فى وقت تفشت فيه البطالة بين الشباب، وفى وقت تتجه فيه البلاد إلى حالة ركود "شبه تام"، لاسيما بين أوساط أصحاب المهن اليدوية والحرفيين، لجأ العديد من الشباب إلى حل "غير قانونى"، وهو استحداث أكشاك صغيرة وضعت عليها لافتات وأسماء تؤيد الثورة مثل "25 يناير"، "الأحرار"، "الشهداء"، "البلد بلدنا". ومع بداية أحداث ثورة 25 يناير انتشرت هذه الأكشاك فى شتى ربوع مصر ومحافظاتها بشكل غير مقنن وأصبحت الملاذ للكثير ممن لا يجدون فرص العمل وضاقت بهم الحياة. أصحاب هذه الأكشاك يعتقدون أن لهم حق أصيل فى هذه البلد ولكنهم يجهلون كيفية الحصول عليه أو يعتقدون أن هذه الأكشاك من الممكن أن تُرخص فى الأيام القادمة بالتزامن مع نجاحات الثورة. ويقول أصحابها، إنهم يسعون بشكل جدى للحصول على التراخيص اللازمة للعمل بشكل قانونى ورسمى حتى لا تتم إزالة هذه الأكشاك فى أى وقت بعد استتباب الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الجهات المعنية إلى ممارسة أعمالها بشكل دورى وطبيعى. وطالب أصحاب هذه الأكشاك الجهات المسئولة بضرورة النظر إليهم بعين الاعتبارعلى أساس أن معظمهم من المضارين، سواء كانوا من المصابين فى أحداث 28 يناير أو من الذين فقدوا وظائفهم اليومية التى كانوا يعملون بها قبل أحداث الثورة. فى البداية يقول أحمد.س، أحد مصابى أحداث 28 يناير، إنه أصيب بطلقة نارية فى ساعده الأيسر مما تسبب له فى عاهة مستديمة أعاقته عن العمل فقرر افتتاح أحد الأكشاك ليقوم ببيع الحلوى والسجائر فيها حتى يقدر على الوفاء بمتطلبات الحياة، لافتا إلى أنه يدرك تماما أنه مخالف للقوانين لكنه لا يجد طريق أمامه غير ذلك فى ظل المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه وعدم مقدرته على القيام بأعمال أخرى حيث إنه كان يعمل فى مهنة تتطلب العمل بيديه الاثنين وهى "النقاشة". أما "أحمد.ل" افتتح كشك على بعد عدة أمتار قليلة من كشك أسامة وبنفس الطريقة، قال "اللى يعرف يعمل حاجة اليومين دول يعملها وبعد كده ربنا يعدلها"، لافتا الى أن الحياة أصبحت صعبة للغاية والكثير من الناس الغلابة ضاقت عليهم الحياة، لاسيما ذوى المهن "الصنايعية" الذين يأتون بقوت أولادهم يوما بيوم، مؤكداً على أنه يسعى إلى الحصول على التراخيص اللازمة حتى يعدل وضعه إلى وضع قانونى. ومن جانبه قال "تامر.س" أن تكلفة تشييد الكشك الخاص به تجاوزت ال1000 جنيه بخلاف ما به من بضائع وهذه الأموال تعد كل مدخراته فى الحياة، موضحاً أنه غامر بها من أجل حياة أفضل بالرغم من إحساسه بأن لن يستطع الحصول على التراخيص اللازمة حتى يصبح وضعه قانونياً. وأضاف "على حسن" الشهير ب"أسامة دقة" صاحب كشك "انتوا سايبين اللى نهبوا أراضى مصر وباعوا المتر ب5 جنيه وجايين تحاسبوا اللى واخد متر فى متر ياكل منه عيش، هاتوا حقوقنا من اللى باعونا بالرخيص وبعدين ابقوا تعالوا حاسبونا"، مؤكداً أنه ذهب إلى الحى فطلب منه موافقة صاحب البيت الذى يتواجد أمامه الكشك وصورة من البطاقة الشخصية، بالإضافة إلى كتابة اقرار على نفسه بصفته ضامن وهو الأمر الذى لا يرضاه أى صاحب بيت أن يكون فى وضع المسئولية ، مشيرا إلى أن هذه الشروط تعجيزية ومن المفترض أن يتم التعامل معنا من منطلق إنسانى، لأننا لا نطلب المستحيل، بل الحياة الكريمة والعمل الشريف لتأمين متطلبات حياتنا. وطالب وائل.ن صاحب أحد الأكشاك الجهات المسئولة بالنظر بعين الرأفة إلى حالهم وإعطائهم التراخيص اللازمة للعمل بشكل قانونى ويستطيعوا العمل بشكل رسمى، قائلاً "تعبنا من أعباء الحياة ومش عايزين البلد تيجى علينا هى كمان وساعدونا وبلاش تقضوا علينا".