زياد وزين، شقيقان من أب واحد وأم واحدة، ولكن شاءت الأقدار أن ينفصل الوالدان عن بعضهما البعض، وعاشا فى حضانة والدهما، بعد ان تزوجت طليقته من شخص أخر. بدأت معاناة الشقيقين بعد ذهاب "الوالد" للجهاد فى "رابعة" وتركهما يجاهدان الحياة بمفردهما، حتى انقطعت أخباره منذ انضمامه لاعتصام المحظورة، لينتقل زياد صاحب ال 4 سنوات وشقيقه " زين " 3 سنوات، لميدان أخر، يمكن أن نطلق عليه "ميدان التعذيب" بانتقالهما للمعيشة مع "جدتهما" وعمهما غير الشقيق. وبدلًا من أن يشعر الطفلان بالحنان والدفء ، فى تلك الأيام الباردة، وجدا نفسيهما فى "سجن" صغير مع الشغل والنفاذ، بعد أن استخدمتهما الجدة والعم ك"خدم" لهما، يحضران لهما الطلبات، ويقومان بأعمال النظافة و شراء كل مستلزمات. ورغم الطاعة العمياء، وكل هذه الخدمات إلا أن الجدة تنهرهما ليل نهار، والعم لا يكتفى ب "الشخط" بل كان يقوم بضربهما ضربًا مبرحًا، بجانب اطفاء "السجائر" فى أجسادهما وايديها، وحرقهما ب "اعقاب" السجائر. سيجارة العم كانت أجساد ابناء شقيقه "الغائب" بمثابة "طفاية" له، ولجبروته الذى لم يرحم يومًا ما خلال 6 شهور توسلات وبكاء "زياد وزين" ولم يتدخل لإنقاذهما سوى أهالى المنطقة الذين كثيرًا ما نصحوا الجدة والعم بالرأفة بحال الطفلين. وبعد أن يئس الجيران وأهالى منطقة "السعرانية"، من تغيير سلوكهما، قرروا التدخل وانقاذ الطفلين من الضياع. وبالفعل اجتمع أهالى المنطقة وقاموا بالذهاب إلى منزل الجدة والعم، وقاموا بتحرير الطفلين من العذاب المهين، حتى فوجئ الرائد محمد حمادى رئيس مباحث كفر الدوار، وقصوا له مأساة "زين طارق سمير وشقيقه زياد". وبالعرض على العقيد محمد عمار رئيس الفرع أمر بتحرير محضر بالانتهاكات الإجرامية التى ارتكبت فى حق هؤلاء الملائكة الصغار، وإحالة الموضوع للنيابة العامة برئاسة المستشار حازم الكحيلى الذى قرر عرض "الطفلين" علي المستشفي لتلقي العلاج اللازم وتوقيع الكشف الطبي عليهما وضبط وإحضار المتهمين. وبالفعل تمكنت المباحث من ضبط المتهم عم الأطفال ويدعى " م أ ع " عاطل. تحرر عن تللك الواقعة المحضر رقم12796 لسنة 2013 جنح القسم.
