من أطهر بقعة علي الأرض من أعلي جبل «عرفات» وقف ضيوف الرحمن ضارعين إلي الله بالدعاء أن يغفر ذنوبهم ويرجعهم إلي بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم.. في مشهد روحاني يخلب العقول اكتسي جبل عرفات باللون الأبيض رداء الحجيج غير المخيط، التسامح والترفع عن الصغائر والتعاون والقلوب خالية من البغض والضغينة تناجي الله بالدعاء، كل حاج يتضرع إلي الله بمسألته ويطلب حاجته ويقدم رجاءه إلي الله بالقبول والمغفرة. علي جبل عرفات، يردد ضيوف الرحمن: «لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك» لا أحد يشغل باله إلا بذكر الله، فثلاثة ملايين حاج يقفون في وقت واحد علي عرفات الله، ينشدون رحمته وعفوه ورعايته، ولا فرق بين غني وفقير ولا حاكم ومحكوم ولا أبيض ولا أسود، فالكل سواسية في أداء الشعيرة ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوي.. في عرفات الله وقفت مشدوها أتضرع وأتوسل إلي الله بالدعاء أن يغفر لي ذنوبي ويطهر قلبي من الغل ويدخلني في رحمته الواسعة ويقيني شر من يتربص بي.. وفي عرفات أتوسل إلي الله قائلاً «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» .. اللهم إني ارتكبت ذنوباً ومعاصي، فاغفرها لي وسامحني عما قدمت أو فعلت من أي شيء يغضب الله.. اللهم اغفر لي ظلماً قد ارتكبته في حق أحد من عبادك.. اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً ومن أمامي نوراً ومن خلفي نوراً .. اللهم احلل العقدة من لساني يفقهوا قولي.. اللهم طهرني من الذنوب كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت، فإنك سبحانك تقضي بالحق ولا يقضي عليك وإنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت». علي عرفات الله.. دعوت الله أن يجعل نفسي صافية من كل الاحقاد ويطهرها من أي دنس ويتولاني برعايته فإنه القوي العزيز الواحد الماجد المعز والمذل، له الأسماء الحسني.. واللهم نج مصر من الإرهاب وسلم شعبها من الضرر واحفظ البلاد والعباد من كل مكروه أو سوء إنك نعم المولي ونعم النصير.. ويارب اقبل هذه الدعوات في هذا اليوم المشهود علي أطهر بقعة علي وجه الأرض.