الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي يقول عن نفسه إنه ليس إخوانياً أو إنه منشق عن «الجماعة» التي كان كادراً بها في يوم من الأيام.. فكل الأوصاف التي يطلقها علي نفسه في هذا الصدد وكل المفردات التي ينعت نفسه بها، باتت لا تنطلي علي أحد، وكل المزاعم التي يتخفي حول جنباتها لم يعد أحد يصدقها.. فهذه هي سياسة «الجماعة»، وهذه هي تصرفاتهم، ومهما فعل أبو الفتوح «لا يمكن أبداً أن يخلع عباءة الإخوان عن نفسه، فهو يظهر بشكلين متناقضين الأول أنه منشق عن الإخوان، والثاني عضو بارز بالجماعة»!.. ومن أين أتينا بهذا الكلام، جئنا به من تصرفات «أبوالفتوح»، فهو يتحدث بلغتهم ويفعل أفعالهم.. وهذا ما انكشف مؤخراً، فالتنظيم الدولي الذي رشح «أبوالفتوح» ليكون مرشداً للجماعة في مصر، وتصدر هذا الخبر وسائل الإعلام الغربية والأمريكية يحاول نفيه بكل السبل والطرق، وعندما نشرت «الوفد» هذا الخبر خلال الأيام الماضية، خرج «أبوالفتوح» ليصب جام غضبه علي جريدة «الوفد» في حواره مع الإعلامي القدير عماد أديب متنصلاً مما قاله التنظيم الدولي، ومما واجهه به أديب. ولم يجد الرجل غضاضة في القول إنه يتهم صحيفة «الوفد» بالكذب وتطاول عليها.. سر هذا التطاول أن «الوفد» كشفت أبوالفتوح علي حقيقته أمام الرأي العام، وأنه اخواني من الرأس إلي القدمين، وأنه يمارس خداع «الجماعة» التي مازالت تصر علي أن المصريين أغبياء أو أنهم لم يبلغوا الفطام السياسي، هذا التصور في حد ذاته الذي يردده» أبوالفتوح» هو منهج الجماعة الاستبدادي الفاشي، بالإضافة إلي أنه من الذين لديهم إصرار علي أن ثورة 30 يونية التي قام بها المصريون هي انقلاب، وأن جموع المصريين الغفيرة التي خرجت في كل ميادين وشوارع مصر لم يرها أبوالفتوح وجماعته. التنظيم الدولي عندما يرشح هذه الشخصية لتولي منصب المرشد العام للجماعة، إنما يعني ذلك أن أبوالفتوح إخواني قح، وأن التنظيم نفسه هو الذي فضح أمره، وليس جريدة «الوفد» التي تطاول عليها، وهذه هي سياسة «الجماعة» تتطاول أو تشكك وتنشر الإرهاب علي كل من يعارضها أو يكشف حقيقتها ومصائبها.. ولو أن «أبو الفتوح» فعلاً قد انشق عن الجماعة ما دعا أنصاره أو اتباعه للتصويت ب لا» في الاستفتاء.. أليس هذا فكر «الجماعة».. ألا يخجل «أبوالفتوح» من هذا التصرف، ولولا الجيش الذي حمى إرادة المصريين في ثورة 30 يونية، لفعل الإخوان الكثير من المهازل والحماقات، وكل الهجوم الذي يمارسه أبوالفتوح علي الجيش هو فكر الجماعة، فهي لا تريد الدولة المصرية، وتسعي بكل السبل إلي تقويضها وانهيار مؤسساتها. تطاول «أبوالفتوح» علي «الوفد» لأنه ظهر علي حقيقته عندما كشفت الصحيفة كل ألاعيب «الجماعة» وتصرفاتها، و»الوفد» اتخذت من الوطنية المصرية هدفا لها وطريقا تسير علي منهاجه، وحزب الوفد سيظل أبد الدهر هو بيت الوطنية المصرية، أبي أو شاء أبو الفتوح.. أما الشعارات الزائفة أو المواقف الخداعية التي يرددها «أبو الفتوح» فقد باتت لا تنطلي علي أحد من المصريين جميعاً، والوفد حزباً وصحيفة في صف المواطن المصري والوطن قبله، ولن يستطيع «أبوالفتوح» أو غيره ممن يحملون أجندات خاصة أن يزحزح الحزب أو الصحيفة عن المواقف الوطنية والوقوف إلي جوار المصريين في كل مواقفهم الخالدة.. هجموم «أبوالفتوح» علي «الوفد» ليلة أمس الأول علي فضائية «C.B.C» هو وسام علي صدر الوفد وصحيفته، يعتز به كل الوفديين،، فما يخرج عن «الجماعة» التي ينتمي إليها «أبوالفتوح» هو تأكيد ووسام لوطنية الوفد التي يتمتع بها طوال تاريخه العريق.. وسحقاً للجماعة وأتباعها وأنصارها ومؤيديها الذين يريدون زعزعة استقرار الأمة و تعطيل مسيرة الثورة.