كثيراً ما نسمع إعلانات على الفضائيات عن أدوية التخسيس والأعشاب الطبية لا نعرف مصدرها أو المادة الفعالة لها، فالحفاظ على الرشاقة يتطلب نظاماً غذائياً مناسباً وممارسة الرياضة، وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل أدوية التخسيس والأعشاب الطبية آمنة أم ضارة؟ يقول الدكتور أحمد الخطيب، اخصائي التغذية العلاجية والسمنة: لا يوجد دواء ليس له أعراض جانبية، وبالتالي وقبل أن نخوض في فوائد وأضرار الأدوية نتساءل في بساطة: لماذا أدوية التخسيس؟.. فأدوية إنقاص الوزن ستعمل، إما على زيادة معدل الحرق أو منع امتصاص الدهون أو تقليل كمية الأكل المتناولة، والنوع الأول إذا كان يحتوي على عنصر «الكروميو» يعتبر آمناً ولكن حتى يحقق النتائج المرجوة فلابد من الاستمرار عليه فترة طويلة، أما إذا كان يحتوي على هرمون «الثيروكسين» والحالة لا تعاني أساساً من أعراض خمول الغدة الدرقية فتلك جريمة لأنه سيصاحب بزيادة ضربات القلب وأعراض عصبية وتوتر. والنوع الثاني من هذه الأدوية التي تمنع امتصاص الدهون من الوجبة فأجد يدي تتردد وأنا أكتبها لمريض لما أعرفه من خطورتها على الصحة، وأنها لا تقوم بشىء مفيد سوى تشجيعنا لتناول كميات من الوجبات السريعة وتعويض تلك الأفعال بإراحة ضمائرنا بتناول الأقراص المحتوية على المادة المعروفة علمياً ب «أورليستات». والنوع الثالث المعتمد على غلق الشهية إذا كان يعمل بدون التأثير على الجهاز العصبي، أعني بذلك أن يقوم بعمله موضعياً بأن يكون كالألياف يتمدد في المعدة فيمنحنا الشعور بالشبع فهو مناسب ومسموح به خصوصاً من لديهم شهية صعب التحكم فيها نفسياً، فالأدوية هي العجلة «الإستبن» وهي وسيلة مساعدة وليست الأساس وكل المهم أن يكون لديك الارادة والعزيمة والرغبة وأن تكون الرياضة والتغذية هما أسلوب حياتك. ويضيف الدكتور هاني سامح، المتحدث الرسمي باسم تمرد صيادلة عضو المركز المصري للحق في الدواء: أدوية التخسيس الموجودة في السوق جزء كبير منها مهرب ومغشوشة وتعتبر مثالاً قوياً للفساد والتسيب وانعدام الرقابة، على سبيل المثال هناك دواء المادة الفعاله له هي «أورليستات» وهو من الأدوية التي حذرت منها منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية ومنعت صرفها إلا بروشتة طبية ووفقاً للتحاليل، والسبب أنها تسببت في حالة وفاة وتسببت في أمراض خطيرة منها أعراض جانبية لأمراض الكبد وتسببت في ثلاث حالات وفيات.. وفي مصر رغم صدور قرار منذ عام 2010 بمنع إعلانات الفضائيات عن هذه المادة، نجد دعاية موجهة للمريض مباشرة لشراء هذا الدواء دون الرجوع للطبيب، ووزارة الصحة «أذن من عجين وأخرى من طين».. ومثال آخر دواء «الشيتوكال» نفاجأ في عام 2009 برفع سعره من 90 جنيهاً إلى 120 جنيهاً، رغم أن المادة الفعالة الكيلو منها ب 10 دولارات، أي أن تكلفة العلبة لا تتجاوز نصف جنيه، وهناك أدوية تخسيس مهرب منها دواء «نيزر أورال» يباع في العيادات والصيدليات، وهو غير مسجل ولا أحد يعرف المادة الفعالة له، والمريض يقع فريسة لمافيا الأدوية المهربة، ولكي نوضح لك أرباح تلك المافيا من الأدوية المهربة، فإن كورس العلاج لل «نيزر أورال» عبارة عن علبتين يكلف ألف جنيه، في حين أن التكلفة الحقيقية لا تتجاوز جنيهين لأنه حسب النشرة الموجودة هو عبارة عن زجاجة 15 مللي نقط للفم وزيوت من أعشاب طبية، وتباع هذه الأدوية بخصومات للعيادات والصيدليات تصل إلى 50 و70% والضحية الوحيدة هو المواطن المصري، والأعشاب الطبية يتم تسجيلها عن طريق المعهد القومي للتغذية، ولكن للأسف لا توجد كوادر طبية أو رقابة من المعهد، ووزارة الصحة عليها وكثير منها مغشوش ولا توجد عليه رقابة. على سبيل المثال يوجد دواء للتخسيس يسمى «بودرة جنين القمح» لأنها غنية بالفيتامينات والألياف و95% من منتجات جنين القمح غير مسجلة وغير سليمة، فالصلاحية حسب معهد التغذية من 3 شهور إلى سنة، ونفاجأ بأن المنتج مكتوب عليه الصلاحية عامان بدون رقابة.. ومثال آخر الشركة المتحدة للصيادلة تبيع نوعاً اسمه «جيرما هني» غير مسجل، وتقدمنا ببلاغ لوزارة الصحة ضدها ولم يتم اتخاذ أي إجراءات، كما أن أسعار ادوية التخسيس مبالغ فيها جداً والمفروض أنها مسعرة طبقا للتسعيرة الجبرية، فبعضها يصل إلى 150 جنيهاً، فالسمنة العلاج منها لم يصبح ترفاً بل أصبح أمراً مهماً، فهي سبب من أسباب الوفيات والأمراض الخطيرة، فمن عوامل الخطورة في مرض أنفلونزا الخنازير السمنة، وهناك أدوية مسموح بصرفها للصيدلي وأخرى لا تصرف إلا بروشتة طبية، أما الأعشاب فبعض منها يباع عند العطار أو الصيدليات، والفساد فيها أن كثيراً منها غير مسجل في وزارة الصحة.
