شهدت أسعار الخضراوات والفاكهة ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الماضية وصل إلى 30%، برر التجار زيادة الأسعار بسبب حظر التجوال وخفض ساعات العمل. بعد أن كانت عملية نقل البضاعة غالباً ما تتم ليلاً عقب الساعة 12 مساء أصبحت محكومة بساعات محددة خلال ساعات منع الحظر بحد أقصى الساعة 7 مساء وحتى بعد تخفيف ساعات الحظر إلى الساعة 9 مساء مازالت الأزمة قائمة، خاصة مع استمرار عمليات السطو المسلح على الطرق السريعة. وكالمعتاد فإن المستهلك هو الضحية عليه أن يتحمل فروق الأسعار فى ظل ثبات المرتبات وعليه أن يلتزم بأوقات الحظر وعليه أن «يدفع من دمه أعلى جزاء» دون أن يعترض وإن اعترض لن يصيب كثيراً. وتعتبر أسواق العبور و6 أكتوبر أكبر أسواق الجملة فى محافظتى القاهرةوالجيزة، فهما تعتبران منبع الخضر والفاكهة فى المحافظتين، واعتاد الكثير من التجار على الذهاب إلى الأسواق ليلاً لشراء البضاعة، حيث يزداد إقبال السيدات العاملات على الشراء ليلاً فى الفترة من الساعة 9 إلى 11 مساء، إلا أن الوضع اختلف تماماً، فهذه الاوقات أصبحت داخل دائرة الحظر وبالتالى أصبح شراء الخضراوات والفاكهة ليلاً لا فائدة منه، أما بالنسبة للتجار الذين تصل إليهم الخضراوات فى الصباح فهؤلاء قاموا بالتعاقد عليها فى أسواق الجملة فى المساء، وهو الأمر الذى لا تسمح به ظروف الحظر حالياً، ونتيجة منطقية انخفض المعروض من السلع - كما أكد هلال عفيفى مسئول التسعير بجهاز سوق العبور - فإن كميات الخضراوات والفاكهة الواردة إلى السوق أقل 15% عن المعتاد بسبب صعوبة الانتقال بين المحافظات فى أوقات الحظر، حيث إن البضاعة تأتى للسوق من محافظات مختلفة، كما أن الكثير من البائعين داخل السوق وافدون من خارج القاهرة. وأكد أحد التجار داخل سوق العبور أن السطو على البضائع ليلاً ما زال موجوداً ومازال التجار يعانون منه دون تحرك من أحد وإذا كانت الشرطة مشغولة فى القضاء على الإرهاب، فالقضاء على البلطجية ضرورى حتى نتمكن من توصيل طلبات الناس. الأمر الذى أدى إلى ارتفاع الأسعار سواء الجملة أو القطاعى - وحسب الموقع الرسمى لسوق العبور - فقد ارتفاع أسعار الخضراوات ليصل سعر كيلو الفاصوليا إلي 10 جنيهات، والكوسة 3 جنيهات للكيلو، والخيار جنيهين، والبطاطس 4.25 جنيه، والبصل 2.75، والبامية 6 جنيهات، والخيار 3 جنيهات، والثوم 11 جنيهاً، والبنجر 1.7 جنيه، وبالتأكيد فإن هذه الأسعار تزداد على الأقل جنيهين فى أسواق القطاعى داخل محافظتى القاهرةوالجيزة، فقد سجلت أسعار الخضراوات ارتفاعاً كبيراً خلال الأسبوع الماضى وصل إلى 50% لبعض أنواع الخضار منها الفاصوليا، حيث وصل سعر الكيلو إلى 12 جنيهاً بعد أن كان 8 جنيهات، ووصل سعر كيلو البطاطس إلى 6.5 جنيه، بعد أن كان أعلى سعر له 5 جنيهات فقط، أى أنه زاد بنسبة حوالى 30% والخيار وصل إلى 5 جنيهات، أما الباذنجان فهو النوع الوحيد من الخضار الذى حافظ على سعره وهو 3 جنيهات للكيلو بأنواعه الثلاثة الرومى والأبيض والأسود، كما ارتفعت أيضاً أسعار «الخضرة» البقدونس والكسبرة الخضراء والشبت، وأصبحت الحزمة الواحدة ب 50 قرشاً بعد أن كان ثمنها 25 قرشاً، والطماطم وصلت إلى 3 جنيهات، والبصل 3.5 جنيه، والبامية 8 جنيهات. وعلى الرغم من أن أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أعلن الأسبوع الماضى موافقة مجلس الوزراء على إصدار تصاريح للتجار لنقل البضاعة بين المحافظات وداخل المحافظة الواحدة فى أوقات الحظر، إلا أن هذا الإجراء لم يحد من الأزمة، ذلك لأن إصدار التصريح يستغرق وقتاً كبيراً ومجهوداً أكبر لا يقدر عليه الكثيرون - على حد قول التجار - كما أن الكثير من السائقين يرفضون السير ليلاً خوفاً من البلطجية وعمليات السطو المسلح التى انتشرت على الطرق السريعة خلال الفترة الماضية.
