ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية اليوم الاحد أن إجراء المفاوضات مع حركة طالبان ينطوى على مخاطر كبيرة حتى لو كانت هذه المفاوضات صادقة هذه المرة . وقالت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى على شبكة الانترنت إن استراتيجية الرئيس الامريكى باراك اوباما حيال إنهاء تدريجى للحرب فى أفغانستان تعتمد بشكل كلى على محادثات السلام مع حركة طالبان غير أن هذه المحادثات بدأت بصعوبة حتى أن بعض المسئولين فى الادارة الامريكية أقروا بأن احتمالات نجاحها ضعيفة . ولفتت الصحيفة الى أن أسباب ذلك هى انه ليس من الواضح أن طالبان تريد أن تتفاوض وأيضا من الذى سيمثل الحركة فيما أبعد الرئيس الافغانى حامد كرزاى نفسه عن المحادثات مما يثير الشكوك حول ما اذا كان قادة الدولة يسعون الى تقويض مشاركة طالبان فى العملية السياسية ام لا. كما أن باكستان -التى تعتبر الطرف الحيوى الثالث فى المفاوضات بسبب علاقاتها مع حركة طالبان- اصبحت كارتا مستعصيا بسبب التوتر الأخير مع الولاياتالمتحدة بشأن الهجمات الامريكية بطائرات بدون طيار على عناصر إرهابية داخل باكستان. ونقلت الصحيفة عن أوباما قوله لجنوده فى قاعدة فورت دروم العسكرية في ولاية نيويورك يوم الخميس الماضى " هناك مؤشرات تفيد بأن طالبان قد تهتم بصياغة تسوية سياسية " ، غير أن مسئولين قالوا إن هذه المؤشرات مبهمة . وذكرت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين عقدوا ثلاثة اجتماعات هذا العام مع افغانى متحدث بالانجليزية كان مساعدا شخصيا لزعيم طالبان الملا عمر فيما لم تسفر تلك الاجتماعات عن نتائج كثيرة سوى تأكيد هوية المفاوض وربما لم يتحقق ذلك ايضا وفقا لمسئولين مطلعين على المحادثات طلبوا جميعا عدم الافصاح عن هويتهم لمتابعة المحادثات السرية. وأشارت الى أن الادارة الامريكية فرضت شروطا مهمة تقترن بأى تسوية مع طالبان فحواها نزع السلاح من قادة الحركة وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة والاعتراف بحكومة افغانستان وقبول دستور الدولة بما فى ذلك احترام الحقوق الاساسية للمرأة . ونوهت بأنه ليس موكدا ما اذا كانت طالبان ستقبل هذه الشروط فى حين يشعر عدد من المحللين بالشك فى ذلك . وقالت إن الخطوة الدبلوماسية الجديدة تشير الى تحول مهم فى استراتيجية الرئيس الامريكى منذ توليه زمام الحكم فى عام 2009 .