حادث ضرب كنيسة الوراق الأليم الذى أدمى قلوبنا جميعاً، محاولة خبيثة من الجماعة الإرهابية لإحداث فتنة بالبلاد، فبعد محاولة الإخوان المستميتة لزعزعة استقرار البلاد بعد ثورة 30 يونية، راحوا يبحثون عن إرهاب جديد للوقيعة.. ضرب الكنيسة محاولة رخيصة مكشوفة للعيان، يدركها حتى الأطفال.. الكارثة الحقيقية أن الإخوان استنفدوا كل الوسائل والطرق للنيل من المصريين، فالفقاقيع التى يقومون بها هنا وهناك لم تؤت ثمارها، ولم تفلح فى تعكير صفو الثورة وخريطة الطريق التى تمضى قدماً نحو الحياة الديمقراطية السليمة، ومع قرب انتهاء ولادة الدستور الجديد، تكون الخريطة قد اقتربت من المنتصف، ويبقى بعدها الانتخابات البرلمانية والرئاسية. لا أحد يخفى عليه أن عزل «الجماعة» الإرهابية وكشف مخططاتها الشيطانية لبيع الوطن إلى الصهيونية العالمية أصاب الجماعة فى مقتل، وراحت تتفنن فى ارتكاب حماقات وأفعال صبيانية ابتداء مما حدث فى اعتصامى رابعة والنهضة، والأعداد القليلة التى تخرج فى مظاهرات هنا وهناك فى المناسبات.. وبعد الفشل الذريع فى كل هذه الأمور وعدم جدواها أو تأثيرها لدى المصريين، بحثت «الجماعة» عن فعل صبيانى جديد.. هذا الفعل هو الاعتداء على الإخوة المسيحيين ومقدساتهم ومحاولة تعكير صفو العلاقة الجيدة، التى راحت تربط وتتمكن من نسيج الأمة المصرية، خاصة بعد ثورة 30 يونية.. وتخطئ الجماعة الإرهابية لو تصورت أن هذا الفعل الصبيانى يمكن أن يؤثر أو يحدث وقيعة بين نسيج الأمة المصرية المتماسك والمتين.. فالذى لا يعرفه الإخوان أن الإخوة الأقباط يدركون الدوافع الخفية التى يرتكبها الإرهابيون، فهم مدركون تماماً للنوايا الخبيثة والسيئة التى يفعلها الإخوان، ويعرفون جيداً أن الهدف من وراء ذلك هو تعكير صفو العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، وإحداث فتنة بالبلاد، ونزيد على ذلك إفشال خطة الطريق، وتعطيل المسار الديمقراطى الذى يسعى الى تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى ينشدها كل الشعب المصرى. فالجماعة الإرهابية التى حكمت البلاد لمدة اثنى عشر شهراً وفشلت فيما اتفقت مع الصهاينة على ارتكابه فى حق الوطن والمواطن، أصابها حالة هستيرية أمام غضب المصريين الذين كشفوا كل المخططات التى تحاك ضدهم، وكانت ثمرته عزل الجماعة ومندوبها فى الرئاسة ونسيت الجماعة الإرهابية أن المصريين بلغوا الفطام السياسى منذ زمن ولم تعد تخيل عليهم هذه الحركات الغاشمة من الإرهابيين. الإخوان كانوا أداة فى يد الأمريكان وإسرائيل ينفذون لهم مطالبهم فى تحقيق الشرق الأوسط الجديد الذى يعتمد فى الدرجة الأولى على تقسيم كل دولة عربية إلى دويلات عرقية، وتحقق هذا بالفعل فى بلدان عربية كثيرة أبرزها على الاطلاق السودان والعراق وليبيا، وتتم المسخرة حالياً فى سوريا من أجل هذا التفتيت، حتى الأمور ظهرت على حقيقتها بين الثورة السورية المزعومة، فهناك انقسام بل واقتتال بين المتنافسين على خلع بشار الأسد ونظامه، والمخطط الأمريكى بدأ يظهر فى صورة فجة ولم يسقط نظام الأسد حتى الآن، وقد يكون السبب أن ما يحدث فى سوريا قد طال أكثر من اللازم، مما عجل فى الفضائح التى نراها الآن فى سوريا. المشكلة الحقيقية أمام الصهيونية هى مصر، يريدون لها السقوط بأى شكل، ووجدت ضالتها فى الإخوان وتصوروا أن هذه الجماعة الإرهابية بمقدورها تحقيق الحلم الأزلى فى تفتيت الدولة المصرية ورغم وصول الإخوان إلى الحكم واستمرارهم لمدة سنة لم تقو الجماعة على تنفيذ مخطط الصهيونية، لأن مصر وشعبها لهما طبيعة خاصة،ولن يحدث ذلك مطلقاً فسقوط مصر يعنى ضياع الأمة العربية بأسرها ونضيف على ذلك أن كل الأفعال الصبيانية التى تمارسها الجماعة حالياً لن تجدى أو تنفع.. وتغيير خطة الجماعة فى ضرب الكنائس محاولة محكوم عليها بالفشل فى تنفيذ رغبة الصهيونية.