واصل أمس قيادات الإخوان تطاولهم على القضاء ورئيس محكمة جنايات الجيزة التى تنظر أولى جلسات محاكمة 15متهما، من قيادات الإخوان على رأسهم محمد بديع، مرشد الإخوان، وذلك فى أحداث اشتباكات الجيزة، والتى تسببت فى قتل 6 أشخاص والشروع فى قتل 101 عمدا مع سبق الإصرار والترصد. وظل المتهمون يرددون هتافات معادية للقضاء والقوات المسلحة رافعين شارة رابعة، وطلب منهم القاضى الكف عن ذلك حتى يتمكن من سير الجلسة لكنهم رفضوا. عقَدت الجلسة بمعهد أمناء الشرطة بطرة البلد برئاسة محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمود سامى كامل وعضوية المستشارين محمد منصور حلاوة ومحمود محمد عبد الحميد سليمان. فى بداية الجلسة دخلت هيئة المحكمة وقال القاضى "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "ولكن لم يرد قيادات جماعة الإخوان تحية الإسلام وأخذوا يرددون "يسقط يسقط حكم العسكر "يسقط يسقط كل كلاب العسكر "، فتوجه القاضي إلى "بديع" قائلا :"لماذا لم ترد علي يا دكتور" فرد بديع قائلا "هو انتى نادتني " فأجاب القاضي "انا حييتك بتحية الإسلام وانتى مردتش" فرد بديع "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ". فى حين ظل باقى المتهمين فى ترديد هتافاتهم. وتوجه "البلتاجي" بالحديث للقاضى قائلا : "إنت قاعد فى مكان المرض، وإنت ومنظومة القضاء لا تجرؤون على توجيه الاتهام للقتلة الحقيقيين المصريين، ماحدش فيكم قادر على طلب سماع أقوال المتهمين الحقيقيين في قتل المصريين" ، فرد القاضي: "اسمعنى اسمعنى.. هو المفروض إن المحكمة تاخد كلامك وتتحقق منه؟"، ولكن البلتاجي هتف قائلا: "قرار الإحالة باطل ووجودكم في هذا المكان أكبر إهانة في حق القضاء المصري وأربأ بكم أن تستمروا فيها". وتدخل "بديع" فى الحوار مع القاضي قائلا: "إحنا بندي فرصة للمحكمة تراجع نفسها في المبدأ أولا"، بينما رد القاضي: "نعرف المبدأ فنحن هنا على المنصة منذ سنة 60". وطلبت المحكمة من ممثل النيابة تلاوة قرار الإحالة ولكن المتهمين ظلوا يرددون "أمر إحالة باطل.. نائب عام باطل"، وهتف البلتاجي "اطلع بره نائب عام باطل". واستمرت النيابة فى استكمال أسماء المتهمين وهم يرددون "باطل"، فتدخل المستشار قائلا: "أعطوا فرصة للنيابة"، إلا أن محمد البلتاجي وجه كلامه للنيابة قائلا "إديني 3 دقائق أقول إن أمر الإحالة باطل"، والمستشار رد: "حاضر يا دكتور هانسمعه وبعدين نسمعك"، فرد البلتاجي: "لن نسمع باطل". واستكمل ممثل النيابة قرار الإحالة قائلا : "إن المتهمين من الأول حتى الثامن وهم: "محمد بديع ومحمد البلتاجى وعصام العريان وعاصم عبد الماجد وصفوت حجازى وعزت صبرى وأنور على، والحسينى عنتر، "أنهم فى يوم 15 يوليو الماضى، بدائرة قسم الجيزة دبروا تجمهرا مؤلفا من أكثر من خمسة أشخاص من شأنه، أن يجعل السلم العام فى خطر وكان الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، واستخدموا فى أداء أعمالهم القوة والعنف، واتحدت إرادتهم على ارتكابها ووقعت الجرائم محل الاتهامات. وأضافت الحيثيات أن المتهمين ألفوا عصابة هاجمت طائفة من سكان المنطقة المحيطة بميدان الجيزة والشوارع المحيطة والبحر الأعظم، وقاومت بالسلاح رجال السلطة العامة فى تنفيذ الغرض المقصود من التجمهر. وأوضحت الحيثيات أن المتهمين من التاسع