المتابع للأحداث فى شمال سيناء ربما لا يعرف الخريطة جيدا، وقد يهمه أن نضع صوب أعينه المساحات الجغرافية لكى تكتمل الصورة بشكل أفضل، ولكى يكون على يقين من أن القيادات المسئولة عن العمليات فى شمال سيناء قد فشلت فى التعامل مع الإرهابيين المجرمين الكفرة هناك، وأنه حان وقت رحيل هذه القيادات واستبدالها بقيادات أخرى قادرة على التفكير والتخطيط بشكل جيد، ونظن ان عملية تغيير القيادات فى شمال سيناء لا نقصد بها قيادات القوات المسلحة فقط، بل أيضا جميع القيادات المشاركة فى العمليات، مثل قيادات المخابرات الحربية، وقيادات الأمن الوطني، وقيادات المباحث، وقيادات التحريات، من الآخر جميع القيادات المسئولة هناك. الذي لا يعرفه البعض أو الكثير منا أن مسرح الأحداث في شمال سيناء تبلغ مساحته الطولية 50 كيلو متراً، ومساحته العرضية 15 كيلو متراً، فالمسافة بين العريش ورفح طوليا 50 كيلو متراً، وتشمل ثلاث مناطق أو مراكز وهى حسب الترتيب التالي: رفح، والشيخ زويد، والعريش، جميع هذه المراكز تقع على ساحل البحر المتوسط من جهة الشمال، ومن جهة الجنوب يحدها مركز الحسنة، والمسافة ما بين البحر المتوسط وهو الحد الشمالي لمسرح الأحداث، وبين الحسنة الحد الجنوبى حوالي 15 كيلو متراً فقط، وبضرب المسافة الطولية فى مسافة العرض، يتضح لنا أن مسرح الأحداث حوالى 750 كيلو متراً فقط. داخل هذه المساحة كما سبق ووضحنا تقع ثلاثة مراكز هى: العريش ثم الشيخ زويد، ثم رفح، وهذه المراكز يشمل كل منها العديد من القرى والأحياء، مركز رفح يضم 11 قرية هى: «أبوشنار- المطلة- الحسينات- الخرافين- الوفاق- الطايرة- المهدية- نجع شبانة- جوز أبورعد- الكيلو21- البرث»، يسكن مركز رفح وقراه حوالي 72 ألفاً و369 نسمة حسب تعداد سنة 2012، وأهم المعالم فى رفح: شاطىء رفح منفذ رفح البري- قرية ابوشنار- حقول البرتقال الشهيرة فى رفح- النصب التذكارى امام مجلس مدينة رفح- بوابة صلاح الدين- حد الأسلاك الشائكة الدولية بين مصر وفلسطين- مصنع الشركة الوطنية للصناعات الغذائية، قبل أن ننسى نذكر أن مساحة رفح من جهة الشمال والجنوب بطول 13كم تقريبا حوالى 633 ألف كم2، أى ما يعادل 150 ألف فدان تقريبا. بعد أن تترك رفح تدخل فى زمام أو حدود مركز الشيخ زويد، وهذا المركز يضم 14 قرية هي: أبو طويلة- الجورة- العكور- الزوارعة- الظهير- أبو العراج- الشلاق- المقاطعة- الخروبة- التومة- القريعة- قبر عمير- ابوالفيتة- السكادرة»، ويبلغ تعداد السكان فى المركز والقرى حسب تقديرات احصاء 2012 حوالى 55 ألفاً و39 نسمة. فى غرب مدينة الشيخ زويد يقع مركز ومدينة العريش، وتقدر المساحة بحوالى 762 كم2، وتبعد عن مدينة رفح 50 كم2 ، يحدها شمالاً البحر الأبيض المتوسط، وشرقاً الشيخ زويد ورفح، وغرباً بئر العبد وجنوباً مركز الحسنة ونخل، وتقسم المدينة لعدة أحياء هى: «المساعيد- ضاحية السلام- أبى صقل- الريسة- الفواخرية- الصفا- كرم أبو نجيلة- السلايمة- السمران- آل أيوب- عاطف السادات- وسط المدينة- العبور- الزهور»، كما يشمل المركز 4 قرى هى: الميدان- السكاسكة- الطويل- السبيل»، ويقدر عدد السكان عام 2011، حوالى 164 ألفاً و185 نسمة. خلاصة القول أن مسرح العمليات الإرهابية فى شمال سيناء يقع فى ثلاثة مراكز فقط بطول 50 كيلو متراً، وعرض 15 كيلو متراً، بمساحة تقدر بحوالى 750 كيلو متراً مربعاً، وتشمل هذه المراكز 29 قرية، بصياغة اخرى المساحة التى تقع بها العمليات الأرهابية تضم 3 مدن و29 قرية، وتقع على مسافة طولية 50 ك وعرضية 15ك. السؤال هل القوات والمعدات والآليات الموجودة فى سيناء غير كافية لمحاربة الإرهاب، الإجابة: لا، فالأسلحة والمعدات والقوات هناك تكفى لتدمير المدن الثلاث بقراها؟. السؤال الثانى: ما هو السبب فى وقوع ضحايا من جنودنا وضباطنا فى الجيش والشرطة؟، السؤال الثالث: لماذا تقع قواتنا فى نفس الأخطاء أكثر من مرة؟، السؤال الرابع: لماذا لم يعمل قيادات القوات المسلحة والشرطة فى الخمسين كيلو طولا، وال 15 ك عرضا، بتقسيم مسرح العمليات إلى مربعات أمنية كما اقترحنا من قبل، وأن يتم تجهيز كل مربع بالقوات والمعدات القادرة على مسحه امنيا وقتاليا فى دقائق معدودة؟. السؤال الخامس: لماذا تصر قيادات الجيش والشرطة على انزال أولادنا الجنود فى قوافل يسهل تصيدها؟، لماذا لا يتم تفويجهم فى الطائرات؟. السؤال الأخير: متى يتم تغيير قيادات القوات المسلحة والشرطة والمخابرات المسئولة عن محاربة الإرهاب فى الخمسين كيلو؟.