أبوها: الإمام الحسين بن على بن أبى طالب أمها: السيدة الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس الكلبى. وكان أميراً نصرانياً ودخل الإسلام فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقد خطبها الإمام على بن أبى طالب لمولانا الإمام الحسين وهو فى الثامنة عشرة من عمره وتم الزواج بعد أن رجع من كتائب الفتح إلى إفريقيا منصوراً فوضعت له السيدة الرباب ولدها عبدالله الذى استشهد مع أبيه فى كربلاء ثم السيدة سكينة واسمها الأصلى السيدة آمنة، لكن أمها السيدة الرباب أطلقت عليها سكينة، لأنها كانت تشيع جواً من المرح حولها وكانت تسكن القلوب إليها وقد ولدت السيدة سكينة عام 47ه أى بعد استشهاد جدها الإمام على بن أبى طالب بسبع سنوات وكان أبوها الإمام الحسين يسكن الى مرحها والذى عوتب من أخيه الإمام الحسن فى اهتمامه المفرط بالسيدة سكينة وإسرافه من الأنس لها والى أمها السيدة الرباب. وهى فى الثالثة من عمرها مات عمها الإمام الحسن مسموماً على يد زوجته ابنة الاشعث طمعاً فى الزواج من يزيد بن معاوية. إخوتها: كان عبد الله بن الحسين شقيقها من أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدى وأخوها لوالدها على الأكبر وأمه ليلى بنت أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفى. وكان هناك أيضاً على الأصغر وهو زين العابدين مع أمه سلافة بنت يزدجر دآخر ملوك الفرس «فارس» وكان أكبر من أخته سكينة بنحو عشر سنوات إذ ولد عام 38ه فأدرك مقتل جده الإمام على بن أبى طالب وإنما سمى علياً الأصغر تمييزاً له عن أخيه على الأكبر وأمه ليلى بنت مرة بنت عروة بن مسعود الثقفى الصحابى الجليل، وأخ رابع للسيدة سكينة هو جعفر بن الحسين وأمه من قبيلة بكى، ثم كانت هناك أخته لأبيه فاطمة بنت الحسين، وقد قيل إنها كانت منقطعة النظير فى الجمال لكنها لم تكن مرحة كأختها سكينة، وكانت السيدة سكينة بالإضافة الى مرضها وبصفتها حاملة للإرث النبوى، أثر ذلك فى نشأتها فى رحاب البيت المحمدى من تعبد يصل الى درجة الاستغراق مع الله، فلا تكاد تخلو الى نفسها حتى تقبل على العبادة فى خشوع واستغراق. وأما عن زواجها فقد تزوجت مصعب بن الزبير وولدت له الرباب. وقد قتل عنها زوجها فى معركته ضد عبدالملك. وحين وفد اليها المعزون من أهل الكوفة يسألونها الصبر الجميل حتى اذا فرغوا من الكلام كله: أدارت فيهم عينيها وقد جف دمعها وقالت: الله يعلم أى أبغضكم «أكرهكم» قتلتم جدى علياً.. وقتلتم أبى الحسين.. وقتلتم زوجى مصعباً، فبأى وجه تلقوننى؟ يتمتمونى صغيرة.. وأرملتمونى كبيرة. ثم تزوجت عبدالله بن عثمان بن عبدالله بن حزام وأنجبت له قرينا وحكيم وربيحة. وقد عاشت رضى الله عنها عابدة قانتة حافظة لكتاب الله وسنة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وأحاديثه الشريفة الى أن انتقلت الى الرفيق الأعلى من يوم الثلاثاء من شهر ربيع الأول عام 117ه عن عمر يناهز السبعين عاماً. رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.