لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود الكبيرة التى يبذلها هشام زعزوع، وزير السياحة، من أجل إعادة التدفقات السياحية خاصة من الأسواق المصدرة سياحة لمصر، إلا أن تصريحات الوزير الإعلامية المفرطة عن عودة السياحة لا يتفق تماماً مع ما يحدث على أرض الواقع، وما يشهده حال السياحة المرير الذى تؤكده نسب الإشغالات فى مناطق البحرالأحمر قاطرة السياحة كما يقول. وإذا كانت تصريحات الوزير بعودة السياحة هى دعوة للتفاؤل أو نوع من بث الطمأنينة للخارج وللعاملين بالقطاع السياحى، فهذا يختلف تماماً عن الواقع الذى تتناقله يومياً وسائل الإعلام العالمية، والدليل ما قامت به مؤخراً الحكومة الإسبانية بتوقيع إقرارات على مواطنيها الراغبين فى السفر سياحة لمصر وعدم مسئوليتها حالة تعرضهم لأية مخاطر باعتبار أن مصر أصبحت منطقة خطرة من وجهة نظر حكومتهم، الأمر الذى أوجد حالة خوف لديهم من القدوم لمصر، وهذا ليس فى إسبانيا فقط ولكن هناك دول أخرى أعلنت إلغاء التأمين على مواطنيها حال سفرهم لمصر وتوقيع عقوبات على منظمى الرحلات، خاصة أن خبراء السياحة وأصحاب الفنادق والشركات أكدوا أن نسب الإشغالات لا تتعدى 30٪ فى فنادق الغردقة وشرم الشيخ ولا تتعدى 2٪ للسياحة الثقافية، فضلاً عن إغلاق العديد من الفنادق وانهيار العديد من الشركات وأصبحت على وشك إعلان إفلاسها. لذلك ليس من العيب أو الخطأ أن نطرح الحقائق بواقعية طالما هناك غياب للأمن وتكرار العمليات الإرهابية لن تعود السياحة، الأمر الذى حذر من الخبير السياحى أحمد الخادم، وزير السياحة فى حكومة الوفد الموازية، من تصريحات وزير السياحة المفرطة، رغم جهوده ومحاولاته المستمرة هنا وهناك لإعادة التدفقات السياحية لمصر، إلا أن حالة التفاؤل المبالغ فيها خصوصاً عندما لا تقترن بواقع ملموس على الأرض، لأن ذلك من شأنه أن يعطى انطباعاً زائفاً لدى القطاع المصرفى والقطاع الاستثمارى بأن السياحة عادت إلى طبيعتها وهذا مخالف للواقع تماماً خاصة أن المؤسسات السياحية المختلفة لا تجد ما تبيعه أو ترهنه للحصول على أية سيولة تمكنها من الاستمرار فى نشاطها، فى الوقت الذى أكد فيه الخبير السياحى أحمد بلبع، عضو مجلس إدارة ورئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أن الشتاء المقبل سيكون أسوأ حالاً فى ظل استمرار العمليات الإرهابية والأحداث المؤسفة التى تشهدها البلاد يومياً، وتوقع «بلبع» أن تعود السياحة مع بداية صيف 2014، مشيراً إلى أن نسب إشغالات فنادق شرم الشيخ لا تتعدى 30٪ إضافة إلى إغلاق العديد من الفنادق، وأوضح أن فنادق شرم الشيخ ومرسى علم لن تعتمد على السوق الإيطالية التى لم تعد حتى الآن، ولم يتم رفع الحظر وشركات التأمين ترفض التأمين على الشركات السياحية الإيطالية حال تنظيمها أية رحلات إلى مصر، أما السوق الروسية فضعيفة جداً أما السوق الإنجليزية، تأتى فيها سياحة بسبب البيع بأسعار منخفضة حيث بلغ سعر الغرفة فى الفنادق ذات الأربعة والخمسة نجوم إلى 30 دولاراً فى الليلة شاملة الوجبات والمشروبات، وهذا ما دعا العديد من الفنادق إلى الإغلاق وأنا واحد ممن أغلقوا فنادقهم فأغلقت فندقين فى مرسى علم وشرم الشيخ. والأمر لا يختلف بالنسبة للخبير السياحى إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، قائلاً: لا توجد سياحة الآن والحجوزات الجديدة يتم إلغاؤها وهذا حدث معى، تم إلغاء الرحلات حتى يوم 5 يناير المقبل لحين استقرار الأوضاع فى مصر، فنحن على كارثة كبيرة. فى الوقت الذى يؤكد فيه الخبير السياحى هشام على، رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء، أن صورة مصر أصبحت فى الخارج مثل سوريا والعراق وليبيا وتونس، فالأمر خطير جداً دفع إلى إغلاق العديد من الفنادق، والفنادق العاملة غير قادرة على مواجهة الخسائر، فنحن بحاجة إلى عودة الاستقرار لأننا فى حالة حرب اقتصادية على مصر لقتل اقتصاد مصر. ويتفق فى الأمر الخبير السياحى أنور هلال، مؤكداً أن مصر مصنفة فى الخارج من المناطق الحظور السفر إليها بدليل أن إيطاليا رفضت رفع الحظر فالوضع سيئ جداً جداً وأنا أغلقت فندقين تماماً. كما يؤكد الخبير السياحى الدكتور عادل رضا، أن مرسى علم حالها سيئ جداً لأنها تعتمد على السوق الإيطالية التى لم ترفع عنا الحظر، فيما يقول الخبير السياحى على غنيم، أحد العاملين فى السوق الروسية: إن الحكومة الإسبانية أصدرت قراراً بتوقيع إقرارات سفر من المواطنين الراغبين فى زيارة مصر لأنها أصبحت منطقة خطرة، ويؤكد غنيم: القطاع كارثة خاصة أن معظم أصحاب الفنادق عليهم أحكام بالسجن بسبب عدم سداد التأمينات والضرائب والموظفون المدربون على وشك الهروب وكل ذلك والقطاع فى واد والدولة فى واد آخر، وكما يؤكد الخبير السياحى ناجى عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق: هناك 260 مركباً متوقفة تماماً والفنادق الثانية ما بين متوقف وتوقف جزئى وإشغالات فنادق شرم الشيخ والغردقة لا تتعدى 30٪. وتؤكد الخبيرة السياحية أمانى الترجمان: السياحة لن تعود فى ظل الظروف التى تعيشها البلد وحالة من عدم الاستقرار، مشيرة إلى أن هناك 40 من الشركات مازالت تعمل ومستمرة وهناك شركات انتهت وأخرى انهارت وأخرى أغلقت وهناك من على وشك إعلان إحلالها، إضافة إلى إغلاق العديد من الفنادق وشركاتنا لديها خمسة فنادق أغلقت منها فندقين، وتوقعت «الترجمان» عودة السياحة مع بداية الصيف القادم حال عودة الأمن والاستقرار وبدون ذلك لن تأتى سياحة مرة أخرى.