وحتى الخامس عشر وهم "هشام إبراهيم وجمال فتحى، وأحمد ضاحى، وعزب مصطفى، وباسم عودة، وأبو الدهب حسن ومحمد طلحة، استعرضوا وآخرين مجهولين القوة، ولوحوا بالعنف بأن تجمع المتهمون وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والموالين لهم فى مسيرات عدة متوجهين إلى أماكن سكن المجنى عليهم، ومقر أعمالهم بمحيط ميدان الجيزة. وقد اقترنت الجريمة السابقة بجناية قتل عمد وذلك لأنهم قتلوا 6 أشخاص بينهم طفل عمدا، مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية على قتل كل من يتصادف وجوده بمحيط الميدان، كما شرع المتهمون بقتل 101 شخص، أصيبوا أثناء الأحداث، كما أتلفوا عمدا أموالا، وممتلكات خاصة وعامة، وحازوا أسلحة نارية وبيضاء بدون ترخيص. وذكر أمر الإحالة أن المتهمين من الثالث عشر، حتى الخامس عشر، وهم باسم عودة، وأبو الدهب حسن، ومحمد طلحة، تولوا زعامة عصابة هاجمت السكان وقاومت رجال السلطة، وجاء فى أدلة الثبوت 19 شاهدا، وتقارير الطب الشرعى والمعمل الجنائى التى أدانت المتهمين بارتكابهم تلك الوقائع. وتوجه بديع للقاضى قائلاً :"هذه الجلسة مسجلة عليك في الملأ الأعلي ، وهذا المجلس العسكرى الذي استولي علي السلطة أنت بنفسك شاهدت كيف قتل الشعب المصري كأنهم قمامة ولا يوجد تحقيقات للنيابة العامة، ولكن الله شاهد عليها ، أنا متهم في 24 قضية قتل ومن أول يوم تحقيقات أحاول ان أقول للنيابة العامة إننى مجنى علي ولكنهم لا يستمعون، مشيرا الى ان مصر تعيش حالة من الإرهاب والتخريب ومحاولة قلب الحقائق بعد أن سحروا أعين الناس بوسائل الإعلام المأجورة الآن والتى طالما وقفت الجماعة بجانبهم وظللنا نخدمهم. وتسائل بديع "حرقت مقرات جماعة الإخوان المسلمين وقتل ابنه ولم يسمع صوتا للنيابة العامة بأن أمرت بفتح التحقيقات، والطريقة المهينة التى حدثت معي أثناء قيام قوات الداخلية بالقبض علي. وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والعضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين: "اسمعني يا سيادة القاضي فهذا الموقف قلب كل الأوضاع ،هناك إنقلاب عسكري ضد شرعية الشعب ،وأن حكام الإنقلاب العسكرى يريدون توريط القضاء المصري لإظهار الشرعية علي الانقلاب". وقال البلتاجي: "اللي حقق معايا خصم لي، أنا عندي 1036 قاضيا ووكيل نيابة وهم خصوم شخصيين وليسوا قانويين فقط، وإنت قاعد دلوقتي بناء على قرار إحالة باطل، واقرأ اسماء وكلاء النيابة لكي تعرف أننا في غابة وفي مهزلة وليس محكمة". وطلبت هيئة الدفاع برئاسة محمد الدماطي من المحكمة السماح بمقابلة المتهمين، فرد المستشار: "سنبدأ الإجراءات أولا"، إلا أن البلتاجي هتف "قرار إحالة باطل ونحملك المسئولية أمام التاريخ"، فقاطعه القاضي: "اسمعني"، فقال: "البلتاجي اسمعني إنت"، فرضخ القاضي وقال "طيب". وعقب رفع الجلسة أدى المتهمون صلاة الظهر بصحبة محاميهم بإحدى الغرف المخصصة للدفاع بمقر معهد أمناء الشرطة، وسمح القاضي لأقارب قيادات الجماعة بلقائهم. حضرالجلسة كل من "حنان توفيق ثابت" زوجة باسم عودة و"سنية مصطفي حسن المصري" زوجة محمد البلتاجي وبرفقتها عمار محمد البلتاجي وانس محمد البلتاجي و"ابراهيم عصام العريان" نجل عصام العريان و"إيناس محمد السقا" زوجة صفوت حجازى و"فايزة ومريم و جويرية" ابناء صفوت حجازى.