منذ قيام ثورة 25 يناير والسينما المصرية في تراجع مستمر سواء في كم الأفلام والكيف والمضمون حتى العائد.. لكن هناك حالة من التفاؤل الحذر مع بداية 2014 خاصة بعد الانتهاء من الاستفتاء علي الدستور رغم ما قابله من عمليات إرهابية جسيمة «عصفت» بموسم منتصف العام الدراسى في السينما الذي كان ينتظره صناعه. لكن هل يكون قرار تأجيل الدراسة ومد إجازة منتصف العام أسبوعين حتي 22 فبراير «قبلة الحياة» لهذا الموسم ومحاولة لإنقاذه وتعويض جزء من الخسائر المتراكمة، خاصة أن الموسم يشهد عرض أفلام قليلة متوسطة الإنتاج والمستوى وهى كما يرصدها طارق الدسوقى مدير سينما التحرير أحد أكبر دور العرض في مصر قائلاً: نجح فيلم «لا مؤاخذة» ل«كندة علوش» وتأليف وإخراج عمرو سلامة في تحقيق مفاجأة غير متوقعة خاصة وسط النوعية التي ينتمي إليها وهي «السينما المستقلة» حيث حقق في أسبوعي عرض نحو مليون و800 ألف، ومتوقع مثلها إذا استمرت الأجواء مستقرة. وأضاف: بينما لم تحقق باقي الأفلام أي قفزات ملحوظة بسبب سوء مستواها الفني وفقرها الإنتاجى وإن كانت تتقدم إيراداتها يومياً مثل «خطة جيمى» لساندى والطفلة جنان. واقتربت علي تخطى حاجز المليون.. ولم يحقق فيلم «أسرار عائلية» إيرادات توازى الضجة المثارة حوله وحقق حتى الآن في حدود 700 ألف، وحقق فيلم «المهرجان» ل«عبدالله مشرف» نحو 600 ألف.. بينما حقق فيلم «سعيد كلاكيت» قبل انتهاء أسبوعه الأول نحو 250 ألفاً ومنتظر أن تتضاعف هذه الإيرادات خاصة في حالة استمرارها في دور العرض لعدم وجود أفلام جديدة.. هذا بخلاف استمرار عرض الأفلام المتبقية من موسم العيد وهي «عش البلبل» الذي تخطى ال11 مليوناً، و«القشاش» الذي حقق نحو 9 ملايين، بينما لم يحقق فيلم «جرسونيرة» ل«غادة عبدالرازق» طوال عرضه أكثر من 3 ملايين و«هاتولى راجل» حقق نحو 5 ملايين. وأكد «الدسوقى» أن مد الموسم الدراسى قد لا يشفع في إنقاذ الموسم بسبب مستوى الأفلام وعدم وجود أفلام للكبار من الذين يحشدون جماهيرية بسبب الأوضاع غير المستقرة وهو ما أدى إلي تأجيل أفلام السبكى مثل «حلاوة روح» ل«هيفاء وهبى» وسالم أبو أخته ل«محمد رجب» بخلاف تأجيل فيلم «الفيل الأزرق» ل«كريم عبدالعزيز» وفيلمي فاروق صبري «رغم أنفه» ل «رامز جلال» و«أسوار القمر» ل «مني زكي». بينما يري السيناريست والمنتج وصاحب دور العرض فاروق صبري أنه للأسف لا توجد دور عرض تحقيق أرباحاً أو حتي تغطي قيمة مصروفاتها من العمالة والكهرباء والأمن وأجور موظفين، وقال: التأجيل الدراسي مصلحة ونتمني أن يساهم في تحسين الإقبال الجماهيري لكن هذا يلزمه شعور بالأمن بعض الشيء، وأضاف أن إيرادات المواسم طوال الفترة الماضية لم تحقق «ربع» ما كانت تحققه قبل 25 يناير وهذا الوضع يتطلب إنتاج أفلام بميزانيات معقولة وبنجوم جدد لأن وضع السوق لا يتحمل أفلام «نجم الشباك» مثل حلمي والسقا وهنيدي وسعد بميزانياتها وأجورها الضخمة وهذا ما جعل هذه الأفلام تؤجل عرضها ومنها فيلمان من إنتاجنا هما «رغم أنفه» ل «رامز جلال» و«أسوار القمر» ل «مني زكي». وأشار صبري إلى أن هناك مشكلة ربما تكون أخطر من عدم الاستقرار ونوعية الأفلام وهو وجود أكثر من 50 قناة فضائية تبث علي «نايل سات» احترفت سرقة وعرض تراث السينما بدون مصروفات واتجهت مؤخراً لسرقة الأفلام الحديثة وهي بذلك «ضربت إيرادات أفلام كبار النجوم مثلما حدث العام الماضي مع فيلم «علي جثتي» ل «أحمد حلمي» الذي لم يحققه أكثر من 13 مليون بسبب سرقته وعرضه فضائيا في ثالث أيام عرضه وحدث ذلك مع هنيدي ومحمد سعد وذلك عن طريق من لا يملكون الضمير الذين ينقلون هذه الأفلام علي «فلاشات» للفضائيات وأضاف للأسف عدم وجود أي قرار حاسم لوقف هذه المهزلة حكومياً أدي لاستسهال الموضوع وكأن الأمر يخص «ناس» في كوكب المريخ وهذا دمار حقيقي للسينما وللأسف لم تفلح «لجنة إنقاذ السينما» المكونة من ثماني وزراء في وقف هذا التعدي الصارخ. وقال بالتأكيد إن مستوي المعروض الآن معقول جداً في ظل وضع السوق إنتاجياً وفنياً خاصة أن ما يسمي بتيار السينما المستقلة حقق وقدم نوعيات جيدة من الأفلام بمبدعين جدد في الإخراج والتأليف والنجوم وربما يحدث هذا توازناً معقولاً في السوق لكن تبقي أفلام الكبار نحن والجمهور بحاجة لها. وقال إن تحسنت الأوضاع سيكون الموسم الصيفي انتعاشة حقيقية للسينما.