أثرت الأحداث السياسية التى تمر بها مصر فى الفترة الراهنة سلبيا على ملامح فرحة المواطن المصرى بعيده الثانى، عيد الأضحى المبارك، و الذى انعكس على محدودية التوافد على الحدائق و المتنزهات صباحا، و كان لبوابة الوفد جولتين داخل الحدائق الرئيسية لدى الأسرة المصرية واللذين يتردد عليهما المواطنون بدرجة كبيرة، الأولى هى حديقة الحيوان معشوقة الأطفال، وأما الثانية فهى حديقة الأزهر حيث الطراز المختلف و الجديد للتنزه و الاستمتاع داخل الحدائق. شهدت حديقة الحيوان إقبالا متوسطا من قبل الأسر المصرية فى أول أيام عيد الأضحى، و جاء ذلك نتيجة للأوضاع غير المستقرة التى تعيشها البلاد ولاسيما محيط حديقة الحيوان حيث مجاورتها إلى ميدان النهضة محل إعتصام الجماعة المحظورة فيما سبق. و على إثر ذلك جاءت التشديدات الأمنية بشكل مكثف على مداخل الحديقة من قبل قوات الشرطة، إضافة إلى إغلاق كافة مداخل و مخارج ميدان النهضة بالأسلاك الشائكة و الحواجز الحديدية، وسط تواجد أمنى من عناصر القوات المسلحة لحماية المواطنين. كما برز انتشار عناصر الشرطة بداخل الحديقة ذاتها و ذلك لحماية الزوار من أعمال السرقة و التحرش المعهودة فى الأعياد كنتيجة للازدحام الشديد الذى تشهده الحدائق. و عن أبرز استعدادات الحديقة لاستقبال الزوار قالت الدكتورة فاطمة تمام رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان ، أنه تم تغيير جميع اللافتات المكتوب عليها سواء الإتجاهات داخل الحديقة أو أماكن تواجد الحيوانات مثل بيت السباع، مضيفة أنه تم وضع برنامج ترفيهى خاص للأطفال يتمثل فى عودة وجود سيارات التصادم و التى كانت متوقفة لعدة سنوات ماضية، و كذلك عودة سينما الأطفال بعد تجديديها و تزويدها بتنقنية عرض الأفلام الثلاثية الأبعاد، و أيضا السماح بعرض مولودات الحيوانات التى تم شراؤها العام الماضى؛ لأن ذلك يسعد الأطفال، مما يدل على استمرار الرعاية البيطرية للحيوانات داخل الحديقة. أما بالنسبة لأولياء الأمور والأسر بوجه عام، أوضحت فاطمة بأن "جزيرة الشاى" مازالت محتفظة ببريقها وجمالها المعهود، والتى تشهد توافد الكثيرين إليها، إضافة إلى افتتاح "جبلاية القلعة" و الشهيرة بإسم "جبلاية عبد الحليم حافظ"، مشيرة إلى أنه تم تفعيل نظام "الجروب" بداخلها و يصحبهم إلى داخلها مرشد متخصص. وتعقب تمام، على ما تشهده الحدائق من حالات تحرش بأنها بشكل عام هى ظاهرة دخيلة على المجتمع المصرى، أما على الصعيد الداخلى فإن العيد الماضى لم ترصد مديرية أمن الجيزة أى حالة داخل الحديقة، مضيفة أن هناك تنسيق مع قوات مديرية أمن الجيزة و شرطة الآداب للتواجد داخل الحديقة لمواجهة مثل هذه الأعمال، موضحة أن الحديقة هذا العام تشهد تكثيفا أمنيا مشددا و الذى يتضح من خلال وجود بوابات إليكترونية على معظم مداخل الحديقة لكشف ما إذا كان هناك شحص ما يحمل سلاحا ناريها أو أبيضا، إضافة إلى التفتيش الطبيعى أثناء الدخول. بينما جاءت الجولة الثانية داخل حديقة الأزهر و التى وضعت برنامجا كاملا للإحتفال بعيد الأضحى يمتد طيلة الأربعة أيام، إذ أوضح حمدى محمد مساعد مدير تشغيل الحديقة أن الحديقة تفتح أبوابها لاستقبال المواطنين بدءا من التاسعة صباحا و حتى العاشرة مساء، مضيفا أن هناك برنامجا للترفيه عن الأسرة المصرية داخل الحديقة و الذى يتضمن "مزمار بلدى، فرقة سيد الشاعر، فرقة عمرو أبو زيد، و ختاما الفرقة النوبية" هذا فضلا عن وجود حفلة خاصة للأطفال تشمل أغانى و ماسكات و عرض عرائس. أما من الناحية الأمنية أشار محمد إلى أنه يتم طلب قوات من مديرية أمن القاهرة و التى تقوم بدورها فى التعاون معها، من خلال إرسال سيارتين أمن مركزى و ضباط و 12 أمين شرطة، إضافة إلى وجود عناصر شرطية داخل الحديقة بجانب أمن الحديقه ذاته و وجود "بودى جاردات" و ذلك بهدف تأمين كافة مداخل و مخارج الحديقة و من ثم تأمين الزوار و حمايتهم من حوادث السرقات و التحرشات. كما أعرب محمد عن اهتمام إدارة الحديقة بالزوار و برز ذلك من خلال تواجد دكتور و ثلاث ممرضات و سيارة إسعاف و ذلك لمواجهة حالات الإغماء أو الهبوط التى قد تحدث. و بشأن ارتفاع أسعار تذاكر دخول الحديقة خلال أيام العيد لتصل إلى 15 جنيها للكبير و 10 للأطفال، أوضح محمد أن خلال أيام العيد تحدث تلافيات عدة داخل الحديقة ككسر عمدان رخامية أو تلف بعض أعمدة الإنارة، و من ثم فإنه يتم تغطية تكاليف إصلاح هذه التلافيات من خلال نفقات الدخل فى هذه الأيام. وأكد حمدى محمد أن الإقبال على الحديقة يعد متواضعا مقارنة بالوضع السابق، إذ من المعهود أن يتردد على الحديقة ما بين 15 إلى 18 ألف زائر فى أول أيام العيد، ولكن بسبب الأوضاع الراهنة و فى ظل خوف الأهالى يقول أنه " لو جه 8 أو 10 آلاف يبقى كويس!". شاهد الفيديو : https://www.youtube.com/watch?v=VDyfKazWJjk