أعدت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية مناقشة بسيطة مع الكاتبة الإيرانية "نجمة بزرجمهر" حول المحادثات النووية في جنيف الثلاثاء القادم مع القوى العالمية الست حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، والذي يعد أهم اجتماع في هذا الشأن منذ 4 سنوات على الأقل. ولفتت الصحيفة إلى ما أثاره "حسن روحاني"، الرئيس الجديد لإيران، والتوقعات بأنه مستعد لابرام الصفقة التي من شأنها أن تخفف مخاوف الغرب من أن الإيرانيين تهدف إلى بناء قنبلة نووية. ومع ذلك، هذه المحادثات معقدة وسوف تشمل مساومات كثيرة حول شكل البنية التحتية النووية الإيرانية ونظام العقوبات الدولية الراهنة. واستهلت الصحيفة المناقشة بمجموعة من الأسئلة كالآتي: إيران تتفاوض مع الغرب بشأن الملف النووي منذ عشر سنوات...لماذا هناك توقعات إيجابية هذه المرة لدرجة حول إمكانية نجاحها؟؟. وجاءت الإجابة: هناك عدة أسباب حتى تكون هذه اللحظة المواتية للتوصل إلى إتفاق..فالقيادة الإيرانية الجديدة أظهرت إبجابية أكثر بكثير تجاه الغرب. وذلك حدث نتيجة أن العقوبات المصرفية تضر إيران بشدة. وفي الوقت نفسه، استحدث البرنامج النووي الإيراني إلى النقطة التي أثارت القلق حقا للخبراء الغربيون. ويعتقد العديد أن النووي الإيراني تتطور لدرجة تمكُنه من تقديم القنبلة النووية في صيف عام 2014. ولذلك هناك نافذة محدودة للدبلوماسية لأن طبيعة تحدي النووي الإيراني يمكن أن تتغير جذريا بحلول منتصف العام المقبل . ماذا حققت الاجتماعات الأخيرة بين إيران و القوى الست - الولاياتالمتحدة و بريطانيا وفرنسا، و ألمانيا وروسيا والصين؟؟ لم تقدم الاجتماعات السابقة أي تقدم يذكر. فعلى مدار العام الماضي، القوى الست كانوا يحاولون الضغط على إيران للموافقة على مجموعة تدابير متواضعة من بناء الثقة، التي تطالبها بإغلاق موقع تخصيب "فوردو"؛ ووقف إنتاج المزيد من تخصيب اليورانيوم الذي هو على مقربة من صنع الأسلحة. هل القوى الست يمكن أن تصحح هذا الأسلوب مع حكومة روحاني الجديدة؟ يمكن أن نشاهد ذلك هذا الاسبوع. ولكن في حال إنتهاء الاجتماع بخفض العقوبات فإن ذلك لن يكون جيدا بما فيه الكفاية لروحاني. لأنه يحتاج إلى الظهور أمام شعبه أنه يمكن الحصول على اتفاق على أن ترفع العقوبات بشكل ملحوظ. وهذا السبب وراء انتخابه. ولذلك حددت القوى الستة قائمة طويلة من المطالب للحصول على هذا الامتياز. وسيتطلب من إيران إغلاق مفاعلها في "اراك"؛ والسماح باجراء عمليات تفتيش إقتحامية لجميع جوانب البرنامج من قبل المجتمع الدولي، ووضع حد لجميع عمليات إنتاج المزيد من اليورانيوم المنخفض التخصيب (3.5%)، والذي يستخدم للطاقة النووية. وببساطة، يمكن أن تقدم القوى الست أكثر من ذلك بكثير في تخفيف الجزاءات في مقابل الكثير من القيود المفروضة على البرنامج. إذا... في حال الموافقة على صفقة "المزيد مقابل المزيد"، فهل الجانب الإيراني سيظل لديه الحق في تخصيب اليورانيوم؟؟. نعم. معظم الدبلوماسيين الغربيين يقبلون الآن أن تحافظ إيران على حقها في التخصيب في أي اتفاق نهائي. ولكن هذا الحق من شأنه أن يلزم تقييد، وسوف يكون مصحوبا بحقوق ثابتة من الهيئات الدولية لفحص ما يفعله الإيرانيون. وهل يمكن لمثل هذا الاتفاق أن يحدث هذا الأسبوع؟؟ من الممكن ولكنه شيئا مستبعدا، فالدبلوماسيون الغربيون ليسوا متأكدين مما سوف تفعله إيران هذا الأسبوع. وسيكون من المخيب للآمال للغاية - والمثير للقلق - إذا كان المفاوضون يلعبون بالكرة بقوة ويمنعون أي تقدم. يعتقد معظم الدبلوماسيين أن ايران تحتاج إلى بضعة اجتماعات لمحاولة التفاوض على أفضل صفقة ممكنة خاصة في ظل إيمانهم بأن إدارة أوباما تحاول محاولات مستميتة من أجل النجاح. هل يمتلك "محمد جواد ظريف" وزير الخارجية الإيراني حرية القرار نسبيا في هذا الاجتماع؟؟ منح روحاني بعض الحرية لإبرام الصفقة. ولكن عليهم في نهاية المطاف الخروج بشيء مقبولا عند المتشددين في الداخل. وفي الوقت نفسه، الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يحتاج إلى الخروج باتفاق يبرهن لإسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني تحت السيطرة. وإلا فإن "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سوف يحُي فكرة توجيه ضربة إسرائيلية من جانب واحد على البرنامج النووي الإيراني في العام المقبل.الضغط على ايران للتخلص من العقوبات قد يدفع النظام إلى إتمام صفقة.