أكد نبيل فهمى وزير الخارجية انه أيًا كان الفائز فى الانتخابات الرئاسية القادمة فى مصر، فإنه سيثير جدلاً فى الدول الغربية، موضحًا أن هذا الجدل سيكون مرهونًا بمسار العملية الانتخابية ولهذا السبب وجهنا الدعوة للكثير من المنظمات لمتابعة الانتخابات. جاء ذلك ردًا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع ردود فعل غربية سلبية تجاه فوز مرشح ذى خلفية عسكرية فى الانتخابات الرئاسية. وقال فهمى فى أول مؤتمر صحفى يعقده عقب حلفه اليمين بعد اختياره فى حكومة «محلب»، إن أهم شىء هو أن يشعر الناخبون المصريون بالرضا عن نتيجة هذه الانتخابات. وقال فهمى إنه لم يدع إلي المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، وقال إنه يعتبر الإخوان جماعة إرهابية، ولكن أى عضو بها لم يمارس العنف له كافة الحقوق وعلى، كافة الواجبات التى يحدد الدستور لجميع المصريين. وأضاف: اننا نستكمل ما بدأناه فى يوليو الماضى ونحن لدينا حد أقصى لمدة عام للعمل علي ثلاثة محاور، الأول حماية أهداف الثورتين والمحور الثانى إعادة البوصلة للسياسة الخارجية المصرية كسياسية وطنية قوية تنطلق من هوية عربية وجذور افريقية والتأكيد علي تنوع الخيارات أمام القرار المصرى وحماية الأمن القومى، والمحور الثالث إعادة هيكلة عمل مصر فى الخارج وتسليم الوزارة فى وضع أفضل مما كانت عليه ووضع سيناريوهات نتوقع مواجهتها فى العشر سنوات المقبلة. وقال فهمى إن الهوية المصرية كانت مخطوفة، ونحاول استعادتها بكل جهدنا، وأوضح أنه: «لم نصل بعد إلى الكمال ولم نصل بعد للمستوى الذى نستهدفه لأننا واجهنا تحديات ضخمة وعلي ذلك فقد استطعنا تغيير نظرة العالم للساحة المصرية رغم الضغوط المستمرة، وقمنا بخمس جولات افريقية فى أقل من 5 أشهر ونائب وزير الخارجية قام بجولات افريقية مختلفة وهناك اتصالات مستمرة مع العالم العربى وزيارات مختلفة بين الجانبين». وأضاف الوزير خلال المؤتمر الصحفى «سوف نبنى فى الشهور القادمة علي ما تم بناؤه فى الماضى ولا يوجد تحرك خارجى سريع والعمل الخارجى متشعب بطبعه ولا يمكن الفصل بين السياسة والأمن. وأوضح الوزير أن السياسة الخارجية فى المرحلة القادمة سوف تستمر فى تنويع الخيارات المصرية وسوف نتوسع فيها، والنقطة الثانية زيادة التركيز علي افريقيا والتى نتوقع لها أن تشهد العلاقات معها نهضة كبيرة فى المرحلة القادمة. كما سنعمل علي الترجمة الفعلية لانشاء الوكالة المصرية للتنمية التي تركز على تنمية افريقيا، ومواجهة قضية الإرهاب التي ستكون على رأس أولويات مصر فى الخارج، مضيفًا «نريد أيضًا بناء مصر جديدة». وأكد وزير الخارجية أن الوضع فى ليبيا غير مستقر والسلطات لا تسيطر على الأوضاع، قائلاً: نقلنا للسطات الليبية قلقنا بعد مقتل 7 مصريين وهم بدورهم أدانوا الحادث وشرحوا لنا الظرف الأمنى فى ليبيا وأكدوا التزامهم ببذل أقصى جهد ممكن للتأمين، وأضاف فهمى قائلاً: الوضع فى ليبيا صعب ولهذا السبب بدأنا بإصدار بيانات تحذيرية للمواطنين المصريين بخطورة الأوضاع فى ليبيا. وشدد وزير الخارجية على أنه لا توجد دولة فى العالم تستطيع حماية كل مواطنيها خارج حدودها، مشيرًا إلى أن هناك ما يقرب من مليون مصرى يعيشون فى ليبيا، وأضاف: أتمنى عودة السفير والقنصل المصرى ليؤدوا عملهم وواجبهم هناك. وحول العلاقات مع قطر قال فهمى: إن هناك تصرفات وأمورا لا يمكن أن نقبلها ولا نتهاون فى مواجهتها، مشيرًا إلى أن مصر منقسمة على تصحيح العلاقات مع أى دولة فى العالم وخاصة الدول العربية، ولكن ليس علي حساب أمن وكرامة ومصالح مصر. أكد وزير الخارجية نبيل فهمى أن عودة السفير القطرى قرار خاص ببلاده ولدينا علاقات مع قطر والسفير مرحب به فى القاهرة مثل أى سفير آخر. وأكد فهمى أن مصر تثمن رغبة الكويت فى التوصل إلى التوافق العربى. وأضاف فهمى أن أزمة مياه النيل لا يمكن أن تحل إلا فى سياق التعاون بين جميع دول الحوض، ولا يمكن لأى طرف تحقيق تطلعاته وأهدافه وحده بدون التعاون مع الآخرين. وقال فهمى إنه التقى وزير خارجية إثيوبيا لحل أزمة سد النهضة، لكن المفاوضات لم تشهد أى تقدم، مؤكدًا أن مصر لا تملك رفاهية التهاون فى هذه القضية ولا تقبل بإضاعة الوقت فى مفاوضات وهمية. وأشار فهمى إلى أن زيارته الأخيرة للسودان لم تحل كل الأمور، لكن الجانب السودانى يريد للمفاوضات أن تحرز تقدمًا. وعلي المستوى الفلسطينى، قال فهمى إن هناك عراقيل تحول دون تحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلي أن حماس ليست متحمسة بشكل كاف للمصالحة مع فتح.