خلال السنوات الأخيرة ومع دخول السينما والغناء الي عالم الابتذال أصبحت الإعلانات تعتمد أيضا علي نفس لغة الترغيب والإثارة وأصبحت المرأة تشكل العنصر الأكثر إثارة في هذه الإعلانات من خلال التركيز علي جسدها. وتعتمد شركات الإعلان علي إبراز هذا الجسد مع مزيد من الإيحاءات الجنسية كوسيلة للترويج لمنتجاته، وهو الأمر الذي جعل مركز الإعلاميات العربيات لإطلاق حملة بعنوان «مش بالتسليع.. منتجك يبيع» علي المواقع الالكترونية صفحات التواصل الاجتماعي ضد الشركات الإعلانية والفضائيات التي تستخدم جسد المرأة للترويج عن الإعلانات التي تصل الي درجة الإثارة الجسدية. وتشمل الحملة بثّ فيديوهات وكاريكاتيرات ترصد الإعلانات التي تتناول المرأة كسلعة علي أن تكون الخطوة التالية جولات ميدانية تهدف الي الضغط علي وسائل الإعلام وشركات الإعلانات للحد من استغلال المرأة و«تسليعها» والحصول علي مكاسب مادية والترويج لثقافة الاستهلاك علي حسابها، خاصة أنه غالبا لا تخلو أي لوحة إعلانية من صورة المرأة علي الطرق والكباري. وتؤكد الحملة أن ثقافة «تسليع» المرأة منتشرة حول العالم وهذا ما أكدته المؤتمرات العالمية التي تناولت قضايا المرأة وأكدت ضرورة التخلص من الصورة السلبية والتقليدية المهيمنة للمرأة في وسائل الإعلام والإعلان ودعا الي خلق صورة متوازنة عن تنوع حياة المرأة ومساهمتها في المجتمع في عالم متغير. وفي نفس الإطار أكدت دراسة لليونيسكو أن إدخال وسائل الإعلام الجديدة خاصة الفضائيات وتوابعها البث المباشر والانترنت، في المجتمعات التقليدية أدي الي زعزعة عادات ترجع الي مئات السنين وممارسات حضارية كرسها الزمن، واستخدام المرأة كوسيلة جسدية. وانتقدت أيضا الإعلانات الغربية التي تمت ترجمتها ولكن دون النظر الي جودته والمنتج والرقابة علي الإعلان ذاته، فيري المشاهد علي الإعلانات التليفزيونية إعلانات دخيلة عليه غربية تمتلئ إما بالإيحاءات الجنسية أو تعلن عن منتج جنسي فيتحول الإعلان بالكامل الي إعلان جنسي، يشاهده الملايين من المجتمع بمختلف أعمارهم وطبقاتهم. وأكدت الدراسة أن الإيحاءات الجنسية أصبحت لا تتمثل في الإعلانات التي تعلن عن المنتجات الجنسية فقط بل أصبحت في جميع الإعلانات حيث الفتاة العارية التي ترتدي قميص النوم أو المايوه لتعلن عن منتج للتخسيس أو علاج الآلام، واعتبرت الدراسة الإعلانات وسيلة رخيصة لاستغلال جسد المرأة التي تشكل خطرا علي المراهقات وطالبت بتحرك جميع الجهات الإعلامية ومجالس المرأة لرد اعتبار المرأة المصرية التي كانت سببا رئيسيا في تحريك الشعب المصري ونزوله للاستفتاء علي الدستور فهي صاحبة الثورات ابتداء من ثورة 1919 الي ثورة 30 يونية وإهانتها في الإعلانات إهانة للمجتمع المصري والعربي ككل. مركز الإعلاميات العربيات شن هجوما علي مغنية «الهيب هوب» الأمريكية بيونسيه بعد أن وصفت السيدات المصريات بالخانعات اللاتي ليس لديهن طموح عملي أو رغبة في الاستقلال وطالب «بيونسيه» بالاعتذار للمرأة المصرية. وقالت «بيونسيه»: رغم إعجابي بجمال وسحر مصر أثناء زيارتي لها إلا أنني شعرت بالصدمة عندما حل المغيب ولم أجد أي امرأة في الشارع المصري، فما إن غابت الشمس حتي اختفت النساء تماما من الشوارع وذلك رغم تكدسها بالرجال الذين كانوا يذهبون للصلاة أو التنزه أو لأداء أعمالهم الليلية لم أجد امرأة واحدة في الشارع، هذا شيء غريب وصادم.