ضربت البحيرة أروع الأمثلة فى الوطنية بعد أن شهدت قرى ومدن المحافظة زحامًا شديدًا من الناخبين أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على الدستور وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الجيش والشرطة الذين تواجدوا بكثافة أمام اللجان والشوارع المحيطة بها. وقامت القوى الثورية بتوفير سيارات لنقل الناخبين من محال سكنهم إلى اللجان الانتخابية وقام المئات من الشباب بتسهيل عملية الاقتراع من خلال مساعدة الناخبين فى الحصول على أرقام لجانهم الانتخابية من أجهزة الحاسب الآلى المتواجدة فى الشوارع المحيطة باللجان. وقام العديد من أصحاب المحلات بتعليق الأعلام على واجهات المحلات والاستعانة بسماعات مكبرات الصوت لإشعال الحماس بين صفوف الناخبين من خلال تشغيلهم أغنية «تسليم الأيادى» تعبيرًا منهم عن سعادتهم بالاستفتاء وتشجيع الناخبين على التوجه إلى لجان الاستفتاء. واشتكى المئات من الناخبين فى مختلف لجان المحافظة من عدم توافر الكشوف الانتخابية داخل مقار اللجان والتى تساعدهم على معرفة بياناتهم. وقامت سيارات الشرطة والجيش بالمرور المكثف فى الشوارع والميادين لبث الطمأنينة فى نفوس الأهالى وضبط أى عناصر تحاول إثارة الشغب. وكان اللافت للنظر تواجد كبار السن وأصحاب المعاشات أمام اللجان الانتخابية عقب صلاة الفجر رغم البرودة الشديدة فى إصرار وتحد للإدلاء بأصواتهم وسط عرس ديمقراطى. وفى إيتاى البارود شهدت المقار الانتخابية زحامًا شديدًا من المزارعين الذين وقفوا فى طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على الدستور، مؤكدين انتهاء عصر الرشاوى الانتخابية من السكر والزيت والجنة والنار واستغلال الدين لتحقيق مصالح خاصة. وفى كفر الدوار حرص عمال الشركات الصناعية على التوجه إلى لجان الاستفتاء للإدلاء بأصواتهم قبل توجههم إلى ورديات فترة الظهيرة. وفى أبوالمطامير وأبوحمص شهدت اللجان طوابير طويلة بعد أن اتفق كبار العائلات على ضرورة الحشد والتصويت ب«نعم» لعبور الفترة الانتقالية والتقدم نحو المستقبل المشرق. وفى الدلنجات تأخر فتح لجان كوم زمران رقم 90،91، لمدة ساعة لعدم وجود أقفال الأمان بالصناديق، وقام ضباط الجيش بحل المشكلة وتم البدء فى فتح اللجنة وسط تواجد مكثف وفى ادكو ورشيد شهدت اللجان زحامًا شديدًا، حيث قام الناخبون باصطحاب أطفالهم إلى اللجان وسط فرحة من الجميع بتنفيذ أول خطوة من خارطة المستقبل.