على مقربة من مدينة شبين الكوم لا يفرق بينهما سوى ترعة صغيرة يطلق عليها العامة لفظ "بحر" عاش المئات من أهالى عزبة شيحة التابعة لقرية ميت فارس بمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية مساء أمس ليلة دامية ما بين الحزن والغضب. خرج الأهالى من منازلهم على صوت طلقات نارية خرجت من أسلحة آلية كان يحملها الجانى أيمن السيد المقيم بقرية ميت موسى التابعة لمركز شبين , والمتزوج من فاطمة زكى عبد الفتاح المقيمة بعزبة شيحة بميت فارس بمركز أشمون , وبصحبتة اثنين من أصدقائة أطلقوا النيران بكثافة مما أدى إلى وفاة خمسة من أهالى القرية منهم ثلاثة أب يدعى "زكى عبد الفتاح "وزوجتة وابنته "فاطمة " زوجة الجانى وجاريين له كانوا يجلسون معهم بالصدفة "أحمد السيد إسماعيل والسيد الجحش " , لم تكن سوى دقائق معدودة فاضت خلالها روح خمسة من أهالى القرية ويُتم بها أبناء ثلاثة عائلات وهرب خلالها الجناة فاريين من مذبحتهم وتلوث ملابسهم بدماء القتلى . جاء إلينا الحاج "عبد العظيم الوحش " أحد أهالى القرية وفى عينة حالة من الغضب وكأنه يحاول أن يكتم الدموع التى تنساب من بين جفونه والذى كان شاهدا بها على ما حدث بالعزبة مساء أمس من مذبحة راح ضيتحها خمسة من الأهالى , بدأ عم عبد العظيم حديثة قائلا : الساعة كانت تقترب على العاشرة ليلا وكنا جميعا نستعد إلى النوم "لأننا فلاحين بنام بدرى" سمعنا صوت الطلقات النارية بكثافة لم تحدث فى العزبة من قبل وكأننا ندخل حرب ضد إسرائيل أو عدو يحاول السطو على منازلنا ونحن ندافع عنها , خرجت مسرعا إلى منزل الحاج زكى عبد الفتاح والمعروف بأنه من أفضل أهالى العزبة حبا للناس رغم ما كان يثأرعليه من أقوال إلا أنه من أفضل الرجال الذين عشنا معهم طوال حياتنا ولم نرَ منهم الشر . استطر الوحش والدموع بدأت تنسال من بين عينيه كاتما على فمه محاولا إسكاتها : ذهبت إلى المنزل فوجدت صديقى زكى ساقطا على الأرض وسط بركة من الدماء وبجواره اثنين من الرجال وبالقرب منه زوجته, الكل منا حاول الاتصال بالقوات من أجل الوصول إلى مكان الحادث ولسرعة القبض على الجانى خاصة أن هناك الشهود شاهدوه وهو يطلق النيران وبحوزته اثنين من أصحابه . وطالب الوحش فى النهاية بضرورة تكثيف الشرطة لتواجدها الأمنى بالقرية والعزب المجاورة من أجل القبض على الجانى وحتى لا تتكرر مثل هذه المهزلة مهددا " لو الشرطة ما جبتش حق اللى ماتوا يبقا الله يعوض على ميت موسى بالكامل . فيما أضاف "محمود اسماعيل " قريب المجنى علية الرابع : أن أهالى العزبة كانوا سيدمرون قرية ميت موسى أمس بعد الحادث البشع ولكن عدد من الحكماء هم من تدخلوا لحل الأزمة وديا , مضيفا شهادتى أننا كنا نعرف أن هناك خلافات قوية بين الجانى والحاج زكى " بسبب ابنته التى تزوجت من ابن قرية ميت موسى أيمن السيد والذى يعمل فى الجبل ومعرف عنه أنه فظ وأن الخلافات زادت خلال الفترة الماضية حيث قام أيمن بخطف فاطمة زوجتة من منزل والدها عدة مرات وهدد الجميع ممن يتعرضون له بتصفيتهم وحاول البعض التوسط لحل المشكلة إلا أنهم لم يستطيعوا ولم نكن نعلم أنها من الممكن أن تصل إلى هذا الحد من الخلافات وأن تسيل فيها دماء . العميد محمد عبد الهادى مأمور مركز بركة السبع أكد لنا أن الأوضاع تم السيطرة عليها, وأنه سيتم إلقاء القبض على الجانى فى خلال ساعات وأنه ورجال المباحث يعملون بكافة جهدهم من أجل الوصول إلى الجناة, ولن يتهاونوا للحظة واحدة فى الدفاع عن المواطنين والتعامل مع الجناة والبلطجية بالمثل وحفظ الأمن . مضيفا إلى أن سبب المجزرة هو الخلافات العائلية بين الطرفين حيث أن والد زوجة الجانى والجانى لم يكن بينهم أى اتفاق ودخل بعض الأفراد لمحاولة الأصلاح بينهم إلا أنهم لم يستطيعوا. مساء أمس وفجأة حضر أيمن وبصحبته اثنين من أصحابة تحديدا ما بين الساعة التاسعة والتاسعة والنصف وهجموا على المنزل المتواجد به زوجته ,وفتحوا النيران على الموجودين مما أدى إلى وفاة خمسة هم حماه وحماته وزوجته واثنين من جيران حماه كانوا متواجدين فى المنزل بالصدفة ولم يكن هناك أى ترتيب لتواجدهم . وأضاف العميد عبد الهادى , إننا قمنا بإخطار النيابة وتم عمل المعاينة اللازمة لمكان الحادث ونقلت جثث المتوفين إلى مستشفى شبين الكوم التعليمى لتشريحها وتحديد أسباب الوفاة . فيما شهدت قرية "ميت فارس " تواجدا أمنيا كثيفا من قبل الأهالى والخفراء الذين أحاطوا المسجد الغربى فى محاولات لتهدئة الأهالى والتأكيد على أن حق المتوفيين سوف يأتى وأن العقاب سوف يكون رادع .