ذكرت د. ايناس شلتوت رئيس المؤتمر السنوى السادس للجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم ان نتائج أحدث الاحصاءات الطبية تشير الي أن عدد مرضى السكر فى مصر سيصل خلال العام الحالى إلى نحو 5 ملايين مريض مقابل 4 ملايين و800 الف العام الماضى. وأوضحت شلتوت استاذ امراض السكر بطب قصر العينى ورئيس المؤتمر اليوم الاثنين ان اجمالى عدد المصابين بالسكر يبلغ نحو 344 مليون شخص حول العالم ، وأن خمس دول عربية جاءت ضمن اكثر عشر دول في العالم ينتشر فيها المرض . وأعلنت في المؤتمر الذي عقد بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوى السادس للجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم ان الجمعية العربية لدراسة امراض السكر توجه جهودها لمواجهة انتشار المرض الوبائى الذى يعتبر الان السبب الثانى للوفاة على مستوى العالم طبقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية. واوضحت انه من المعروف ان 50% من مرضى السكر لا يعرفون بمرضهم ويتم تشخيصهم فقط بالمصدفة او عند حدوث المضاعفات ومعظمها تحدث بسبب التأثير الضار على الاوعية الدموية سواء الدقيقة او الكبيرة ومنها المضاعفات على الجهاز الدورى والقلب ويكون مريض السكر معرضا اكثر من غيره للإصابة بضيق شرايين القلب والذبحة الصدرية وجلطات القلب وبالتالى قد يحدث هبوط بالقلب ، وقد تكون الوفاة بسبب الاصابة بأمراض شرايين القلب التى تحدث بسبب مضاعفات مرض السكر اكثر من الوفاة بسبب مرض السكر نفسه. ويعقد المؤتمر تحت رعاية جامعة الدول العربية خلال الفترة من 16 الى 18 يونيو الحالى بحضور اكثر من 3 الاف طبيب من اطباء السكر والغدد والامراض الباطنية وطب الاسرة والاطفال من مختلف الجامعات والمستشفيات المصرية والعربية والعالمية وبمشاركة اساتذة وعلماء من انجلترا وامريكا والمانيا. واشار رئيس شرف المؤتمر د. رأفت رشوان أستاذ أمراض السكر عن مرض متلازمة الايض والذي ينتشر بكثرة في مصر بسبب انتشار السمنة وبالذات سمنة منطقة البطن . ويناقش المؤتمر العلاقة الوثيقة بين مرض السكر والإصابة بالسرطان فهناك أدوية حديثة لعلاج السكر تؤخذ عن طريق الفم قد تكون لها علاقة بالإصابة بسرطان الغدد وبالذات سرطان الغدة الدرقية . وقال د. عمرو عبدالوهاب أستاذ أمراض السكر و نائب رئيس المؤتمر ان الإصابة بمرض السكر يؤدي إلى الإصابة المطردة بأمراض أخرى عديدة مثل اعتلال الأعصاب المؤلم الناجم عن السكر و ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم، وضعف الانتصاب. و أضاف ان مصر من اعلي الدول التي ينتشر بها مرض السكر فقد وصل الى 11% و معدل الإصابة سيزيد عام 2030 ليصل إلى 14% من إجمالي التعداد، ومن أهم الأسباب الرئيسية في ذلك هو زيادة معدلات الإصابة بالسمنة، وتعتبر مصر من أعلي البلدان من حيث انتشار زيادة الوزن والسمنة، حيث ان 70% من السيدات المصريات و50% من الرجال المصريين مصابون بزيادة في الوزن. واضاف:" الشعب المصري يتناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية علي شكل سكريات ونشويات ودهون ويتناول أيضا كميات قليلة من الألياف علي شكل خضروات وفواكه ولا يمارس الرياضة بانتظام... أما بالنسبة للشباب والأطفال فان المرض يهاجمهم إذ لم تخل الأسر المصرية من شباب أو أطفال مصابين بمرض السكر.. والمشكلة الأكبر أن نصف مرضى السكر في مصر لا يعلمون أنهم مصابون بالسكر أو يعلمون بذلك ويتجاهلون المرض، و بالتالي لا يتلقون العلاج مما يعرضهم للإصابة بالمضاعفات العديدة". ومن جانبه، قال د.عبدالخالق حامد أستاذ أمراض السكر: إن "هناك علاقة وثيقة بين مرض السكر و مرض الالتهاب الكبدي المزمن، و انتشار احدهما يؤدي بالضرورة إلى انتشار الآخر مما يؤدي إلى تأخر شفاء مرض الالتهاب الكبدي و تتدهور صحة المريض سريعاً، و هناك مرحلة تسبق الإصابة بمرض السكر وقد تحدث خلالها بعض المضاعفات على الأوعية الدموية وقد تظهر هذه المضاعفات قبل اكتشاف السكر ببضعة أعوام، ويصل انتشار مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر إلي 7.9 % من إجمالي تعداد العالم عام 2010 وستزداد النسبة لتصل إلي 8.4 % بحلول 2030".