شهدت الازمة الاوكرانية تطورات سريعة حيث طالبت واشنطن، بإرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا فورا، فيما وافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على اقتراح ألمانيا بتشكيل «بعثة لتقصي الحقائق» ومجموعة اتصال لبدء حوار سياسي لحل الأزمة الأوكرانية. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون روسيا الى الامتناع عن اي اعمال قد تؤدي الى تصعيد الأزمة الاوكرانية. ووفقا للكرملين، دافع «بوتين» في مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الإجراءات الروسية في شبه جزيرة القرم، قائلا إن المواطنين الناطقين بالروسية في شبه جزيرة القرم كانوا معرضين للخطر. من جانبها، أبلغت «ميركل» «بوتين» أن «التدخل الروسي غير المقبول في القرم ينتهك القانون الدولي»، وأشارت إلى مذكرة بودابست الصادرة عام 1994، التي قالت فيها روسيا إنها ستحترم استقلال وسيادة أوكرانيا وحدودها، مشيرة إلى أن روسيا انتهكت أيضا معاهدة أسطول البحر الأسود لعام 1997. وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج روسيا من «عواقب وثمن» التدخل في اوكرانيا، وقال هيج في كييف «لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشئون الدولية في القرن الحادي والعشرين»، واضاف «هذه ليست طريقة تصرف مقبولة، وسيتكون لها عواقب وثمن». ولم يكشف هيج عن طبيعة العواقب، الا انه اكد ان بريطانيا تناقش الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية وليس العسكرية. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، انه سيزور كييف اليوم لتجديد تأكيد «دعم الولاياتالمتحدة القوي لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها». وحذر «كيري» روسيا من إمكانية طردها من مجموعة الدول الثماني المتطورة، إذا استمرت في موقفها من أوكرانيا. وأشار «كيري» إلى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قد يجد أصولا روسية مجمدة، وقد تنسحب الأموال الأمريكية، وقد تنقلب عليه المشاكل». من جهة أخرى، كثفت القوى الغربية وعلى رأسها مجموعة الدول السبع الضغوط على روسيا التي تتهمها أوكرانيا ب«إعلان الحرب» عليها، سعيا لإيجاد حل لإحدى أخطر الأزمات مع موسكو منذ سقوط جدار برلين.والتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، امس، في بروكسل في اجتماعهم الطارئ الثاني بشأن أوكرانيا خلال 10 أيام. على الصعيد الميدانى أحكمت روسيا قبضتها العسكرية على منطقة القرم الأوكرانية، مسيطرة بحكم الأمر الواقع عليها، وأخذ آلاف الجنود من القوات الروسية في تأمين المنطقة، كما أفادت التقارير بنقل المزيد من المعدات العسكرية، وزيادة في حركة السفن. واحاطت القوات الروسية بقاعدتين أوكرانيتين عسكريتين، واحتلت بعض المنشآت مثل المطارات، وقد تجاوزت القوات الروسية التي وصلت إلى المنطقة الوجود العسكري الأوكراني، كما نصبت، متاريس لسد الطرق المؤدية إلى القرم. وكان حرس الحدود الأوكراني قد قال إن هناك تعزيزات من المدرعات على الجانب الروسي من القناة الضيقة التي تفصل بين روسيا ومنطقة القرم الأوكرانية. وقال متحدث باسم حرس الحدود أيضا إن سفنا روسية تحركت في ميناء سيفاستوبول وحوله حيث توجد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي وإن القوات الروسية عطلت خدمات الهواتف المحمولة في بعض المناطق. وأعلنت السلطات الأوكرانية إقالة القائد الأعلى لقوات البحرية الأوكرانية، الأميرال دنيس بيريزوفسكي، واتهامه بالخيانة بعدما قرر تسليم مقره في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وكان «بيريزوفسكي»، قد أعلن ولاءه للسلطات المؤيدة لروسيا فى شبه جزيرة القرم، وتعهد خلال مؤتمر صحفي بإطاعة أوامر رئيس جمهورية القرم، وحماية سكانها. وفي كييف احتشد نحو 50 ألف شخص، الأحد، في ساحة الاستقلال، وهتفوا «لن نستسلم» فيما حمل بعضهم لافتات كتب عليها «بوتين، لا تلمس أوكرانيا». وفي موسكو، تظاهر 20 ألف شخص من المؤيدين للتدخل في أوكرانيا، فيما عرض التليفزيون صورا لأشخاص يحملون أعلام روسيا، إضافة إلى الأعلام القومية باللونين الأصفر والأسود ولافتات كتب عليها شعارات مثل «برافو بوتين». بينما اعتقلت شرطة موسكو مئات الأشخاص أثناء مشاركتهم في تظاهرة مناوئة للتدخل العسكري في أوكرانيا. وقالت جماعة «أوفدينفو» الحقوقية إن 352 شخصا اعتقلوا في احتجاجين مناوئين للحرب وسط موسكو، إلا أن الشرطة ذكرت أنها اعتقلت 50 شخصا «لمحاولتهم الإخلال بالنظام العام».