حذرت جماعة أنصار بيت المقدس السياح فى مصر من البقاء فى البلاد بعد يوم الخميس، وهددت بمهاجمة أى سائح يبقى فى مصر بعد انتهاء هذه المهلة وأطلقت الجماعة المتشددة التى تنشط فى سيناء هذا التهديد من خلال حساب تابع لها على موقع «تويتر». وبالمقابل، جرى التشكيك على موقع تويتر بصدقية التهديد، خصوصاً أن بياناً تبنى العملية فى طابا ذكر بشكل مباشر ان الجماعة لايوجد لها أى حساب على مواقع التواصل الاجتماعى كافة. وأعلنت الجماعة مسئوليتها عن حادث تفجير حافلة السياح بمدينة طابا والذي أسفر عن مقتل 4 بينهم 3سائحين يحملون الجنسية الكورية وأصيب فيه العشرات. وأكدت الجماعة في بيان صدر عنها في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول ان احد اعضائها قام بتفجير الحافلة وان الحادث جاء «كحرب اقتصادية» على النظام الحاكم في مصر. وجاء فى البيان: «وفق الله إخوانكم في جماعة أنصار بيت المقدس بتقديم أحد أبطالها للقيام بتفجير الحافلة السياحية المتجهة إلى الكيان الصهيوني، ويأتي هذا ضمن غاراتنا في الحرب الاقتصادية على هذا النظام»، وردا على حملات التجريف والقتل التي تشهدها قرى بالمناطق الحدودية في مصر، على حسب ما جاء فى البيان. وإنهت الجماعة بيانها بأنها ستستمر فى أعمالها واستهداف المصالح الاقتصادية في كل مكان. وفى سياق متصل، قررت نيابة أمن الدولة العليا،أمس، حبس 7 جهاديين خططوا لضرب المجرى الملاحي لقناة السويس واستهداف عدد من الشخصيات الاعلامية والكنائس والانضمام الى جماعة ارهابية أسست علي خلاف أحكام القانون والدستور، الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها والاضرار بالأمن القومي للبلاد وحيازة أسلحة ومتفجرات. وواجهت النيابة المتهمين بتحريات الامن الوطني التى جاء فيها أنهم ينتمون الى جماعة أنصار بيت المقدس وانهم خططوا لضرب المجرى الملاحي بالقناة، وقاموا باستئجار إحدى الشقق السكنية المواجهة للمجرى الملاحي من أجل استهداف السفن العابرة فيه. كما واجهت النيابة المتهمين خلال التحقيقات بالمضبوطات أثناء القبض عليهم والممثلة فى لائحة بها مجموعة من الشخصيات الاعلامية لاستهدافها خلال الفترة المقبلة بالاضافة الى مجموعة من الكنائس ولاب توب محملاً عليه كتاب «دعوة للمقاومة الاسلامية العالمية» لأبومصعب السوري والذى يدعو الى ضرب البنية التحتية للدول التى لاتقيم شرع الله واستحلال دماء أموال أهل الذمة باعتبارها غنيمة حرب واستحلال دمائهم، ومحملاً عليه ايضا برامج لتصنيع القنابل وطرق الحصول عليها من خلال مواد بدائية الصنع، بالاضافة الى مواد تستخدم فى تصنيع هذه القنابل وأسلحة آلية. وأنكر المتهمون خلال التحقيقات التى اشرف عليها المستشار تامر الفرجاني المحامي العام الأول الاتهامات المنسوبة إليهم، مؤكدين أنهم كانوا بصدد تهريب الاسلحة المضبوطة معهم الى فلسطين وانهم لم يستخدموا هذه الأسلحة على الاطلاق داخل مصر أو فى أى عملية من العمليات المنسوبة اليهم فى التحقيقات. وقال دفاع المتهمين إنهم تعرضوا للتعذيب بجهاز الامن الوطني لمدة أسبوعين عقب القبض عليهم بإحدى الشقق السكنية فى القاهرة قبل نقلهم الى السجن ثم منعهم من زيارات ذويهم. وكانت تحريات الأمن الوطنى قد كشفت أن المتهمين تلقوا تدريبات على السباحة وأعمال الحدادة وفك وتركيب القنابل وأعمال أخرى وانهم تلقوا هذه التدريبات داخل قطعة أرض مملوكة لأحد المتهمين بالشرقية، وأنهم تلقوا الفكر الجهادي عن طريق التواصل بالانترنت مع منابر الاعلام الجهادية وتمكنوا من الاتصال بالقائمين على جماعة انصار بيت المقدس الذين قاموا بتمويلهم. من ناحية أخرى، مازالت وسائل الإعلام الاسرائيلية تولى اهتماماً كبيراً بتفجير الأتوبيس السياحى بالقرب من معبر طابا يوم الأحد الماضى قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلي ان عملية تفجير الحافلة السياحية فى مدينة طابا بمحافطة جنوبسيناء، تكشف أن الجهاد العالمى يستهدف مثلث السياحة «طابا إيلات العقبة» والذى يستوعب اكثر من خمسة ملايين سائح سنوياً، لاضعاف نظم الحكم، فالعمليات فى هذا المثلث لها صدى اعلامى عالمى سريع، وعليه فعملية الاحد لست مشكلة مصرية فقط، بلمشكلة أردنية واسرائيلية أيضاً. وأضافت الصحيفة ان المشتبه فيه الرئيسى هو منظمة «أنصار بيت المقدس»، التى تم دقها كوتد بين البدو فى شمال سيناء ولها فروع فى غزة أيضاً وهى جزء من شبكة الجهاد العالمى،وقد تكون عملية طابا نذيراً لتصعيد نشاط هذه الشبكة فى منطقة: طابا إيلات العقبة، وعليه فلابد من التعاون المصرى الاسرائيلى الأردنى لمواجهتها. واعتبرت صحيفة «معاريف» عملية طابا إشارة تحذير للمشير عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربى بعد الرغبات الشعبية لترشحه فى انتخابات الرئاسة المقبلة من خلال استهداف الاقتصاد فالسياحة محرك قوى للنمو الاقتصادى وهى ضربة لمساعى «السيسى» نحو تهدئة الخواطر وترميم الاقتصاد، وأضافت أن «توقيت العمل الإرهابى يأتى تزامناً مع محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى ما يمكن تفسيره بأنه أمر تم تنسيقه بين الإخوان المسلمين والمنظمات المتطرفة فى سيناء». مشيرة الى ان هناك تهديداً خطيراً يتمثل فى الجماعات والتنظيمات التى يأتى اعضاؤها الى شبه الجزيرة المصرية من دول عربية أخرى مثل اليمن وليبيا والسودان.