلى الانخراط في عالم السياسة، و لكن نشأ منذ نعومة أظافره على الانشغال بحال البلد وما يصيبها من حزن وفرح، حيث أرسل في عام 1963، وهو لم يتعدى الست سنوات، خطاباً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يهنئه بالعيد 11 لثورة يوليو. وفرح كثيرًا عندما جاءه رد الرئيس "بصورته وعليها توقيعه". كانت تلك الواقعة هي الشرارة الأولى التي أسست محبة العزازي للزعيم عبدالناصر، وهذا ما جعله ينضم لأي أحزاب تتوافق مبادئها مع المبادئ التي نادى بها الرئيس الراحل، فقام بالانضمام عام 1977 إلى التيار الناصري في جامعة الزقازيق، ثم أسس الحزب الاشتراكي العربي عام 1987 ، بالإضافة إلى كونه عضو مؤسس في حركة المصرية من أجل التغيير، وعضو لجنة تنسيق حركة كفاية. تخرج عزازي من كلية الآداب بجامعة الزقازيق، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في النقد الشعري والروائي، عمل في كثير من الصحف المصرية والعربية إلى جانب عمله في الجامعة . من أشهر مؤلفاته " المتمرد والصعلوك " والناصرية تجاوزتنا أم تجاوزناها" ، وأشهر الأعمال الدرامية له هي " طائرة العودة" .