سيطرت حالة من الترقب وحبس الانفاس على صناع القرار بالولاياتالمتحدة إثر زيارة المشير عبدالفتاح السيسى لروسيا، وظهرت حالة الارتباك التى يعانيها البيت الأبيض فى تصريحات «أن باتروسون» السفيرة الأمريكية لدى القاهرة. زيارة المشير لروسيا أثرت أيضا بشكل أو بأخر على رجب طيب أردوغان الرئيس التركى الذى قال انه لا يعترف بشرعية المشير «السيسى» حتى لو نجح فى الانتخابات الرئاسية، إذ انه مازال يعتقد فى عودة الرئيس المعزول محمد مرسى الى سدة الحكم مرة اخرى لتحقيق الحلم الاخوانى فى الخلافة. بينما يفتح المشير آفاقا جديدة للعلاقات المصرية الروسية مع المعسكر الشرقى، باتت الإدارة الأمريكية تضرب أخماسا فى أسداس وتعانى الارتباك من تلك االزيارة وعقد صفقات أسلحة تؤثر بشكل آخر على مصير أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط. يرى السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق ان زيارة المشير لروسيا تعيد إلى الأذهان صفقة الأسلحة الروسية المصرية لعام 1955، والغباء السياسى للإدارة الأمريكية حينها الذى أدى إلى ذلك. وكشف ان تلك الزيارة تفتح آفاقا جديدة ومرحلة جديدة فى العلاقات المصرية الروسية، ولا سيما بعد تصريح «بوتين» بدعم المشير فى حال ترشحه للرئاسة. وشدد خلال مداخلة هاتفية لقناة النهار على ان أمريكا تعيش أوقاتا عصيبة خشية تكرار نموذج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرة أخرى، موضحا ان الغرب يعتبر 30 يونية انقلاب على مخطط أمريكا وخروجا عن الطوع الأمريكى، وأن المسئول عنه المشير السيسى. بينما اعتبر السفير سامح شكرى سفير مصر السابق بواشنطن، أن الكونجرس الأمريكى أكثر تفهماً للأوضاع فى مصر بعكس إدارة الرئيس أوباما، مؤكدًا أن هناك نظرة قلق لتطور العلاقات المصرية الروسية من قبل الولاياتالمتحدة. وأضاف خلال مداخلة لبرنامج «القاهرة اليوم»، أنه من الصعب أن تضغط دولة بحجم الولاياتالمتحدة على مصر من بعد أن قام الشعب المصرى بعمل ثورتين خلال 3 سنوات. فيما أوضح عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى ان زيارة المشير لأمريكا تؤثر سلبا على مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية فى مصر، والتعاون المشترك بين القاهرة وموسكو سيعزز من وضع الجيش المصرى فى المنطقة ويقضى على الهيمنة الأمريكية. ورفض اعتبار زيارة المشير لروسيا متعلقة بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية، أو استعراض بيان الاتحاد الأوروبي بشأن الموقف في مصر، مشددا على ان تعميق العلاقات الروسية المصرية سيلغى الهيمنة الأمريكية فى مصر. وأوضح أن مصر وروسيا اتفقتا خلال زيارة الوفد الروسي للقاهرة في نوفمبر الماضي، على تعميق العلاقات بين البلدين، كما حددت موعد زيارة وزيري الدفاع والخارجية المصريين لموسكو، وهي زيارات عادية تجري بشكل دوري بين الطرفين. كما تطرق أيضا إلى تصريحات الرئيس التركى «أردوغان» ولفت الى ان اردوغان يرى ان وجود الاخوان فى سدة الحكم فى مصر، يعزز من تواجده ويفتح مصالح جديدة لتركيا فى مصر تمكنه من تثبيت اركان حكمه. بينما يرى «على الفيل» الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ان تصريحات كل من باترسون واردوغان تعكس حالة القلق والتوتر من دخول حليف استراتيجى جديد على الخط، واعتبر ان تلك التصريحات هي سلسلة غير منتهية من التصريحات التي لا تتناسب مع الأعراف الدبلوماسية والكياسة السياسية. ونوه الى ان اردوغان بات يتأكد ان بلاده على وشط الانفجار ويحاول البحث عن مخرج لتلك الأزمة، وتصريحه لا يعبر عن الشعب المصري متسائلاً: «من استدعاه لكي يتحدث على الشعب المصري ومن طالبه بالاعتراف برئيس مصر»، مؤكدًا أن الشعب المصري هو الوحيد صاحب الحق في اختيار من يمثله. وأوضح، أن فشل أردوغان في تحقيق مصالح أمريكا في سوريا ومصر جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تنهي عقدها معه كوكيل حصري لرعاية مصالحها في الشرق الأوسط والتوجه لإيران كبديل. وقال ان تصريحات «باترسون» من شأنها الإطاحة بآمال الملايين من المصريين، بتدخل الجيش لإنقاذ مصر من حكم جماعة الإخوان المسلمين، وتعمد ملحوظ في التدخل السافر بشئون مصر الداخلية. اعتبر «طارق الخولى» عضو تكتل القوى الثورية ووكيل مؤسسى حزب 6 إبريل، ان اية تصريحات تصدر من اردوغان لا تثير الدهشة وكذلك الامر فى التصريحات التى تخرج من المسؤلين الامريكين، فكلاهما عدو للمصريين ولا يعنيه استقرار الشأن المصرى. وشدد «الخولى» انه سواء اعترفت تركيا بثورة يونية أم لم تعترف فهذا شأن مصرى فى المقام الأول، لافتا الى ان المتضرر الأول مما يحدث فى مصر هو تركيا، مشيرا إلى ان تركيا ليست الدولة الرئيسية في العالم التي يشكل الخلاف معها أزمة، لأن كل ما تصنعه تركيا أو تقوم به يمكن الحصول عليه من أي مكان في العالم بشروط أسهل. وأشار، إلى أن التصريحات توضح غباء أردوغان وأن المشكلة ليست في تركيا ولكن في نوعية الفكر الذي يؤمن به بعض الأفراد، فقد طفح الغباء الإخواني على أردوغان حتى وصل إلى حالة ميئوس منها. وأكد، أنه من الأفضل تجاهل التصريحات فلا يستحق أن يولي أي اهتمام لها فأردوغان يواجه أزمة بارزة داخل تركيا وعلى حافة السقوط، فعليه الاهتمام بأمره وأمر بلدد بدلاً من الاهتمام بشئون الدول الأخرى. وكان رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي، قد صرح بأن تركيا لن تعترف بالمشير عبدالفتاح السيسى أو بأي شخص آخر حال فوزه في انتخابات مقبلة لرئاسة جمهورية مصر العربية.