قضت محكمة النقض بقبول الطعن المقدم من المتهمين فى القضية الشهيرة إعلاميأً ب"مذبحة بورسعيد"، والصادر ضدهم أحكام تتراوح ما بين الإعدام والسجن المؤبد والسجن 15 سنة والحبس عامًاواحدًا وقررت إعادة محاكمتهم أمام دائرة جنايات أخرى. كما قضت المحكمة بعدم جواز الطعن المقدم من9 متهمين أخرين وهم: إبراهيم العربى سليمان، ناصر سيد أحمد، محمد حسن عبد الحميد، محمد السيد حسن، عبد الرحمن محمد أبو زيد، ومحمد حسين محمود على، أحمد رضا محمد أحمد، أحمد سيد عبد الرحمن. وقبلت المحكمة الطعن المقدم من النيابة العامة على براءة 28 متهمًا آخرين فى القضية. انطلقت الصراخات والعويل فى ساحة المحكمة عقب النطق بالحكم حتى وصلت إلى حالات انهياروإغماءات من قبل أسر الضحايا، ورفعت الأمهات صور أبنائهم مرددين " حسبى الله ونعم الوكيل.. دم عيالنا راح هدر". صدر الحكم برئاسة المستشار أنور الجابرى وعضوية المستشارين احمد عبد القوى وحامد عبد اللطيف ونافع فرغلى ونجاح موسى ومصطفى الصادق ومحمد طاهر وبسكرتارية عادل عبد المقصود وهانى أحمد . حضر العشرات من أولتراس أهلاوى أمام دار القضاء العالى للتضامن مع أهالى الضحايا، الذين دخلوا قاعة المحكمة، مرتدين زيًا أسود رافعين صور أبنائهم فى انتظار صدور الحكم فى حالة من التوتر والقلق، وتعالى بكاء بعض الأمهات على أبنائهم مرددين هتافات بأصوات عالية تطالب بالقصاص لأبنائهم، مرددين"حسبنا الله ونعم الوكيل. إحنا مذبحوين" بينما انتشر جنود الأمن المركزى أمام بوابتى النقض والاستئناف تحسبا لأى أعمال شغب بعد صدور القرار. وشهدت الجلسة حضور مكثف من أهالى الشهداء و الصحفيين والإعلاميين. وكانت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد وعضوية المستشارين طارق جاد المتولى ومحمد عبد الكريم عبد الرحمن بحضور، قد أصدرت حكماً عاقبت فيه 21 متهمًا بالإعدام شنقاً وبالسجن المؤبد 25 عامًا ل 5 متهمين، والسجن 15عامًا ل10 آخرين والسجن 10 سنوات ل 6 متهمين، و5 سنوات لمتهمين اثنين، وسنة مع الشغل لمتهم، لاتهامهم بقتل 72 من مشجعى النادى الأهلى «أولتراس» أثناء مباراة كرة قدم بين النادى المصرى والنادى الأهلى باستاد بورسعيد فى أول فبراير 2012، وأسند أمر الإحالة إلى المتهمين مجموعة من الاتهامات بارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه، بأن قام المتهمون بتبييت النية وعقد العزم على قتل بعض جمهور فريق النادى الأهلى'' الأولتراس'' انتقاما منهم لخلافات سابقة واستعراضا للقوة أمامهم وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة وقطع من الحجارة وأدوات أخرى مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم فى ستاد بورسعيد الذى أيقنوا سلفا قدومهم إليه. وأشارت تحقيقات النيابة العامة إلى أن المتهمين إثر إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، هجموا على المجنى عليهم فى المدرج المخصص لهم بالاستاد، وما أن ظفروا بهم حتى انهالوا على بعضهم ضربا بالأسلحة والحجارة والأدوات المشار إليها، وإلقاء بعضهم من أعلى المدرج، وحشرا فى السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم قاصدين من ذلك قتلهم. وأوضحت النيابة أن المتهمين وآخرين مجهولين قاموا بسرقة الأشياء المبينة وصفا وقيمة بالتحقيقات (مبالغ نقدية- أجهزة تليفونات محمولة- زى رابطة أولتراس الأهلى وأشياء أخرى) والمملوكة للمجنى عليهم، كما خربوا وآخرون عمدا أملاكا عامة (أبواب وأسوار ومقاعد مدرجات استاد بورسعيد وغيرها) والمملوكة لمحافظة بورسعيد، وكان ذلك بقصد إحداث الرعب بين الناس على النحو المبين بالتحقيقات. أحراز المتهمون وآخرون مجهولون أسلحة بيضاء ''سيوف ومطاوى قرن الغزال وسواطير وسكاكين وجنازير وسنج وروادع شخصية'' وأدوات أخرى مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص بغير ترخيص أو مسوغ قانونى أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية، وذلك بقصد استعمالها فى نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وفى ارتكاب الجرائم السالف بيانها.