ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط اليوم السبت في تقرير لها ان المراقبين يلاحظون أن الثورات التى تشهدها المنطقة العربية حاليا، تشترك فى سمات يأتى فى مقدمتها الاسباب التى أدت الى اندلاع هذه الثورات الشعبية منذ مطلع العام الجارى بدءا بتونس ثم مصر واليمن وليبيا وسوريا. وتشمل هذه الاسباب، كما رصدها عدد من وسائل الاعلام العالمية، الفقر وتدهور مستويات المعيشة وممارسة القمع وانتهاك حقوق الانسان والحريات الاساسية للفرد وتضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة فضلا عن الفساد المالى والادارى . وفيما يتصل بثورة 25 يناير فى مصر، لاحظت تقارير فضائيات مثل شبكة "بى بى سى" و" سى ان ان" أن الفقر وتراجع مستويات المعيشة برز كأحد اهم اسباب اندلاع الثورة بالاضافة الى الاساليب القمعية التي انتهجها نظام الرئيس السابق حسني مبارك وكذلك تضييق الخناق على الاصوات المطالبة بالتغيير وتزوير ارادة الشعب المصري من خلال تزييف نتائج انتخابات مجلس الشعب العام الماضي، بحيث خرجت العملية بفوز ساحق للحزب الوطني الحاكم في ذلك الوقت وخروج الاحزاب الاخري منها بدون تمثيل على الاطلاق او بتمثيل ضعيف لايعكس شعبيتها فى الشارع المصري. وفي اطار رصدها للأحداث فقد اشارت شبكة "بي بي سي" الي ان الثورات قد تكون دموية وسريعة، وقد تكون سلمية وبطيئة، بيد ان كل نموذج، كما قالت الشبكة، يظل مختلفا على عن الآخر رغم وجود بعض الانماط المتكررة، مؤكدة ان الفقر سبب رئيسي في اندلاع الثورات وهو ما سيؤدي حتما الى انداع الثورات في كل الازمة ، حي يعد الفقر سمة سائدة على صعيد العالم.. وقالت الشبكة البريطانية إنه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك تخطت نسبة الفقر ما يقرب من نصف الشعب المصري، وبالرغم من ان الفقر لم يكن السبب الاساسي في اندلاع الثورة الا انه يمكن الجزم بأنه جاء فى المرتبة الثانية ضمن اسباب اندلاع الثورة المصرية بعد اسلوب القمع تجاه المصريين لمدة 30 عاما. ويلاحظ المراقب ان بوادر الثورة قد ظهرت منذ مقتل الشاب خالد سعيد بعد تعرضه للضرب على يد اثنين من المخبريين السريين وبعد حادث كنيسة القديسين وهو الحادث الذي وجه فيه البعض على استحياء اصابع الاتهام الى النظام السابق ووزير داخليته حبيب العادلي -الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 12 عاما بتهم غسيل الاموال والتربح واستغلال منصبه- وايضا جاءت الثورة المصرية بعد مقتل الشاب السلفي سيد بلال الذي اتهمه النظام السابق بتدبير حادث كنيسة القديسين وتم اعتقاله وتعذيبه حتى الموت. وبعد مرور ايام من هذه الاحداث المتتالية اطلق بعض الشباب صفحات على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" تدعو للتظاهر يوم عيد الشرطة الموافق يوم الثلاثاء 25 يناير، تنديدا بقمع الشرطة، وما لبث ان جاء يوم الثلاثاء المنتظر وحدث ما لم يكن يتوقعه النظام السابق او الشعب المصري نفسه وهو نزول الآلاف الى الشوارع للتظاهر ضد اساليب العادلي، ووقعت يومها اشتباكات لم ترق الى معارك مثلما حدث يوم جمعة الغضب في الثامن والعشرين من نفس الشهر.