بقى دمه تقيل، لا، لا لا، مش هو دا باسم، مبقاش عنده جديد بيكرر نفسه، «يالا يا عم ننزل الفقرة دى مملة أوى»، أكيد سمعت هذه العبارات من اصحابك، وأكيد أنت كمان قلتها وانت بتتفرج على باسم يوسف. ويبدو ان الدكتور باسم أوشك رصيده على النفاد ليس فقط فى قلوب المصريين فحسب وإنما أقصد رصيده من الكوميديا والاضحاك والنقد اللاذع، فقد كانت حلقة أمس الأول على قناة «ام بى سى» ماسخة جدًا ومملة، ولأول مرة تقريبًا شاركنى الرأى عدد كبير من الاصدقاء ان الحلقة كانت مملة لدرجة انهم حولوا المحطة واستخدموا الريموت للبحث عن سما المصرى وقناة فلول ليستمتعوا بشوية اسفاف أخرى، ولكن مع رقص واغراء واستربتيز سما، وهو على الأقل استربتيز أخف من ثقل حلقة باسم، ويبدو ان الأستاذ محمد الأمين رئيس قنوات «سى بى سى» كان بعيد النظر وأكثر ذكاء وخبرة عندما قرر الاستغناء عن خدمات باسم وبرنامجه دون تردد ودون خوف من تراجع نسبة المشاهدة والاعلانات، لانه كان يعلم ان باسم قد أصبح بضاعة «اكس بايرد» منتهى الصلاحية وأوشك على الافلاس بعد ان تخلصت مصر من الإخوان ومن محمد مرسى وهم كانوا بغبائهم وتخلفهم مادة خصبة جدا للسخرية والكوميديا، أما وقد رحلوا فقد كان على الأخ باسم ان يرحل معهم أو يغير من فكرة وأسلوب البرنامج، فنحن أمام ظرف أشبه بحالة الحرب مع الإرهاب أو هى بالفعل حالة حرب شرسة وأبطال يموتون يوميًا على يد الإرهابيين وليس هناك مجال للسخرية فى وطن يستشهد فيه يوميًا شهداء من الشرطة والجيش والشعب، وهم جميعًا إيد واحدة ضد الإرهاب ولم يعد بضاعة باسم تلقى رواجًا بل العكس هو الصحيح، فعندما يسخر باسم من ستات طيبات متحمسات لمصر والسيسى هو يثير السخرية منه شخصيا، وعندما يستأجر شوية عيال وبنات علشان يضحكوا أوى فى المسرح اللى بيعمل فيه برنامجه، يبقى اسفاف وقلة قيمة، وزمان كان الأستاذ أحمد آدم فى أحد افلامه عندما اتمسك فى كمين سأله الضابط بشتغل إيه ياله، قال له مع تامر حسنى يا باشا، قاله بتشتغل إيه مع تامر حسنى، قال له بيغنى على لما يطلع على المسرح، وزمان كانت هناك اتهامات لعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش انهما يؤجران من يصفق لهما ويصفر ويطلب الإعادة، وبص شوف وردة بتعمل إيه، وهكذا يفعل باسم يوسف لكى يستمر وكلنا عارفين ازاى بيختار جمهوره على المسرح، ولو حد دخل من خارج الشلة يمكن يبوظ له الشغل وهو يعلم قبل غيره انه على وشك الافلاس، ولذلك يتمحك فى البطل الاسطورى السيسى ليحاول ان يقنع البعض بأنه سوف يوقف برنامجه وانه كان يتوقع ان يتوقف البرنامج بعد أول حلقة وكأنه بيقول اللى ما حدش يقدر يقول له يابنى ده كلام المصاطب أقوى من اللى انت بتقوله، وبطل بقى حكاية انك موقوف وحتتوقف تانى والكلام الفاضى ده، محدش وقفك قبل كدا ولا حد بيفكر فيك اساسًا، انت مين يا بنى البلد بتحارب إرهاب ومؤامرة دولية لإعادة رسم الخريطة، وإنهاء اسطورة الجيش المصرى، فلا تحاول ان تدعى البطولة وتلعب بمشاعر البسطاء، انت عارف أتوقفت ليه فى ال«سى بى سى» وعارف ان الأستاذ محمد الأمين المحترم أول واحد كشفك على حقيقتك، وكشف انك انتهيت ولم يخضع لابتزازك، وقال مع السلامة، رغم اننا كلنا تعجبنا من جرأته وقلنا المحطة حيخسر ولكنه كان بعيد النظر وفاهم هو بيعمل إيه، وانت حاولت انك تعمل «بطل» و«شهيد» وروجت فى الدنيا كلها انك اتوقفت لأن النظام الجديد لا يحتمل النقد، طيب انت رجعت وانكشفت والناس كلها على يقين الآن بأنك أتوقفت بقرار من محمد الأمين وليس من السيسى، وانت عارف لو انه كان قرار السيسى عمرك ما كنت طلعت على أى محطة أبدًا. فكرة للتأمل: الكدب مالوش رجلين.