فوجئ الرأي العام اليوم بإعلان الدكتور علي الغتيت كبير مستشاري الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء باستقالته اليوم دون الإفصاح من المجلس العسكري أو حكومة عصام شرف عن سبب الاستقالة. وكان الغتيت قد ظهر منذ أيام علي فضائية دريم فى حوار مطول مع الاعلامية مني الشاذلي، وأثارت ردود الغتيت حول القضايا الخلافية علي الساحة السياسية حاليا كثيرا من التساؤلات حول عمل المستشارين للحكومة، وهل تؤثر آراؤهم فى مسار قرارات الحكومة من عدمها. ووصف الغتيت نفسه بأنه مجرد "ظهورات" فى مجلس الوزراء ورأيه استشاري فقط بعد سؤال حول طبيعة عمله فى الوزارة، وانتقد الغتيت بتصريحات نارية تكشف وجود خلاف حقيقي بين هيئة مستشاري عصام شرف الذي يترأسها الغتيت وبين الحكومة وقراراتها. خاصة عندما صرح الغتيت بأرائه حول الجدل المحتدم الحالي بين الدستور اولا ام الانتخابات البرلمانية. ورأي كبير مستشاري شرف أن مسألة اعداد البرلمان القادم لدستور مصر بالمسألة الخطيرة، مقترحا بأن تعمل مصر علي محاكاة النموذج الأمريكي في السبعينات وبالتحديد عام 1976 عندما جري خلاف حول الولاياتالامريكية وتبعيتها الي الدولة هل ستكون مستقلة أم تخضع لحكم مركزي، وقال الغتيت: إنه قبل إعلان الموقف النهائي تشكل لجنة من مجموعة خبراء دون تحديد لجنة تأسيسية وقاموا بالتوصل الي حل مناسب لشكل علاقة الولايات بالدولة. ورأي بذلك ان أمر تكوين لجنة تأسيسية بلا أهمية. وبالتالي تصريح الغتيت بأن مصر لا تحتاج الي لجنة تأسيسية ينافي مانص عليه الاعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري عقب الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، ونص علي تشكيل لجنة تأسيسية يختارها مجلس الشعب، تعمل علي وضع الدستور الجديد، وهذا الأمر يضرب بوضع حكومة شرف والمجلس العسكري عرض الحائط ولذا لماذا التباين فى الآراء. الامر الثاني انتقد الغتيت الاتهامات التي وجهها التيار الديني لدعاة الدستور اولآ بأنهم شياطين الانس،مستندين علي قوة الاستفتاء وانهم يرونه بأنه اعطي الشرعية الدستورية والقانونية لهم فى إجراء الانتخابات اولا، وانتقد د.علي الغتيت أساليب الترهيب التي يتبعها أصحاب الرأي مؤكدا ان نتائج الاستفتاء علي التعديلات الدستورية لم يضف القدسية علي توقيت انتخاب البرلمان والرئيس، فضلا عن الاستفتاء كان علي مواد ميتة سياسيا . واعتبر كبير مستشاري شرف أننا فى مرحلة "طفولة ديمقراطية" تحتاج إلى اتساع الصدر للحوار، وعدم ممارسة الاستبداد، موضحا أننا فى مرحلة التجارب القائمة والمقبولة. واقترح الغتيت وجهة نظره بإجراء استفتاء جديد علي الشعب لمعرفة رأيه فى إجراء الدستور اولا ام الانتخابات البرلمانية اولا، واقتراح الغتيت يعكس الاراء المعلنة من حكومة شرف حتي الان متمثلة في الدكتور يحيي الجمل والمهندس عصام شرف اللذين أعلنا رأيهما باحترام شرعية الشعب فى إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها والانتظار لتكوين جمعية تأسيسية منتخبة من البرلمان الجديد لوضع دستور جديد للبلاد. "شاهد حلقة د.علي الغتيت مع العاشرة مساءا"