تمر على مصر الآن.. مرحلة لم تشهد لها البلاد مثيلاً من قبل.. ليس فقط منذ عصر محمد علي منشئ نهضتها الحديثة.. بل عبر تاريخها الطويل الذي امتد آلاف السنين، فلم يمر على البلاد عصر.. وشعبها على المحك «نكون.. أو.. لا نكون»!! فبالرغم أن مصر كانت دائما مطمعاً للآخرين.. للاستيلاء على أرضها ومقدراتها.. ولكن دائما بفضل شعبها تنتصر.. في النهاية.. وتدحر المهاجرين المغتصبين.. بل والأكثر من ذلك ومن يتبقى منهم ينصهر في بوتقة مصر ويدخل في نسيجها وعلى سبيل المثال قهرت التتار.. وتحققت هزيمة الصليبيين على أيديها!! ولكن شدة صعوبة المرحلة الحالية واختلافها.. أنه لم يكن يتصور بأي حال من الأحوال أن يكون «العدو» للشعب المصري من داخله.. يعلنها صراحة.. إما أن يستولي على الحكم ويبقى فيه كما يشاء.. وإلا حرق وتدمير البلاد.. أما «الارادة الشعبية» مصدر السلطات فلا مكانة لها عنده.. فالوطن وأبناؤه سيصبحون رهينة لديه!! فجماعة الإخوان التي مضى على تأسيسها 85 عاماً.. ينطبق عليها القول «تمسكنوا.. حتى تمكنوا».. وخلال تلك السنوات ارتكبوا فيها أفعالاً مجرمة من قتل وحرائق وتدمير.. الى الحد صرح منشئ الجماعة «حسن البنا» أنهم لا اخوان ولا مسلمين ولقد كان الكثير من الشعب المصري يتطوع للدفاع عنهم ومآزرتهم بكل الوسائل والطرق في أوقات ضعفهم واحتياجهم لمن يقف بجانبهم!! ولكن بعد ثورة 25 يناير المجيدة.. سنحت الفرصة للجماعة بأن ينقضوا على مكتسبات الثورة.. واستخدام كل الحيل المشروعة وغير المشروعة.. وبتخطيط مُسبق عن طريق الخلايا «النائمة».. التي لم يكن يُعرف عنها ذلك.. توالت الأحداث من خلال لجنة التعديلات للدستور والدفع بالأمور لإجراء انتخابات نيابية، ورئاسية قبل إعداد دستور البلاد.. وبالطبع مكنهم ذلك من وضع دستور بليل.. وفر لفصيلهم كل ما يثبت أقدامهم في الحكم، واستبعد الآخرين.. وهذا ما جعلهم يعتقدون ويصرحون به.. أنهم جاءوا ليحكموا مصر «500 عام» أي لا فكاك من حكمهم.. وهذا يبرر التعالي والعناد في اسلوب تعاملهم والثقة بلا حدود في أن لهم مطلق الحرية في فعل مايريدون ولن يسألوا!! فخلال عام من حكم الرئيس المعزول.. تفرغت جماعة الإخوان وبرعت في عملية «التمكين» لجماعتها، ولم تسلم البلاد من «الأخونة».. والكارثة كانت حقا في دفعهم لشخصيات تفتقر الى الكفاءة.. والخبرة.. لتولي مناصب تحتاج من شاغلها صفات عالية المستوى.. وبالطبع كانت النتيجة متوقعة.. حتى أصبحنا موضعاً للسخرية.. على المستويين الاقليمي والدولي.. وأصبح هناك مقولة تتكرر.. ماذا يجري لمصر الكنانة.. وإلى أين سنسير؟؟ وهل يمكن أن تنطفئ أنوار مصر.. التي أنارت طريق البشرية منذ آلاف السنين؟؟ ولذلك لم يستمر حكم الخذلان المرير.. والفشل بدون حدود.. فبعد عام من حكم الرئيس المعزول.. خرج الشعب المصري بثورة 30 يونية.. والتي خرج فيها ما يزيد على 30 مليون مواطن مصري.. امتلأت بهم ميادين مصر بأكملها.. والكباري والشوارع.. مما فاجأ العالم وأذهله. وسجلت الموسوعات العالمية عنها أنها أكبر حشد انساني في التاريخ!! وذلك من أجل اسقاط الرئيس المعزول ونظامه. والمدهش تكرر خروج المصريين بما يقرب من 40 مليون مواطن.. من أجل تفويض الجيش والشرطة للقضاء على الارهاب.. والترويع.. الذي استخدمته جماعة الاخوان كوسيلة للتآمر على مصر والمصريين!! نعم.. لا يخشى على مصر التي أهلها في رباط الى يوم الدين.. وجيشها خير أجناد الأرض، وستكون في مقدمة الدول.. كما كانت، وكما هو متوقع لها دائما. الكلمة الأخيرة خلال العام الماضي.. أراد الله عز وجل.. أن نعرف قيمة الوطن الغالي وأبنائه الشرفاء المخلصين، وفي نفس الوقت تبين لنا وللعالم أجمع.. من هم الخارجون عن الدين والقانون، والذين إذا حدثوا كذبوا.. وإذا أؤتمنوا خانوا.. وإذا خاصموا فجروا. سلمت يا مصر