.. والفاكهة محرمة على الفقراء المانجو وصل إلى 20 جنيهاً للكيلو والبرقوق 16 والتفاح 15 والكمثرى 8 .. والتجار: قلة المعروض أدى إلى زيادة الأسعار نفس السيناريو تكرر بحذافيره مع الفواكه، فما يواجهه تجار الفواكه لا يقل ضرراً عما يقابله تجار الخضار نفس أسلوب النقل.. نفس أسواق الجملة.. نفس أسواق القطاعى، بالتالى نفس المشاكل، فقد أثر عليهم أيضاً حظر التجوال، خاصة أن ذروة البيع فى فترات المساء عكس الخضار الذى يتم صباحاً فى أغلب الأحيان. حاول البائعون تقليل الكميات المعروضة حتى يتم بيعها فى نفس اليوم خوفاً من التلف والخسارة، وكما حدث مع الخضار ارتفعت أسعار الفواكه بدرجة كبيرة تجاوزت 30% فى أنواع كثيرة منها المانجو والتفاح. حسب الأرقام الرسمية لسوق العبور فقد وصل سعر كيلو المانجو السكرى إلى 10 جنيهات والعيسوى إلى 15 جنيهاً والتيمور 10 جنيهات والفص 19 جنيهاً والكيت والكنت 10 جنيهات. أما البطيخ فوصلت الواحدة درجة أولى إلى 25 جنيهاً زنة 10 كيلو، وإلى 16 جنيهاً درجة ثانية.. أما الخوخ المستورد فوصل إلى 42 جنيهاً للكيلو.. والبرقوق مستورد 12 جنيهاً.. والكمثرى 6 جنيهات.. والموز المستورد 10 جنيهات.. والعنب 5 جنيهات.. والتفاح الأمريكى 13 جنيهاً، حيث يبلغ سعر الكرتونة زنة 20 كيلو 260 جنيهاً.. أما التفاح البلدى فسعره 8 جنيهات، مع العلم أن هذه الأسعار تزداد من 3 إلى 4 جنيهات فى أسواق القطاعى ولدى بائعى الفاكهة، فقد بلغ سعر كيلو المانجو السكرى 12 جنيهاً والعيسوى 18 جنيهاً والتيمور 13 جنيهاً.. والبرقوق المستورد 16 جنيهاً، والموز 10، والعنب 6.5، والتفاح 16، والجوافة 6، والكمثرى 7.5. يشكو محمود حسنى - بائع فواكه بسوق الجيزة - من حظر التجوال قائلاً: «نحن ضحية مثل المواطن بالضبط ونحن نتمنى أن نبيع بأسعار رخيصة لكن ما باليد حيلة، فقد ارتفعت أسعار النقل 3 أضعاف وكذلك زيادة قيمة التأمين على سيارات النقل وانخفضت ساعات البيع بسبب حظر التجوال، أى أنه خراب من كل الاتجاهات، مشيراً إلى أن هذا الوضع ينطبق على جميع البائعين، وللأسف فإن حركة البيع والشراء تراجعت بدرجة كبيرة، لذا قام غالبية التجار بتقليل المعروض من الفواكه لأنه فى حالة عدم بيعها فى نفس اليوم تفسد بسبب حرارة الجو المرتفعة خاصة التين. أكد أحد المسئولين بوزارة التموين أن قيام التجار بزيادة الأسعار لا يمكن اعتباره جشعاً لأن الظروف تغيرت والأحوال ساءت، فهناك الكثير من الفواكه والخضراوات لابد من بيعها يومياً، لأن حفظها لليوم التالى يتسبب فى تلفها، كما أن السعر يقوم التاجر بتحديده على أساس عدة نقاط أولها تكلفة النقل وهامش الربح والتأمين على السيارة الذى زاد خلال الفترة الماضية، نظراً لتكرار حوادث السطو على الطرق السريعة، ومن ناحية أخرى فإن قلة المعروض تسببت فى رفع الأسعار، هذا الوضع ينطبق أيضاً على المصانع، حيث كانت تعمل عدة ورديات، الآن أصبحت تعمل وردتين فقط بسبب أوقات حظر التجوال، فى حين أن لديها نفس المصروفات، بالتالى لم تجد أمامها إلا رفع الأسعار، وللأسف فإن المستهلك هو الضحية فى النهاية، مشيراً إلى أن دور الوزارة يقتصر على تحديد أسعار السلع المدعمة فقط مثل الخبز والبوتاجاز، مشيراً إلى أن وزارة التموين تحاول طرح بعض أنواع الفواكه فى المجمعات الاستهلاكية بأسعار أقل من سعر السوق نوعاً ما تيسيراً على المواطن. وأضاف المصدر: رغم كل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد فنحن متفائلون وعلى يقين أن مصر سوف تتجاوز الأزمة.