قوة جهاز المخابرات المصرى لا تخفى على أحد وتاريخه المشرف جعله ضمن أفضل عشرة أجهزة فى العالم، وهو ما ظهر جلياً فى كشفه قضية تجسس الولاياتالمتحدةالأمريكية على عدد من حلفائها الأوروبيين. أوضح خبراء الأمن فى تصريحات ل«الوفد»، أن تاريخ المخابرات المصرى يدلل على تأثيره فى كثير من الأحداث وأهمها حرب أكتوبر، مشيرين إلى كون حوادث الإرهاب التى تقع داخل الوطن لا يعتد بها فى قياس قوة الجهاز. قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات المصرية السابق، إن الجهاز المخابراتى المصرى لعب دوراً كبيراً طوال تاريخه فى الكشف عن قضايا تجسس داخلى وخارجى. وأضاف «رشاد» أن التجسس الإلكترونى له امتداد داخل البلاد وخارجها، لذا فرجال المخابرات يرصدون جميع أبعاده، لافتاً إلى إمكانية تأجيل الكشف عن قضايا الجاسوسية رغبة فى معرفة كل المتورطين بها والأهداف المتشعبة منها. وأشار إلى أن المخابرات المصرية كشفت عن أخطر قضية تجسس فى القرن العشرين والمعروفة باسم «ملف هبة سليم»، مؤكداً مدى تأثيرها على نتيجة حرب أكتوبر. وأوضح اللواء علاء عبدالعزيز، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقاً، أن المخابرات المصرية من أهم الأجهزة الأمنية فى الشرق الأوسط، وتمتلك تصنيفاً عالمياً، لافتاً إلى بداية تأسيسها فى خمسينيات القرن الماضى، عندما كلف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أحد قادة مجلس قيادة الثورة خالد محيى الدين بإنشائها. ولفت «عبدالعزيز» إلى دور المخابرات فى اختراق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر، وكشفها عن تفاصيل عديدة خاصة ببناء خط بارليف. وقال: إن المخابرات المصرية بدأت التعاون مع نظيرتها الأمريكية بعد توقيع اتفاقية السلام التى وقعت بين مصر وإسرائيل برعاية واشنطن بعد الحرب، مشيراً إلى عدم القدرة على التأكد من جميع التفاصيل الخاصة بعملية كشف تجسس الولاياتالمتحدة على حلفائها الأوروبيين. وحول المقارنة بين نجاح المخابرات فى الكشف عن قضايا خارجية وعدم القدرة على الوصول لمرتكبى العمليات الإرهابية فى سيناء، شدد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقاً، على أن أساس عمل الجهاز المخابراتى يكمن فى العلاقة مع الدول الخارجية أما ما يتعلق بالداخل فخاص بجهاز مباحث أمن الدولة. وهناك تنسيق بين المخابرات وأمن الدولة بحسب تأكيد «عبدالعزيز» فى عديد من القضايا، مشيراً إلى نجاح الأجهزة الأمنية بفضل التنسيق بين الطرفين فى ضبط كثير من مخازن الأسلحة وعدد من الإرهابيين، وأردف: «بشكل عام وقوع أحداث إرهابية فى أى دولة ليس دليلاً على ضعف جهازها المخابراتى كون الأمر يتعلق بعوامل عدة وأكبر مثال هو وقوع تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر فى أمريكا رغم امتلاكها أهم استخبارات فى العالم». وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن التركيز على التجسس هو من أساس عمل الأجهزة المخابراتية، مشيراً إلى أن هذا الدور بدأ تاريخياً مع بداية النزاع بين الدول ونشأة الجيوش ثم احتياجها لمعلومات عن العدو. وأكد أن التطور التكنولوجى دفع بالأجهزة المخابراتية للالتفات إلى العمل الإلكترونى وما يتضمنه من مراقبة بالأقمار الصناعية والطائرات الاستطلاعية. وأشار «مسلم» إلى أن عمل المخابرات يتركز على العدو الخارجى ولا يرتبط بالتعامل داخلياً إلا فى الحالات التى تتعلق بتدخل عنصر من الخارج لتنفيذ مخطط بالداخل.