يعبر مساعد رئيس حزب «النور» لشئون الإعلام نادر بكار عن وجهة نظر حزبه في الوساطة التي شاع خبرها ويقوم بها المفكر المحترم د. أحمد كمال أبو المجد بين القيادة السياسية المصرية وجماعة الإخوان بغية الاتفاق علي مصالحة بين الجماعة والقيادة!، حيث يبدي نادر بكار ترحيبا بمبادرة أبو المجد لهذه الوساطة التي انعقد لها اجتماع بينه وبين عناصر من قادة الجماعة وما يسمي بالتحالف لدعم الشرعية، ويري حزب النور - طبقاً لما عبر عنه بكار - أنه لا بديل عن الحل السياسي للخروج من الأزمة الراهنة، بل «لا بديل عنده عن إجراء مصالحة وطنية وسياسية لإنهاء الأزمة»! وهو يناشد «الجماعة» التعامل مع الواقع، وتقليل الخسائر قدر المستطاع، وبكار يرفض الاقصاء الذي يطالب به الكثيرون للجماعة، ويؤكد أنه ضد عزل «الإخوان» كفصيل سياسي، ولكنه يضيف إلي ما يراه بقوله: «دون الإخلال بالقانون، ومحاسبة من أخطأ منهم أو من غيرهم»، ومع تقديري الكامل لما يطرحه نادر بكار بشأن مناسبة وساطة د. أبو المجد، وأنه لابديل عن الحل السياسي، والمصالحة الوطنية السياسية التي يراها لابد منها!، فإنني أجد من حقي أن أسأله عن أمارة أو بادرة واحدة آتية من «الجماعة» التي لا تطرح حتي الآن غير التخريب والعنف في حق مصر وكل المصريين!، وها هو د. محمد علي بشر أحد قيادات الجماعة ينفي صفة «الوساطة» عما يقوم به أبو المجد، بل وصف جلسته هو والذين معه إلي د. أبو المجد بأنها كانت «مجرد جلسة تشاورية لا وساطة فيها»!، وأن الجماعة مصرة وكذا تحالف دعم الشرعية علي أن تكون الشرعية وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي أساس أي حوار بين القيادة السياسية والإخوان، مما يعتبر الأمر المستحيل بعينه!. وعني شخصياً فإنني أتفهم دواعي حزب النور في ترحيبه بمبادرة د. أبو المجد وحيث يري الحزب أنه لا بديل عن «حل سياسي وحوار وطني يسعي إلي المصالحة لإنهاء الأزمة»، ولا يخفي علي أحد أن حزب «النور» والأواصر التي تربطه من حيث الاتجاه مع جماعة الإخوان يدرك أن الجماعة قد أشرفت علي الاختفاء من الحياة المصرية!، حيث أصبح لها ثأر مع مختلف طوائف وفئات الشعب المصري!، وحيث أصبح إقصاؤها من الضرورات التي يراها المصريون ضرورة لابد منها لكي تنجو مصر من الجماعة كتنظيم إرهابي يهدف إلي فرض إرادته علي الحياة السياسية، وحيث أثبتت تجربة اشتغاله بالسياسة وصعوده إلي الحكم الفشل الذريع الذي أدي إلي ضرورة تخلص المصريين منه!، وحزب النور وكل المتعاطفين مع الجماعة في بحث دائب عن مخرج للجماعة من أزمتها!، وكما ذكر نادر بكار في مناشدته للجماعة «التعامل مع الواقع، وتقليل الخسائر قدر المستطاع»!، ولكنني - كما قلت - لا أجد أمارة أو بادرة واحدة تشير إلي أن الجماعة تحاول انصاف نفسها والمتعاطفين معها بالتوقف المبدئى عن المطالبة بمستحيلاتها - التي تعرف الجماعة قبل الجميع - أنها لن تتحقق!، ولا يستطيع أي مصري أن يتجاوب معها، فالجماعة - علي العكس - مازالت عند مرحلة «طلب المستحيل» الذي عبر عنه القيادي بها محمد البلتاجي - قبل القبض عليه - من أنه يمكن له وقف العنف في سيناء فوراً، بشرط أن يتراجع الفريق أول السيسي عما كان منه في حماية ثورة 30 يونية!، ومعني ذلك عند البلتاجي عودة الرئيس المعزول - الشرعي كما يسمونه - د. محمد مرسي إلي السلطة!، وأن تبقي لمصر حكومة «إخوانية» تراكم الفشل يوما بعد يوم!، ولما كان هذا المستحيل «هو الطرح الوحيد لدي الجماعة»!، فإنني أري صعوبة ما يسعي إليه د. أبو المجد!، الذي يعلم - وحزب النور لا شك يعلم - أن الشعب كله يرفض أي مصالحة مع الجماعة وأشياعها، وهنيئاً لها بمستحيلاتها المقدسة!.