رأى الكاتب الأمريكى الشهير "توماس فريدمان" أن الاضطرابات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط ليست بسبب غياب الدور الفاعل للولايات المتحدةالأمريكية بالمنطقة كما يزعم البعض، ولكنها بسبب غياب التعددية عن المنطقة التى تحتوى على أطياف وأعراق عديدة مثل السُنة والشيعة والأكراد والدروز والمسيحيين والتى ظلّت لعقود طويلة محكومة بقبضة حديدية. واستطرد "فريدمان" فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قائلًا: "إن هذه القبضة الحديدية قد تلاشت الآن قبل تتبنى منطقة الشرق الأوسط منهج التعددية الذى يؤهل الناس للعيش سويًا كمواطنين متساوين فى الحقوق الواجبات". وأكد "فريدمان"، فى سياق مقاله، إن العناوين التى تأتى من العالم العربى تتطور من سىء إلى أسوأ يوميًا، مشيرًا إلى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" التى تحارب مع سبعة فصائل مختلفة من أجل السيطرة على حلب بسوريا، بالإضافة إلى تفجير السفارة الإيرانية فى بيروت، واغتيال السياسى اللبنانى "محمد شطح" بعد انتقاده لحزب الله اللبنانى، والتفجيرات التى تحدث فى مصر، والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة التى تسيطر على مدينة الفالوجه العراقية. واعتبر "فريدمان" أن التعددية هى أكثر ما تحتاج إليه الصحوة العربية كى تحظى بمستقبل. ولفت "فريدمان" إلى تحليل السياسى الاردنى "مروان المعشر" فى كتابه "الصحوة العربية الثانية والصراع من أجل التعددية" والذى قال فيه أنه لن تنجح أى من الانتفاضات العربية، وأن الرئيس باراك أوباما كان بامكانه فعل المزيد لمنع زعماء العراق، ومصر والسعودية وإيران وسوريا من التمادى فى تطرفهم، ولكن – فى نهاية المطاف – يقول "المعشر" هذه هى معركة العرب من أجل مستقبلهم السياسى.