لماذا أصبح الحزن عليك هو المكتوب يابلدي، مين السبب في جريان أنهار الدموع في المآقي بدون توقف، علي الدماء التي تسيل بدون ذنب، الإرهاب، الإهمال، الفشل الحكومي، الثلاثة معاً، من هم أعداء الحياة الذين يشتهون موت الوطن؟ وسط احتفالنا بإحياء ذكرى شهداء محمد محمود الذين سالت دماؤهم الذكية لتروي شجرة النضال الوطني، فاجأنا الإرهاب الأسود باغتيال المقدم محمد مبروك مسئول متابعة ملف الاخوان بالأمن الوطني. شقت جسد الشهيد رصاصات القناصة الغادرة مع سبق الإصرار والترصد أمام منزله بمدينة نصر. وفي ذكري حادث قطار أسيوط الذي دهس أتوبيس تلاميذ معهد النور الأزهري عند عبوره مزلقان المندرة بمنفلوط وفرم أجساد عشرات التلاميذ الصغار الذين كانوا في طريقهم إلي المعهد لتلقي الدروس، وتناثرت قطع أجسادهم الصغيرة فوق القضبان، وتفرقت دماؤهم بين مرايلهم وكراساتهم وأحذيتهم الصغيرة. أقول في ذكري هذا الحادث المشئوم الذي راح ضحيته زهرات من شباب بلدي في أثناء هذه الذكري الأليمة وقع حادث خطير آخر علي مزلقان دهشور بالجيزة راح ضحيته العشرات من أبناء هذا البلد، بعد اصطدام قطار بضائع بسيارة نقل وميني باص يحمل ركاباً. تعددت حوادث القطارات والسبب واحد، المزلقان الملعون! آه وآه وألف آه من المزلقانات كم حرمت وفرقت أحباباً عن أحبابهم، نحن الذين صنعنا هذا المزلقان القاتل، وحولناه لغول ينهش زهرات شبابنا وأبائنا وأشقائنا. وللأسف مزلقان المندرة بأسيوط مازال كما هو لم تصل إليه يد التطوير، مازال في مكانه يحرق قلوب أمهات الضحايا ويخرج لسانه للمسئولين، ويقول: أنا القاتل، أنا الذي فرقت بين أكثر من 60 تلميذا وبين أحضان أمهاتهم، أنا الذي زرعت أشجار الصبار والعلقم في البيوت. رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي كتر خيره طالب بالتحقيق في الحادث وكما قال الإعلامي يوسف الحسيني، حكومة شرم برم، وبالمناسبة كان الإعلامي يوسف الحسيني قد خصص حلقة برنامجه الذي أذيع قبل ساعات من كارثة قطار دهشور عن مزلقان قطار أسيوط. وكشف الحسيني بالصور أن المزلقان القاتل مازال خارج نطاق المساءلة ولم تمتد إليه يد التطوير، كما لم تف محافظة أسيوط بتعهدها بإنشاء معهد ديني في قرية ضحايا القطار، لتخفيف عبء، انتقال التلاميذ الصغار إلي معهد النور البعيد عن القرية! مسئولون كاذبون!. أعلم أن الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل، يشعر مثلنا بعميق الأسي والحزن علي الضحايا، ولكن بالنسبة له الحزن وحده لا يكفي، الدميري سبق اقالته بعد كارثة قطار العياط في عهد مبارك، وإقالته أو استقالته حالياً لا تكفي خاصة بعد أن صرح منذ أسابيع قليلة بأن السكة الحديد متهالكة ولا تصلح لنقل البني آدمين وأي انفاق عليها إهدار للمال العام. الرجل قال كلمته واكتفي ولم يفعل شيئاً، وكأنه حل المشكلة!. وكتبت مقالا بعنوان البقاء لله، أنقل فيه إلي الرأي العام نعي الدكتور الدميري وفاة السكة الحديد. فماذا ينتظر الدميري بعد اعترافه بأن السكة الحديد بشكلها الحالي لا تصلح لنقل البشر، هل لنا أن نطالب بمحاكمة وزير النقل بتهمة تعريض حياة الناس للخطر والموت علي قضبان السكة الحديد، هل عرض وجهة نظره في مجلس الوزراء وماذا قال له الببلاوي إذا كان ذلك قد حدث. السكة الحديد حصدت أرواح آلاف المصريين وحولت الآلاف منهم إلي عجزة، وأصبحت مصدر خطر باستمرار، إلي متي يستمر الإهمال في حصد أرواح الأبرياء، هل يستقيل «الدميري» هل يقول هذه بضاعتكم ردت إليكم، وأنا لا أشارك في قتل البشر إذا لم تجدوا حلا، هل نطالب بمحاكمته، هل تبحث الحكومة عن كبش فداء؟ الببلاوي كان مشغولا بوضع حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونية، و لم يذهب إلي دهشور لتفقد كارثة القطار، ولم يتناول في كلمته أي إشارة عن شهداء الإهمال، وشهداء الفشل الحكومي، وسوف نسمع أن محافظ الجيزة زار موقع الكارثة وأمر بصرف تعويضات هزيلة للشهداء والمصابين، كم ثمن الشهيد حالياً،؟! يا دكتور جلال السعيد لقد كانت السعادة تطل من وجهك وأنت تساعد رئيس الوزراء في وضع حجر أساس النصب التذكاري، وتعلن عن فخرك بأنك جئت محافظا للقاهرة لقد كنت وزيرا للنقل، وساهمت في أزمة هذا المرفق. هل حجر أساس النصب التذكاري هو ثمن شهداء الثورة. وهل ال 5 آلاف جنيه ثمن شهيد القطار؟!. متي نفرح ياناس؟